عنب بلدي – رأس العين
يشتكي أصحاب المحال التجارية في مدينة رأس العين (شمال غربي الحسكة) من استمرار إغلاق مداخل السوق الرئيس لأكثر من أربع سنوات، ما يؤخر عملية نقل البضائع إلى المحال ويبطئ الحركة التجارية، ويصعّب وصول الزبائن، الأمر الذي انعكس تراجعًا في المبيعات.
ويعود سبب إغلاق السلطات للمداخل إلى تعرض المدينة لعدة تفجيرات خلال السنوات الماضية، اتُّهمت بها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، الجناح العسكري لـ”الإدارة الذاتية”.
ويتطلب دخول سيارة لتحميل أو تفريغ البضاعة إلى سوق رأس العين الحصول إذنًا مسبقًا، حيث يوجد مدخل واحد فقط يفتح بعد التنسيق مع “الشرطة المدنية”، التي تفتش السيارة لضمان خلوها من المتفجرات.
وعلى الرغم من التحسن في الوضع الأمني، وتوقف التفجيرات منذ عام 2021، فإن إجراءات التفتيش لا تزال تأخذ وقتًا طويلًا لإتمامها، وفق أصحاب المحال.
حركة ضعيفة
إبراهيم المحمد، وهو صاحب محل لبيع الأثاث في رأس العين، قال لعنب بلدي، إن إغلاق مداخل السوق جعل نقل البضائع تحديًا حقيقيًا.
وأضاف أنه صار يعتمد على عربات النقل، ويضطر لقطع مسافة تصل إلى 250 مترًا لنقل كل قطعة أثاث، أو ينتظر حتى الليل عندما يقل الزحام ليدخل السيارة إلى داخل السوق.
وذكر إبراهيم أن هذه الحالة باتت مرهقة، وتدفعه إلى تأخير جلب البضاعة، في حين أن المحال خارج السوق لا تعاني نفس المشكلة، وهو ما يدفع الزبائن للتوجه إلى المعارض في مناطق أخرى.
مالك المرعي، وهو صاحب محل تجاري لصيانة الأجهزة الكهربائية في السوق، قال إنه تضرر نتيجة إغلاق مداخل السوق في رأس العين.
وأوضح مالك لعنب بلدي أنه يواجه صعوبة في نقل البضائع عبر الدراجة النارية، ما أدى إلى تعرض قسم من الأجهزة للتلف خلال عملية النقل، مضيفًا أن هذه المشكلات أسفرت عن خسائر مالية.
وذكر أن إغلاق المداخل يضيف ضغطًا إضافيًا ماليًا وجسديًا على الباعة، وسط ركود تشهده الحركة التجارية بشكل عام في المنطقة.
أما إسماعيل قريط، وهو صاحب محل تجاري لبيع المواد الغذائية بالجملة، فقد اضطر لنقل محله من السوق الرئيس إلى شارع فرعي، بسبب خسائر مالية تعرض لها نتيجة إغلاق مداخل السوق.
وقال لعنب بلدي، إن إغلاق المداخل جعله يواجه مصاعب في تصريف بضاعته، إذ لم يعد الزبائن يترددون إلى المحل، مضيفًا أن نقل البضاعة وتجهيز المحل الجديد كلّفه الكثير من المال.
رغم نقل المحل، لا يزال البائع يعاني من تراجع حاد في المبيعات، نظرًا إلى أن محله في موقع بعيد، حسب قوله.
وطالب التجار والباعة ممن قابلتهم عنب بلدي بفتح مداخل السوق نظرًا إلى تحسن الوضع الأمني، إذ لم تحدث أي تفجيرات أو مشكلات في المنطقة مؤخرًا، ما يسهم في تحسين حركة السوق وزيادة الإقبال على المحال.
وعود بتسهيلات
المتحدث باسم المجلس المحلي في رأس العين، زياد ملكي، قال لعنب بلدي، إن إغلاق مداخل السوق جاء نتيجة تفجيرات متتالية شهدتها المدينة بين عامي 2019 و2021، أسفرت عن سقوط العديد من القتلى والجرحى.
وأوضح أن السوق يتكون من 400 محل فعال ضمن المدينة، وأن المجلس المحلي يتيح لأصحاب السيارات الخاصة بالمنشآت التجارية الدخول عبر الباب الرئيس، بعد التدقيق واستكمال الإجراءات المطلوبة.
وأضاف ملكي أن المجلس المحلي يعتزم تسهيل الإجراءات لأصحاب المحال التجارية من خلال إصدار تصاريح خاصة بهم، ما يساعد على تسريع سير أعمالهم.
وأشار إلى أنه في الظروف الراهنة، لا توجد نية لدى المجلس المحلي لفتح مداخل السوق، حفاظًا على سلامة الأهالي من أي “تهديد إرهابي”.
وسيطر “الجيش الوطني السوري”، المدعوم من تركيا، على منطقة حدودية واسعة تمتد لحوالي 120 كيلومترًا بين مدينتي تل أبيض ورأس العين، عقب هجوم بدأ في 9 من تشرين الأول 2019، واستمر لعدة أسابيع ضد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) شمال شرقي سوريا.
وقد أسفرت الانفجارات المتتالية التي وقعت في منطقة رأس العين وتل أبيض، بين عامي 2019 و2021، عن مقتل ما يقارب 50 شخصًا، اتُهمت “قسد” بتنفيذها، وقوبلت الاتهامات بنفي منها.