درعا – حليم محمد
بدأ مزارعو محافظة درعا (جنوبي سوريا) جني محصولهم من الرمان والزيتون، مطلع تشرين الأول الحالي، وسط تقديرات إنتاج وصفت بأنها “جيدة ومبشّرة”، مع تأثيرات للجفاف وعوامل جوية أدت إلى تشقق ثمار الرمان في بعض الأراضي.
ويوفر موسما الرمان والزيتون فرص عمل لكثيرين، إذ يزيد الطلب على الأيدي العاملة خلال فترة جني المحصولين.
وبحسب مزارعين وعمال مياومة قابلتهم عنب بلدي، ارتفعت أجور العمال في درعا مع بداية الموسم من 30 ألف ليرة سورية (دولاران أمريكيان) إلى 40 ألفًا عن كل خمس ساعات عمل.
إنتاج مرتفع للزيتون
يقسم محصول الزيتون في درعا بين زيتون المائدة، الذي بدأ موسم قطافه مطلع تشرين الأول، وبين زيتون العصر الذي يؤخر جنيه إلى مطلع تشرين الثاني.
يوسف (30 عامًا)، وهو من مزارعي ريف درعا الغربي، لديه عشرة دونمات زيتون وثمانية دونمات رمان، قال إن الإنتاجية في كلا المحصولين “جيدة” مقارنة بالموسم الماضي.
وباع يوسف ثمار قسم من محصول الزيتون (من الأشجار المعد ثمرها للمائدة)، ولا يزال يتريث في جني باقي المحصول حتى يحين موعد عصر الزيتون.
ووصل سعر كيلو زيتون المائدة من صنف “أبو شوكة” إلى 12 ألف ليرة سورية (81 سنتًا)، وينخفض السعر باختلاف الصنف، إذ بيع صنف “الاستنبولي”، وهو يصلح زيتونًا للمائدة وللعصر، بـ10000 ليرة سورية (68 سنتًا).
وشهد إنتاج محصول الزيتون تحسنًا تدريجيًا، إذ توقعت مديرية زراعة درعا إنتاج 28673 طنًا من الزيتون لهذا الموسم، في حين وصل الإنتاج في الموسم الماضي إلى 25 ألف طن للموسم، وسبقه بعام إنتاج 19.5 ألف طن.
ويبلغ عدد أشجار الزيتون في محافظة درعا حاليًا نحو 3.5 مليون شجرة.
تشقق الرمان
المزارع يوسف قال إن ما يقارب ثلاثة أطنان من ثمار محصوله، المقدّر بـ35 طنًا، تشققت إثر انخفاض في درجات الحرارة ليلًا وارتفاعها نهارًا.
وأسهم الطقس هذا العام بزيادة نسبة التشقق عن السنوات السابقة، إذ لم تتجاوز الكمية المتشققة من محصول يوسف 300 كيلوغرام في العام الماضي (2023).
أما المزارع أحمد (40 عامًا) فكانت نسبة تشقق ثمار الرمان في أرضه أكبر، إذ يملك عشرة دونمات في قرية زيزون بريف درعا الغربي، ولم يستطع سقاية محصوله بانتظام، وقال إن نسبة التشقق تعادل لديه نصف إنتاج المحصول.
وأضاف أن هذا التشقق قد يسبب له خسارة مالية في موسمه، وأرجع سبب التشقق إلى ضعف منسوب البئر لديه ما أدى إلى تأخير في ري محصوله.
المهندس الزراعي خالد سليمان، قال لعنب بلدي، إن تشقق ثمار الرمان هو مرض له أسباب عدة، منها تبدل درجات الحرارة ما بين الليل والنهار، وعدم انتظام مواعيد السقاية، بالإضافة إلى نقص عناصر في التربة هي الكالسيوم والبوتاسيوم.
وحول تقليل آثار تشقق الرمان، قال المهندس إن من الممكن استخدام نترات البوتاسيوم مع بداية الموسم، وكذلك رش المحصول بالكالسيوم، أو إضافته كسماد للتربة، وهو يساعد على تقوية غلاف الثمرة.
وذكر المهندس أن الرمان يحتاج إلى ري مشبع كل 15 يومًا، موضحًا أن تشقق الثمار قد يزيد في حال تأخرت السقاية وتبعها ري بكميات مياه كبيرة.
“التبريد” يستحوذ على المحصول
يبيع بعض مزارعي درعا محصولهم مباشرة للتجار وهو ما يعرف بـ”الضمان”، ويعتمد بعض التجار على تخزين الرمان في وحدات تبريد وبيعه للسوق أو تصديره خلال فصل الشتاء.
ويخزن التجار الصنف الفرنسي، وهو السائد لدى معظم مزارعي الرمان في درعا.
ويعامل الرمان المخزن في وحدات التبريد معاملة حساسة، من خلال العناية بجني الثمرة ووضعها ضمن صناديق بلاستيكية معزولة بالورق، ويختار التجار حبات الثمر الناضجة وغير المتعرضة للتشقق، كما يجب المحافظة على درجة برودة معينة.
وتنتشر في درعا وحدات تبريد يؤجرها ملاكها للتجار مقابل 600 ليرة سورية عن كل كيلوغرام مخزن.
ويباع كيلو الرمان المتشقق بسعر 500 ليرة سورية، وهو سعر أقل من تكاليف جنيه وأجور نقله للسوق وثمن العبوات وأجور العمال، وفق المزارع أحمد.
وقدّرت مديرية زراعة درعا إنتاج المحافظة من محصول الرمان لهذا الموسم بـ26574 طنًا مقابل 21500 طن للموسم السابق.
وقال مدير زراعة درعا، بسام الحشيش، لصحيفة “الثورة” الحكومية، إن أسعار الرمان تتراوح ما بين 4000 و6000 ليرة سورية (40 سنتًا)، وتأتي أهمية شجرة الرمان في المحافظة بعد شجرة الزيتون والعنب، وهي من الزراعات المروية وتحتاج إلى عناية خاصة.
وبحسب إحصائيات مديرية زراعة درعا لعام 2023، بلغت المساحة المزروعة بالرمان 1021 هكتارًا، بما يقارب 600 ألف شجرة رمان.