نقلت وكالة “أكسيوس” عن ثلاثة مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اقتربا من التفاهم بشأن نطاق الرد الإسرائيلي المخطط له ضد إيران خلال مكالمتهما الهاتفية في 9 من تشرين الأول الحالي.
وبحسب ما نشرته الوكالة، الخميس 10 من تشرين الأول، فإن إدارة بايدن تتقبل أن إسرائيل ستشن هجومًا كبيرًا على إيران، لكنها تخشى أن تؤدي الضربات على أهداف معينة إلى تصعيد الحرب الإقليمية بشكل كبير.
مسؤول إسرائيلي كبير قال لـ”أكسيوس”، إن الخطط الحالية لا تزال “أكثر عدوانية” إلى حد ما مما يرغب به البيت الأبيض، موضحًا أن الفجوات بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن طبيعة ونطاق الهجوم تقلصت.
وبعد الاتصال، قال مسؤول أمريكي، “نحن نتحرك في الاتجاه الصحيح”، بينما قال آخر، إن الإدارة الأمريكية أصبحت أقل توترًا بعض الشيء بشأن خطط إسرائيل بعد الاتصال.
في الوقت نفسه، أوضح مسؤولون أمريكيون أن مكالمة منفصلة بين مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، جرت قبل مكالمة بايدن ونتنياهو.
ووفق المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين، فإن بايدن ونتنياهو أكدا بعض التفاهمات التي توصل إليها سوليفان وديرمر في مكالمتهما.
وأمس الخميس، انعقد مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي لتلقي إحاطة بشأن خطط مهاجمة إيران والتفاهمات مع إدارة بايدن، وسط ترجيحات بأن يفوض المجلس الوزاري الأمني المصغر نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت لتحديد توقيت الهجوم.
لكن وسائل إعلام إسرائيلية، منها “I24 NEWS“، اليوم الجمعة 11 من تشرين الأول، ذكرت أن الاجتماع الوزاري الإسرائيلي، الخميس، لم يصوت على الرد على الهجوم الإيراني، في ظل توقعات بتأجيل زيارة غالانت إلى الولايات المتحدة، مرة أخرى.
ومن المتوقع أن يسافر غالانت إلى واشنطن الأسبوع المقبل لمواصلة المناقشات مع سوليفان ووزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، وفق “أكسيوس”.
ولم تتخذ في الاجتماع الإسرائيلي قرارات ملموسة بشأن الرد على الهجوم الصاروخي الباليستي الإيراني، ولم تطرح القضية للتصويت خلال الاجتماع.
كما تشير التوقعات الإسرائيلية إلى أن زيارة غالانت إلى الولايات المتحدة ستجري بعد أن يقرر مجلس الوزراء طبيعة الرد، ما يعني تأجيل الرحلة إلى واشنطن حتى اتخاذ قرار جديد بهذا الشأن.
المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون بيّنوا أن المشاورات على مستوى العمل بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن الرد على إيران استمرت الخميس، وستستمر في الأيام المقبلة.
إيران تلوّح برد موسع
في وقت سابق، قال عضو البرلمان الإيراني، والمتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية فيه، إبراهيم رضائي، إن طهران سترد بقودة على أي هجوم إسرائيلي، وقد تختار ضرب أهداف تتجاوز المواقع العسكرية للجيش الإسرائيلي.
وأضاف لشبكة “CNN” الأمريكية، “في هجومنا مؤخرًا على إسرائيل استهدفنا المواقع العسكرية فقط (…) هناك أهداف أخرى يمكننا ضربها، ولدينا القدرة على ذلك”.
والأربعاء الماضي، نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول إيراني وصفته بـ”الكبير”، أن طهران حذرت دول الخليج العربي من السماح باستخدام مجالها الجوي أو قواعدها العسكرية ضد إيران، محذرة من أن أي خطوة من هذا النوع ستؤدي إلى رد فعل.
ووفق ما نقلته الوكالة، فإن أي إجراء من جانب دول الخليج لتحقيق التوازن في أسواق النفط في حال استهداف إسرائيل لمنشآت الطاقة الإيرانية، لم يكن جزءًا من المناقشات حتى الآن.
وقال المسؤول لـ”رويترز”، إن إيران أوضحت أن أي إجراء من أي دولة خليجية ضد طهران، سواء من خلال استخدام المجال الجوي أو القواعد العسكرية، ستعتبره طهران عملًا اتخذته المجموعة بأكملها (دول مجلس التعاون)، وسترد وفق ذلك.
وفي 1 من تشرين الأول الحالي، أطلقت إيران دفعة صواريخ باليستية باتجاه إسرائيل، بعد أشهر من التوتر المتصاعد خاصة بعد توسيع إسرائيل عملياتها خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال “الحرس الثوري الإيراني”، إنه استهدف إسرائيل بعشرات الصواريخ، ردًا على مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، في طهران، والأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله، والقيادي في “الحرس الثوري” عباس نيلفروشان، في بيروت.