يخضع قائد “فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري” الإيراني إسماعيل قاآني لتحقيق واستجواب بعد عملية إسرائيل التي أفضت إلى مقتل زعيم “حزب الله” اللبناني السابق حسن نصر الله، بحسب ما نقلته مصادر متقاطعة.
موقع ميدل إيست آي” قال اليوم، الخميس 10 من تشرين الأول، إنه نقل عن ثمانية مصادر من إيران والعراق ولبنان، إن قاآني لم يصب بأي أذى ولكنه تحت الحراسة، ويخضع لاستجواب في إطار تحقيق إيران بخروقات أمنية كبيرة.
الاستجواب يجري من قبل شخصيات تحت الإشراف المباشر لـ”المرشد الأعلى الإيراني” علي خامنئي، لكن مكان وجود قاآني لم يتضح بعد، إذ قالت ثمانية مصادر إنه موجود في طهران، لكن مصدرًا آخر قال إنه لا يزال في بيروت.
نقل الموقع عن قائد فصيل مسلح مقرب من إيران، أن الإيرانيين لديهم شكوك جدية في أن الإسرائيليين تسللوا إلى “الحرس الثوري”، خاصة أولئك الذين يعملون على الساحة اللبنانية، لذلك فالجميع قيد التحقيق حاليًا.
“لا يوجد شيء مؤكد في الوقت الحالي، فالتحقيقات لا تزال مستمرة وكل الاحتمالات مفتوحة”، بحسب مصادر “ميدل إيست آي”.
شبكة “سكاي نيوز” نقلت بدورها عن مصادر إيرانية، إن قاآني يخضع للتحقيق بشأن تعرضه للاختراق، وذلك بعد ورود معلومات عن تخابر رئيس مكتبه إحسان شفيقي مع إسرائيل من خلال وسيط يعيش خارج إيران.
ونقل قاآني إلى المستشفى خلال التحقيق معه بسبب تعرضه لنوبة قلبية، بحسب مصادر “سكاي نيوز”.
البداية من اغتيال نصرالله
وبعد مقتل نصر الله، في 27 من أيلول الماضي، فتح “الحرس الثوري” تحقيقات في كيفية تمكن إسرائيل من اختراق القيادة العليا لـ”حزب الله” وتحديد مكان وزمان وجود نصر الله.
قاآني لم يظهر منذ مقتل نصر الله، وانتشرت معلومات بعدها حول مقتله مع نصر الله، وأخرى أنه يخضع لاستجواب.
كما زاد استهداف إسرائيل خليفة نصر الله هاشم صفي الدين خلال اجتماع لمجلس شورى “حزب الله”، في 4 من تشرين الأول، من أنباء اعتقال قاآني أو مقتله.
وهو ما عرض كبار قادة إيران للخطر، بحسب “ميدل إيست آي”.
قاآني وصل مع عدد من قادة “الحرس الثوري” وشخصيات أخرى إلى لبنان بعد يومين من مقتل نصر الله، لتقييم الوضع على الأرض، لكن مصادر “ميدل إيست آي” قالت إن قاآني لم يصب بأذى ولم يكن مع صفي الدين في اجتماع مجلس الشورى.
إيران نفت مقتل قاآني، في 7 من تشرين الأول، مشيرة إلى أنه مستمر بمزاولة عمله، ومنشغل بأنشطته.
كان من المتوقع أن يحضر قاآني اجتماع مجلس الشورى بدعوة من صفي الدين في يوم الضربة الجوية، لكنه اعتذر وانسحب من الاجتماع قبل وقت قصير من بدئه.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكّد، في 8 من تشرين الثاني، مقتل هاشم صفي الدين، دون أن يوضح “حزب الله” مصيره.
تركيز على الشخصيات الإيرانية
إيران ركزت في تحقيقاتها بالظروف المحيطة لمقتل نصر الله، والتحركات الأخيرة لقائد “فيلق القدس” في سوريا ولبنان عباس نيلفروشان، الذي قُتل إلى جانب زعيم “حزب الله”.
مصادر عراقية ومصدران مقربان من “حزب الله” قالوا لـ”ميدل إيست آي” إن نصر الله كان خارج الضاحية الجنوبية لبيروت في الليلة التي سبقت مقتله، لكنه عاد إلى المنطقة للقاء نيلفروشان وعدد من قادة الحزب في غرفة عملياتهم المحصنة المعتادة.
نيلفروشان وصل إلى بيروت مساء الضربة قادمًا من إيران، ونُقل مباشرة من الطائرة إلى غرفة العمليات تحت حي حارة حريك السكني، ووصل إلى هناك قبل نصر الله.
الضربة التي استهدفت الاجتماع وقعت بعد وقت قصير من دخول نصر الله القاعة، ووفق مصدر مقرب من حزب الله، فـ”الاختراق كان إيرانيًا بنسبة 100%، وهذا الجزء لا شك فيه”.
وزادت عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ”حركة المقاومة الإسلامية” (حماس)، إسماعيل هنية، أواخر تموز الماضي في إيران، من شكوك تعرض قوى الأمن الإيرانية لاختراق.
يحاول الإيرانيون تحديد حجم الاختراق ومصدره، والمؤشرات تشير إلى أن المصدر هو “الحرس الثوري”، لكن لا يمكن التأكد حاليًا، “كل ما يمكن قوله الآن هو أن الاختراق كان كبيرًا جدًا، والخسائر التي تسبب فيها أكبر بكثير مما كان يمكن لأي شخص أن يتوقعه”، بحسب قائد فصيل مسلح مدعوم من إيران.