الطبخ المنزلي.. مصدر دخل لسيدات في إدلب

  • 2024/10/14
  • 10:10 ص
سيدات يحضرن الطعام في منزل بمدينة الدانا شمالي إدلب - 25 أيلول 2024 (عنب بلدي)

سيدات يحضرن الطعام في منزل بمدينة الدانا شمالي إدلب - 25 أيلول 2024 (عنب بلدي)

من مطبخ منزلها الذي تستأجره في مدينة الدانا شمالي إدلب، قررت فضيلة محمد الحلو (33 عامًا) افتتاح مشروعها الخاص من خلال تحضير الطعام والمؤونة، لتحقيق مصدر دخل إضافي لعائلتها المهجرة من ريف حلب الشمالي منذ عام 2016.

منذ ثلاثة أشهر، كانت البداية متعثرة وبأدوات بعضها لا يلبي الحاجة، في مشروع السيدة الذي اعتبرته “حلمًا”، دفعها إليه سوء الأوضاع المعيشية التي ترافقت مع موجة غلاء من إيجارات المنازل والكهرباء والأغذية وغيرها.

أطلقت السيدة على مشروعها اسم “مطبخ شغف”، محاولة من خلاله مساعدة عائلتها، فهي أم لأربعة أطفال (ثلاثة منهم من ذوي الإعاقة)، ولا يمكنها تركهم والعمل خارج المنزل.

الأسعار بالليرة التركية

قالت فضيلة لعنب بلدي، إنها شغوفة بالمطبخ وتستمتع بالطبخ وإعداد الوجبات، ومن هنا جاءت فكرة تسمية مطبخها (شغف)، وبدأت بالترويج لأطباقها الشرقية وبعض أصناف المؤونة مثل “المكدوس” ودبس الرمان وغيرهما على صفحات التواصل الاجتماعي.

وأنشأت السيدة عدة حسابات خاصة بها، فلاقت رواجًا من محبي الأكل المنزلي، رغم صعوبات اعترضت طريقها من ضعف الإمكانيات المادية، وعدم وجود مستلزمات كافية من أوانٍ للطبخ وأطباق وغيرها من المعدّات الأساسية، حسب قولها.

عن أسعار أطباقها، ذكرت أن سعر “منسف المندي” المؤلف من كيلوغرام ونصف من أفخاذ الدجاج مع كيلو أرز قبل الطبخ ومكسرات وطبقي “صلصة” (دقوس) يبلغ 350 ليرة تركية (11 دولارًا أمريكيًا).

ويبلغ سعر الكبة المقلية (كيلو لحم غنم مع كيلو برغل مع شيش مقلي وجاهز) 800 ليرة تركية، أما سعر وجبة “اليالنجي” الفردية وهي الأكثر طلبًا فيبلغ 100 ليرة تركية.

وتعد هذه الوجبات خيارًا للمناسبات وللأفراد، كما تعتبر الأسعار مخفّضة مقارنة بأسعار المطاعم وجودة المواد المستخدمة فيها وكميتها، وتتفاوت الأسعار بحسب مواسم توفر الخضار واللحوم فهي أسعار غير ثابتة، حسب السيدة.

من الطبخ إلى التدريب

ذكرت السيدة أن العمل “بحب” مع وجود الجودة والنظافة وترتيب الأطباق، زاد من الإقبال على طلباتها، وباتت لها سمعة جيدة في التحضير، لتأتيها فرصة أن تصبح مدربة معتمدة لإحدى المنظمات الدولية في مجال الصناعات الغذائية.

وأضافت أنها قدّمت مجموعة تدريبات للسيدات حول كيفية تحضير معظم الأطباق الشرقية والمؤونة وغيرها، لتفتح أمامهن بابًا يتمكنّ من خلاله تأمين مصدر دخل ثابت لهن بعد تعلمهنّ أهم النقاط لنجاح العمل، كالتنظيم وتأمين المواد الأولية واستقبال الطلبات قبل يوم على الأقل، والترويج لمنتجاتهن بطريقة لافتة للنظر، ووضع أسعار تتناسب مع الواقع الاقتصادي بمربح بسيط لجذب أكبر عدد من الزبائن.

مصدر دخل.. عقبات موجودة

لا يعد مشروع السيدة فضيلة الوحيد الذي بدأ من المطبخ لتحقيق مردود مالي، فقد انتشرت خلال السنوات الماضية مشاريع مشابهة لسيدات خضن تجارب العمل من المنزل سواء في الطبخ أو صناعة الحلويات أو الشمع أو التطريز والخياطة وغيرها.

ويعود نشاط هذه المشاربع إلى قلة فرص العمل، وضعف القدرة الشرائية وعدم الاكتفاء من دخل الزوج أو معيل الأسرة، فالأجرة اليومية للعامل تتراوح بين 70 و100 ليرة تركية، ولا تكفي لسد احتياجات العائلة الأولية.

ويبلغ حد الفقر المعترف به في مناطق شمال غربي سوريا 10791 ليرة تركية، وحد الفقر المدقع 9033 ليرة تركية، وفق فريق “منسقو استجابة سوريا” العامل في المنطقة.

وتواجه النساء الراغبات في العمل معوقات، أبرزها الافتقار إلى التعليم والخبرة وقلة فرص العمل المتاحة، فضلًا عن صعوبة الموازنة بين رعاية الأسرة والعمل، وعدم توفر وسائل النقل إلى أماكن العمل وعدم وجود شهادة علمية، وفق دراسة لـ”الدفاع المدني السوري“.

ورغم وجود معاهد تدريبية تكسب المرأة بعض الخبرات والمهارات، تنخرط السيدات في مهن مرهقة وخطرة، بغية تأمين حاجاتهن المتعددة، وسط ارتفاع الأسعار وقلة الأجور.

وتلجأ بعض النساء، خصوصًا من المقيمات في مخيمات النازحين في أرجاء الشمال، لأعمال تعرف محليًا بأنها من تخصص الرجال، أو نشاط محفوف بالخطر كالبحث بين أكوام القمامة عن البلاستيك، مع انتشار المقذوفات غير المنفجرة من مخلفات الحرب.

اقرأ أيضًا: ريف حلب.. حملة تدعم النساء الأشد ضعفًا لمتابعة التعليم

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع