عملية تجميلية آمنة.. حقن الدهون الذاتية

عملية تجميلية آمنة.. حقن الدهون الذاتية
tag icon ع ع ع

د. أكرم خولاني

حقن الدهون الذاتية من التقنيات التجميلية الآمنة التي يفضلها العديد من الأشخاص لعلاج وتجميل مناطق الجسم المختلفة، إذ يتم من خلالها إضافة الدهون إلى المناطق غير الممتلئة بما فيه الكفاية، كالخدود والثديين والأرداف والمؤخرة، وهذا يجعلها أكثر امتلاء وجاذبية.

وقد وثقت الجمعية الأمريكية لجراحي التجميل معدل رضا يبلغ 95.6% بناء على مراجعات المرضى الذين خضعوا لهذه العملية، ونظرًا إلى أمانها وضمان نتائجها، فقد أصبحت ضمن عمليات التجميل رقم واحد، لذلك من الضروري تسليط الضوء على هذه العملية والتعريف بإيجابياتها وسلبياتها.

ما المقصود بعملية حقن الدهون الذاتية

حقن الدهون الذاتية (Lipoinjection) أو نقل الدهون (Fat transfer) أو “Fat grafting” هو إجراء تجميلي يتم فيه نقل الدهون من منطقة من الجسم إلى منطقة أخرى، أي أنه يتم أولًا سحب الدهون، وهو الإجراء المعروف بـ “شفط الدهون” (Liposection) من جسم الشخص نفسه الذي يحتاج إلى إجراء عملية حقن الدهون، ولهذا تسمى بالدهون الذاتية، ولا يصلح حقن دهون تم سحبها من جسم شخص آخر مهما كانت درجة القرابة أو تشابهت فصيلة الدم ومهما تطابقت الجينات ولو كان توأمًا.

ثم يتم حقن هذه الدهون تحت الجلد في منطقة أخرى لتحسين مظهر الجلد في هذه المنطقة وزيادة حجم الدهون فيها، وهذا يجعل بعض مناطق الجسم تبدو أكثر نحافة وبعضها يبدو أكثر امتلاء، وهو ما يعرف بنحت الجسم.

والأماكن الشائعة لسحب الدهون هي البطن والصدر والظهر والفخذين والذراعين، ثم يتم حقن هذه الدهون كـ”فيلر” طبيعي وآمن في العديد من مناطق الجسم، مثل الوجه (تكبير الخدود، نفخ الشفاه، ملء الخطوط الأنفية الشفوية، علاج تجاعيد تحت العينين وخطوط الجبهة، ملء الندوب العميقة والمناطق المنهارة) والثديين عند المرأة (تكبير الثديين، إصلاح أنسجة الثدي وإعادة بنائه بعد علاج السرطان)، والصدر عند الرجل، والوركين (ملء الانبعاجات على الجانبين) والأرداف (تكبير المؤخرة) واليدين والقدمين (إصلاح الضمور الذي يحدث مع التقدم بالعمر)، كما يمكن استخدامها في عمليات تجميل المهبل بحقنها في الشفرين، أو يتم حقنها في المهبل بهدف تحسين الرغبة الجنسية عند المرأة فيما يعرف بـ”حقن الجيشوت في المهبل“.

كيف تجرى العملية

يختلف نوع التخدير الذي تجرى تحته العملية باختلاف المنطقة المطلوب حقنها، فتتم تحت التخدير الموضعي إذا كان الحقن للوجه، بينما تتم تحت التخدير العام إذا كان الحقن لمنطقة أخرى تحتاج إلى كمية كبيرة من الدهون أو إذا طلب المريض نحت الجسم.

بعد ذلك يخضع المريض لعملية شفط الدهون من المنطقة المانحة عن طريق إجراء شق أو أكثر بطول 3–5 مم، والشفط بواسطة قنية خاصة مصممة بحيث لا تتلف الخلايا الدهنية قدر الإمكان، ثم تغلق هذه الشقوق الصغيرة وتخاط وتضمد.

بعد ذلك يتم فصل الخلايا الدهنية عن السائل باستخدام جهاز طرد مركزي (مثفلة) أو بالتصفية، وبعد الحصول على دهون نقية ذات قوام سائل يتم وضعها في “سيرنجات” للحقن.

في هذه المرحلة، يقوم الجراح بتحديد المناطق المرغوبة لتصحيح العيوب وملء التجاعيد، ثم يخدر هذه المناطق في حال الخدير الموضعي، وباستخدام حقنة خاصة يتم حقن الخلايا الدهنية بعمق في المناطق اللازمة لإعطاء مظهر ناعم وطبيعي.

من المتوقع حدوث نزيف أو تورم أو احمرار في كل من المناطق المانحة ومناطق الحقن في أول 24 إلى 48 ساعة بعد العملية، ولكن يمكن للشخص العودة إلى أنشطته اليومية.

وتعتمد فترة التعافي على كمية الشفط والدهون التي تمت إزالتها، وكذلك على كمية الدهون التي تم حقنها، فعند حقن كميات كبيرة من الدهون قد يستمر التورم لعدة أسابيع.

ما الآثار الجانبية للعملية

على الرغم من نسبة الرضا والنجاح العالية، فإن جراحة حقن الدهون الذاتية لا تزال تنطوي على العديد من الأخطار، فإضافة إلى أخطار التخدير تشمل آثارها الجانبية الأكثر شيوعًا ما يلي:

  • كدمات وتورم ونزيف في مكان الحقن.
  • ألم في موقع الشقوق الجراحية.
  • عدوى.
  • تلف الجلد الذي يسبب القرح المحتملة.
  • طفح جلدي مصحوب بحكة.
  • موت خلايا الجلد بسبب تلف الأوعية الدموية وتعطل تدفق الدم بالجلد.
  • تراكم الكتل الدهنية.
  • الانصمام.
  • تغير لون البشرة بشكل دائم.

ماذا عن النتائج؟

يمكن رؤية نتائج حقن الدهون على الفور أو بعد تحسن التورم خلال أسبوع إلى أسبوعين، وتختلف النتائج من شخص الى آخر، فمعظم الناس يحتفظون بجزء من الدهون المحقونة بشكل دائم، لكن هذا الجزء يتراوح بين 30 و80% من الدهون المحقونة، لذلك في بعض الأحيان تكون هناك حاجة إلى إعادة الحقن للحصول على الحجم المرغوب، ويتم ذلك بعد شهرين إلى ثلاثة أشهر، وتعتمد استدامة الدهون على المناطق التي يتم فيها الحقن، إذ تذوب الدهون بشكل أسرع في المناطق النشطة مثل الساقين والمؤخرة، بينما يمكن أن تبقى لفترة أطول في مناطق مثل الشفتين والثديين، والخلايا الدهنية التي تبقى بعد مرور ثلاثة أشهر على الحقن تكون ثابتة ودائمة ذات إمداد دموي ثابت يساعدها على البقاء، ونكون قد وصلنا إلى الشكل التجميلي النهائي.

ولا يمكن تحديد فترة معيّنة يستمر فيها وجود الدهون في الجسم، ففي بعض الحالات قد تستمر النتيجة لفترة ما بين ثلاث وخمس سنوات، بينما في بعض الحالات الأخرى قد تبقى لفترة أقل من ذلك، ويرجع ذلك إلى كفاءة الدهون المحقونة وخبرة الطبيب في أثناء تحضير الدهون وحقنها، وقد تظل كمية الخلايا المحقونة ثابتة إلى الأبد، ولكن إذا انخفض وزن الشخص، سينخفض ​​حجم الخلايا الدهنية التي تم حقنها مع فقدان الوزن.

ما ميزات حقن الدهون الذاتية

  • سهولة الحصول على الدهون الذاتية.
  • إمكانية الحصول على أحجام كبيرة من الدهون الذاتية لملء مناطق كبيرة مثل الثدي والأرداف.
  • الميزة الأكثر أهمية لحقن الدهون الذاتية عن الحقن الأخرى، هي أنه في حقن الدهون لا يتم إدخال مادة غريبة من خارج الجسم إلى الجسم، فالدهون الذاتية عبارة عن خلايا دهنية تؤخذ من نفس الجسم، لذلك لا يحدث رفض مناعي لها ونسبة حدوث التهاب فيها أقل بكثير من “الفيلر” والحقن الأخرى.
  • تعطي مظهرًا طبيعيًا للغاية، وتستمر نتائجها لفترة أطول من نتائج الحقن الأخرى، فهي عبارة عن خلايا حية تعيش بشكل دائم ولا تذوب بشكل كامل مع مرور الوقت، كما أنها ديناميكية فهي تكبر مع زيادة الوزن وتصغر في حالة التنحيف والحمية.
  • لا يوفر حقن الدهون امتلاء المنطقة المحقونة فحسب، بل يدعم أيضًا إنتاج الكولاجين في هذه المنطقة ويحسن جودة الجلد، ولهذا السبب يفضل حقن الدهون الذاتية في علاج الندوب.
  • الدهون الذاتية طرية الملمس ولها قوام مشابه تماما لأنسجة الجسم الطبيعية، في حين أن المواد المالئة ليس لها نفس القوام تمامًا.
  • يوفر هذا الإجراء إمكانية التخلص من الدهون الزائدة في المناطق غير المرغوبة ونحت الجسم.

ما سلبيات حقن الدهون الذاتية

1.قد يحصل التهاب بالدهون المحقونة نتيجة التلوث أو نتيجة حقن كمية كبيرة مرصوصة من الدهون الذاتية، لكن ذلك نادر الحدوث.

2.الحصول على الدهون الذاتية يتطلب شفط الدهون من جسم الشخص نفسه، وهذا يعني ضرورة توفر الدهون في الجسم، وهو ما لا يسمح بإجراء ذلك لدى النساء النحيلات اللواتي لا يوجد لديهن فائض من الدهون خاصة في حال الرغبة بحقن كمية كبيرة من الدهون مثل تعبئة المؤخرة أو الثدي.

3.حقن الدهون الذاتية بحاجة إلى عملية شفط الدهون، وهو ما يحتاج إلى وقت وعمل جراحي، لذلك تفضل بعض السيدات حقن “الفيلر” الجاهز لسهولة توفره وعدم الحاجة للشفط والألم والازرقاق المرافق لعملية نقل وحقن الدهون، وعدم الحاجة لدخول غرفة العمليات والاستشفاء بعدها.

4.يعد امتصاص الجسم للدهون الذاتية المحقونة أسوأ ما يمكن حدوثه، وهو شيء لا يمكن توقعه على الإطلاق، ويحدث بنسبة 50% لمن قاموا بحقن الدهون الذاتية.

ولكن بالرغم من السلبيات السابقة، فإن إيجابيات حقن الدهون الذاتية تفوقها بكثير، فهي طريقة حيوية آمنة بدرجة كبيرة ووسيلة فعالة، لذلك تزداد شعبيتها يومًا بعد يوم.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة