“أبو نسب”.. نمطية الأداء ضمن فكرة لطيفة
قبل فترة قصيرة للغاية من حفل الزفاف، يكتشف طبيب الأطفال، علي، أن من سيتزوجها ابنة رجل عصابات كان مسجونًا وخرج في يوم إقامة الحفلة.
تدفع المفاجأة عليًا (محمد إمام) للدخول في مواقف صعبة ضمن حياة العصابات وعمليات الثأر فيما بينها، ضمن قالب كوميدي، وبمشاركة اثنين من أفضل من يقدم هذا النوع في الوقت الحالي بالأعمال الفنية المصرية، ماجد الكدواني ومحمد رضوان.
يعيد الفيلم محمد إمام للتعاون للمرة الثالثة مع الممثلة ياسمين صبري، بعد تقديمهما فيلمي “جحيم في الهند” في 2016، و”ليلة هنا وسرور” في 2018.
رغم رفض داوود (يلعب دوره ماجد الكدواني) زواج ابنته من علي، فإنه يرضخ في النهاية، ما يفتح الباب لعلاقة شائكة بين الرجلين، وبمواقف كوميدية متعددة بين رجل عصابات شرس وطبيب غريب الأطوار لم يشاهد حياة العصابات سوى في السينما.
ورغم ما كان يمكن أن تقدمه القصة من مواقف كوميدية جيدة، فإنه ذلك لم يحدث، وجاءت القصة وحبكتها متوقعة للغاية دون أن تقدم أي جديد.
عمليًا، فإن أفضل ما في الفيلم هو أداء محمد رضوان وحضور ماجد الكدواني، بينما يسير محمد إمام ضمن قالب تمثيلي نمطي يتبعه في جميع أفلامه الأخرى، وهذا لا يعني عدم امتلاكه الموهبة التي لاحظها الجمهور والنقاد في أفلام أخرى، بقدر استمراره في قالب واحد فقط، وإن حاول تقديم لمحات مختلفة ضمن مشاهد حملت لحظات عاطفية تتعلق بالعائلة، وهنا يقع الأمر على عاتق شقيقه رامي، مخرج الفيلم، الذي من ضمن مهامه إدارة ممثليه لتقديم أفضل أداء ممكن.
الفيلم ورغم تحقيقه نجاحًا في شباك التذاكر المصرية لدى عرضه في 2023 (حقق 53 مليون جنيه، حوالي 10 ملايين و100 ألف دولار أمريكي تقريبًا حينها وفق موقع “السينما كوم“)، فإنه أثار جدلًا بين النقاد والمختصين السينمائيين.
كذلك عرض الفيلم في عدد من الدول العربية والأجنبية، بلغ عددها وفق صحيفة “اليوم السابع” المصرية 23 دولة، بما في ذلك دول الخليج العربي وتونس وسوريا والأردن ولبنان وليبيا، بالإضافة إلى أمريكا وكندا وبريطانيا وتركيا ودول في الاتحاد الأوروبي.
وفي حين اعتبر الناقد عبد الله غلوش، أن الفيلم “كوميدي عظيم”، قالت أستاذة المونتاج في أكاديمية الفنون المصرية (أقدم أكاديمية لتعليم الفنون السينمائية في مصر وتتبع لوزارة الثقافة) ومؤسسة المدرسة العربية للسينما والتلفزيون، منى الصبان، إنها “حزينة جدًا على السينما المصرية” بعد مشاهدتها للفيلم.
فيما قال الناقد طارق الشناوي، في تقرير نشرته صحيفة “الشرق الأوسط“، إن الفيلم تنطبق عليه مواصفات الفيلم التجاري الكوميدي الذي لا يراهن على شيء أبعد من إسعاد الجمهور عبر “الكليشيهات”، وسط تكرار لحبكة درامية شوهدت في عشرات الأفلام.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :