عنب بلدي – حمص
نهاية أيلول الماضي، نشطت عملية إعداد دبس الرمان في أرياف مدينة حمص وسط سوريا، سواء للمؤونة في الدرجة الأولى أو للبيع، بعد قطاف ثمار الرمان الناضجة، في تقليد متوارث اعتاده الأهالي خلال السنوات الماضية، لكنه تراجع قليلًا بسبب ارتفاع التكاليف وغلاء مادة الغاز وعدم توفرها.
وبحسب ما علمته عنب بلدي من سكان في ريف حمص، فإن الأوضاع الاقتصادية المتردية واستخدام أشجار الرمان كحطب للتدفئة، أثرت سلبًا على صناعة دبس الرمان، إذ بات المزارعون يلجؤون لبيع محصولهم من الرمان لتأمين باقي حاجات العائلة.
ويعد تحضير مادة دبس الرمان عملية معقدة تحتاج إلى الصبر والمجهود، إذ يجب أولًا فصل حبوب الرمان عن القشور، ثم عصرها وتصفيتها، وأخيرًا توضع على نار هادئة لمدة 11 ساعة متواصلة.
مؤونة الشتاء
قالت السيدة تفاحة الشرقاوي (63 عامًا) من مدينة الرستن شمالي حمص، إن دبس الرمان أحد أصناف المؤونة الرئيسة لفصل الشتاء، وإن إعداده في المنزل رغم ارتفاع التكاليف أفضل من شرائه من المحال، فنوعية العبوات الجاهزة رديئة ولا تعطي ذات النكهة والفائدة، وغالبًا ما تكون مغشوشة.
وأضافت السيدة لعنب بلدي أن كل كيلوغرام دبس رمان يحتاج بين 8 و11 كيلو من الرمان الذي يباع الكيلوغرام منه حاليًا بـ6000 ليرة سورية (الدولار يعادل نحو 15 ألف ليرة سورية).
وتحتاج عائلة السيدة من أربعة إلى ستة كيلوغرامات من دبس الرمان خلال الشتاء، ويستخدم الحطب لتحضير الدبس، فهو متوفر وأرخص من الغاز، إذ يبلغ سعر الأسطوانة في السوق السوداء 275 ألف ليرة سورية (فيها 9 كيلوغرامات غاز).
وخلال جولة لعنب بلدي على الأسواق، بلغ سعر كيلو دبس الرمان المصنوع يدويًا 55000 ليرة سورية، في حين بلغ سعر كيلو دبس الرمان الجاهز 40000 ليرة سورية.
ولا يقتصر الأمر على المؤونة فقط، إذ يلجأ بعض الأشخاص والعائلات إلى إعداد الدبس من أجل البيع، ورصدت عنب بلدي في صفحات “فيس بوك” محلية، منشورات لعرض دبس الرمان للبيع وتقديم عروض وتخفيضات في حال زادت الكمية.
ويعد دبس الرمان مادة حاضرة في العديد من المأكولات السورية، خصوصًا “السلطة” و”الكبة”، ويعطي مذاقها بعض الحموضة للطعام.
محصول متضرر
لا توجد تقديرات لحجم إنتاج الرمان بمدينة حمص للموسم الحالي، في حين بلغ في موسم 2023 نحو 656 طنًا من إجمالي المساحة المزروعة المقدّرة بنحو 1455 دونمًا، وفق مديرية زراعة حمص.
وبلغت حينها المساحات المروية للمحصول 1271 دونمًا، بينما بلغت البعلية 184 دونمًا، وبلغ عدد الأشجار الكلي للمساحة المروية أكثر من 48 ألف شجرة، منها أكثر من 32 ألف شجرة مثمرة، وعدد الأشجار الكلي للمساحة البعلية 4675 شجرة منها 4635 شجرة مثمرة.
وتعرضت أشجار الرمان في حمص خلال السنوات الماضية لبعض الأضرار، أبرزها حرائق حدثت عام 2020، حين بلغت أضرار حريق واحات تدمر من أشجار الزيتون والنخيل والرمان وحدها 2200 دونم، وفق إحصائيات مديرية الزراعة.
في شباط الماضي، قالت مديرية زراعة حمص، إنها وزعت غراس اللوز المطعّم مجانًا بموجب المنحة التي خصصت لمحافظة حمص بعشرة آلاف غرسة لوز بذري ومطعّم، كما وزعت ألف غرسة رمان وتين بدلًا من الأشجار اليابسة بسبب الصقيع في المحافظة.
وذكر رئيس دائرة الإنتاج النباتي في المديرية، المهندس عزام دربولي، أن هذه الغراس من الأصناف المقاومة للصقيع والتي تنجح زراعتها بالريف الغربي والريف الشرقي (المخرم، الشعيرات، الهزة، جب الجراح، والشوكتلية)، ومن الأصناف المبكرة التي تناسب بعض المناطق.