نفى “حزب الله” اللبناني ما تداولته وسائل إعلام بشأن دفن أمينه العام، حسن نصر الله، “مؤقتًا كوديعة”، بسبب صعوبة إقامة تشييع شعبي في الوقت الراهن.
ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية، عن مصدر في “الحزب” (لم تسمه) نفيه دفن نصر الله، مؤكدًا أن قرارًا لم يتخذ بعد بخصوص موعد الدفن ومكانه.
وجاء هذا النفي بعدما نقلت مراسلة وكالة “فرانس برس” عن مصدر قالت إنه مقرب من “حزب الله” أن جثمان الأمين العام لـ”الحزب” دفن مؤقتًا في مكان سري، خوفًا من استهداف إسرائيل لجنازة كبيرة.
وكانت وكالة “رويترز” نقلت، في 2 من تشرين الأول الحالي، عن مصادر قريبة من “الحزب”، أن الهجوم الإسرائيلي المتواصل على الجنوب اللبناني، يمنع “حزب الله” من تنظيم جنازة على مستوى البلاد، تعكس مكانة نصر الله، بعد دفن عدد من قياديي “الحزب” الأسبوع الماضي، بشكل سري، ووجود خطط لإقامة مراسم دينية حين ينتهي الصراع.
ويدرس “حزب الله” خيار الحصول على فتوى دينية لدفن نصر الله حاليًا وإقامة جنازة رسمية حين تسمح الظروف بذلك، مع الإشارة إلى امتناع “الحزب” عن تعيين خليفة لنصر الله، لتجنب جعله هدفًا لعميلة اغتيال إسرائيلية، وفق مصادر الوكالة.
وكان المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، حذّر نصر الله، بحسب ما نقلته “رويترز” عن ثلاثة مصادر إيرانية، ودعاه لمغادرة لبنان قبل أيام من اغتياله في غارة إسرائيلية مساء 27 من أيلول الماضي.
وبعد هجوم إسرائيلي على أجهزة الاتصال اللاسلكي المفخخة لـ”حزب الله”، في 17 من أيلول، أرسل خامنئي رسالة مع مبعوث يطلب فيها من نصر الله مغادرة لبنان إلى إيران، مستشهدًا بتقارير استخباراتية تشير إلى أن إسرائيل لديها عملاء داخل “حزب الله” وكانت تخطط لقتله.
“رويترز”: خامنئي حذّر نصر الله مرتين قبل اغتياله
تحذير ثانٍ
وفقًا لمسؤول إيراني كبير، فإن المبعوث كان العميد عباس نيلفوروشيان، وهو قائد كبير في “الحرس الثوري الإيراني”، كان مع نصر الله حين ضربته القنابل الإسرائيلية وقتل أيضًا.
المصادر بيّنت أن نصر الله كان واثقًا من أمنه ومن دائرته الداخلية تمامًا، رغم المخاوف الجدية التي أبدتها طهران بشأن متسللين محتملين داخل صفوف “حزب الله”، لكن خامنئي حاول تحذيره مرة ثانية، حين أرسل رسالة أخرى عبر نيلفوروشان، وحثه على الانتقال لإيران كمكان أكثر أمنًا، لكن نصر الله أصر على البقاء في لبنان.
والسبت الماضي، أطلقت إيران نحو 200 صاروخ على إسرائيل، وقالت إنها ردًا على اغتيال إسماعيل هنية وحسن نصر الله، وعباس نيلفوروشان، دون أن توقع قتلى في صفوف الإسرائيليين.
من جانبه، وقف خامنئي إمامًا في صلاة الجمعة بالعاصمة الإيرانية طهران، لأول مرة منذ سنوات، وذلك تكريمًا لنصر الله، وفق قوله، معتبرًا أن نصر الله “غادرنا بجسده، لكن شخصيته الحقيقية وروحه ونهجه وصوته الصادح ستبقى حاضرة فينا دائمًا”، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا).