بيروت.. إسرائيل تستهدف خليفة نصر الله المحتمل

تعرضت الضاحية الجنوبية لبيروت لقصف إسرائيلي، فجر اليوم 4 من تشرين الأول، وُصف بأنه أضخم من الضربة التي اغتيل فيها الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله.

وذكرت الوكالة اللبنانية للإعلام، أن الطيران الحربي الإسرائيلي شن غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية بعد منتصف الليل، استعمل فيها عددًا كبيرًا من القنابل الفراغية والارتجاجية الخارقة للتحصينات، وبدا صوت التفجيرات أقوى من صوت الغارات التي استهدفت المبنى الذي قُتل فيه نصر الله.

وأضافت الوكالة أن الغارات استهدفت أيضًا محيط أحياء المريجة والحدث وأوتوستراد هادي نصرالله، وأسفرت عن انهيار عدد من المباني والمنشآت ومنها ملعب المريجة، المخفر، البلدية، سوبر ماركت بيضون والمباني أمام دواليب السبع وخلفه.

بدورها قالت “القناة 12” الإسرائيلية إن عشرات الأطنان من القنابل سقطت في الهجمات على الضاحية الجنوبية، بعضها مخترق للمخابئ، على غرار تلك التي استُخدمت للقضاء على نصر الله قبل نحو أسبوع.

وأضافت القناة أن الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية استهدفت مباني عدة دُمرت بالكامل، مشيرة إلى أن الغارات طالت اجتماعًا لكبار قادة “حزب الله”، بينهم هاشم صفي الدين رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، والخليفة المحتمل لنصر الله في قيادة الحزب.

بدوره نقل موقع “إكسيوس” الأمريكي عن مصادر إسرائيلية، أن صفي الدين كان في أعمق مخبأ تحت الأرض، لكن لم يتضح بعد ما إذا كان قد قُتل في الغارة.

ولم يصدر حتى الآن بيان عن الجيش الإسرائيلي يؤكد مقتل صفي الدين، كما لم ينفِ “حزب الله” عبر معرفاته خبر مقتله أو يعلن عنه.

لكن حسابات مقربة من “الحزب”، كزينب حسن نصر الله، قالت عبر “إكس“، إن “هاشم صفي الدين غير موجود في المكان المستهدف بالغارات الإسرائيلية التي ضربت أحياء الضاحية الجنوبية في العاصمة بيروت، خلافًا لما يتداوله إعلام العدو”، حسب قولها.

وقبيل دقائق من القصف الإسرائيلي العنيف على الضاحية الجنونية، نشر المتحدث بسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، خريطة محددًا فيها مبنى سكني يقع في منطقة الحدث ببيروت، مطالبًا بإخلائه فورًا والمباني المجاورة له تمهيدًا لقصفها.

اقرأ المزيد: لبنان: نصر الله وافق على وقف قتال قبل اغتياله

من هاشم صفي الدين؟

هاشم صفي الدين هو ابن خالة حسن نصر الله، وتجمعه علاقة مصاهرة مع قاسم سليماني، القائد السابق لـ”فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني.

وُلد صفي الدين عام 1964 في بلدة دير قانون النهر في منطقة صور جنوبي لبنان، وتلقى تعليمه في النجف وقُم مثل حسن نصر الله، وكان من بين مؤسسي “حزب الله” في عام 1982.

تولى في عام 1994 رئاسة المجلس التنفيذي في “حزب الله” خلفًا لنصر الله، بعد عامين من تولي الأخير منصب الأمين العام للحزب في أعقاب اغتيال إسرائيل لعباس الموسوي في غارة بطائرة مروحية.

أُسندت لصفي الدين مهام الإشراف على الأنشطة السياسية والاجتماعية والثقافية والتعليمية لحزب الله، ويعد أحد الأعضاء السبعة المنتخبين في مجلس الشورى الحاكم لحزب الله

أدرجت الولايات المتحدة والسعودية صفي الدين على قائمة الإرهاب في أيار عام 2017.

صفي الدين كان صريحًا في انتقاده للسياسة الأمريكية، وردًا على الضغوط الأمريكية على “حزب الله”، عام 2017، قال إن “هذه الإدارة الأمريكية المعوقة عقليًا والمجنونة برئاسة دونالد ترامب لن تكون قادرة على إيذاء المقاومة”.

ويعد صفي الدين مؤيدًا لفكرة ولاية الفقيه، إذ يرى أن “نظرية ولاية الفقيه من أهم النظريات التي أخرجها الإمام الخميني من الأدلة الشرعية والعقلية لتكون مشروعًا كاملًا يعالج أهم المشكلات التي واجهت الحركات الإسلامية، والتي أدت إلى حالة التشرذم التي تعيشه”، بحسب ما ذكر موقع المركز العربي لدراسات التطرف.

كما يُعرف عنه انخراطه في شؤون الحزب العسكرية، ويعتقد أنه يؤدي دورًا مهمًا في إدارة الجناح الأمني لـ”حزب الله”، ما يجعله شخصية محورية في بناء العلاقات الدولية للحزب، لا سيما مع إيران وسوريا.

كان “حزب الله” نفى رسميًا اختيار بديل لنصر الله بعد مقتله، وقال نائبه نعيم قاسم، إنه “سيتم انتخاب الأمين العام الجديد في أقرب وقت ممكن”، دون أن يذكر اسمًا محددًا.

وتشهد بيروت وضواحيها قصفًا عنيفًا، حيث أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، أن القصف الإسرائيلي على العاصمة بيروت خلال الـ 24 ساعة الماضية، أدى إلى مقتل 9 أشخاص وإصابة 24 بجروح.

اقرأ المزيد: إيران: لن نرسل قوات لدعم “حزب الله”