تقرير يوثق استمرار تجنيد الأطفال شمال شرقي سوريا

مقاتلون من "قسد" خلال تأبين عناصر قتلوا في معارك مع "تنظيم الدولة" 23 من آذار 2019 (AFP)

camera iconمقاتلون من "قسد" خلال تأبين عناصر قتلوا في معارك ضد تنظيم "الدولة" - 23 من آذار 2019 (AFP)

tag icon ع ع ع

حذرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” من استمرار تجنيد الأطفال من قبل حركة “الشبيبة الثورية” العاملة في مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” شمال شرقي سوريا.

وقالت المنظمة الحقوقية في تقرير نشرته اليوم، الأربعاء 2 من تشرين الثاني، إن “الشبيبة الثورية” جندت أطفالًا في سن الـ12 سنة للقتال في صفوف “وحدات حماية الشعب” و”حماية المرأة” (YPG).

ونقلت شهادات عن أهالٍ في المنطقة اختفى أبناؤهم بعمر بين 12 و17 عامًا، واكتشفوا لاحقا أنه تم تجنيدهم لدى حركة “الشبيبة”.

وأشارت المنظمة إلى أن تجنيد الأطفال دون 15 عامًا واستخدامهم في النزاعات المسلحة يعتبر جريمة حرب، بموجب “نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية”.

وأضافت أن “البروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل بشأن اشتراك الأطفال في النزاعات المسلحة” يمنع المجموعات المسلحة غير التابعة للدولة من تجنيد الأطفال دون الـ18، “مهما كانت الظروف”.

وذكرت “رايتس ووتش” نقلًا عن باحث حقوقي لم تسمِّه، أن “الشبيبة الثورية” بعد تجنيد الأطفال وعزلهم عن عوائلهم، تخضعهم لتدريبات “أيديولوجية مكثفة”.

وبعد ذلك ترسلهم للالتحاق بإحدى المجموعات المسلحة التابعة لـ “وحدات حماية الشعب”، بحسب المنظمة الحقوقية.

ووفق الباحث الحقوقي، فإن بعض المجندين يخضعون لتدريبات عسكرية إضافية على يد حزب “العمال الكردستاني” الذي ينشط في جبال قنديل بالعراق.

ما “الشبيبة الثورية”

كشف تحقيق نشره فريق “Syria indicator”، في أيار 2023، أن حركة “الشبيبة الثورية” ترسل الأطفال المجندين إلى جبهات القتال في العراق وسوريا.

ووثق التحقيق خلال عامي 2021 و2022، تجنيد 55 طفلة قاصرة، و42 طفلًا قاصرًا.

وتمثل “حركة الشبيبة الثورية” (جوانن شورشكر) الجناح الشبابي لحزب “العمال الكردستاني”، وتستخدم مراكز وحدات “حماية الشعب” (YPG)، و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وقوات “الأمن الداخلي” التابعة لها (أسايش)، وتضم فصيلًا نسائيًا، هو “اتحاد المرأة الشابة”.

وتعتبر “الشبيبة الثورية” منظمة مرخصة لدى “الإدارة الذاتية” المظلة السياسية لـ “قسد”، وتنظم نشاطات عسكرية إلى جانب النشاطات الثقافية والسياسية.

ومنذ سنوات، تواجه الحركة اتهامات بتجنيد الأطفال من خلال النشاطات الثقافية أو الدورات التعليمية والمهنية التي تقيمها  في المدارس.

ووثقت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” 52 حالة تجنيد لأطفال في مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، خلال عام 2023.

وكانت حركة “الشبيبة الثورية” مسؤولة عن 43 حالة منها بحسب المنظمة الحقوقية.

وبحسب تقرير “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” و”رايتس ووتش” فإن “الشبيبة الثورية” تجنّد الأطفال للقتال في صفوف وحدات “حماية الشعب” و”حماية المرأة” (YPG).

سوريا.. تحقيق يوثق تجنيد 97 طفلًا من قبل “الإدارة الذاتية”

ونفى “العمال الكردستاني” لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” تجنيد أطفال في صفوفه.

كما نفى الحزب المصنف على قوائم الإرهاب في أمريكا ودول أوروبية وتركيا أي علاقات “تنظيمية” تربطه مع حركة “الشبيبة الثورية”.

الحسكة.. “الشبيبة الثورية” تختطف القاصرات وتجندهن

وكانت “قسد” وقعت خطة عمل مشتركة مع الأمم المتحدة عام 2019، تلتزم فيه باتخاذ تدابير لإنهاء تجنيد الأطفال ومنع استخدامهم لأغراض عسكرية.

وأنشأت “قسد” مكاتب “حماية الأطفال” لاستقبال دعاوى تجنيد الأطفال في المناطق الخاضعة تحت سيطرتها، إلا أن التجنيد ما زال مستمرًا، بحسب “رايتس ووتش”.

“قسد” ترد على “رايتس ووتش”: تجنيد الأطفال تجاوزات فردية




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة