وثقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” عمليات اعتقال تعسفي استهدفت اللاجئين السوريين العائدين من لبنان هربًا من الغارات الجوية الإسرائيلية المتصاعدة منذ 23 من أيلول الماضي.
وقالت “الشبكة” في تقرير لها اليوم، الأربعاء 2 من تشرين الأول، إنها وثقت اعتقال ما لا يقل عن تسعة لاجئين سوريين معظمهم من أبناء محافظة ريف دمشق، على خلفية التجنيد “الإلزامي والاحتياطي”.
وأشارت المنظمة الحقوقية إلى أن عمليات الاعتقال جرت عند المعابر الحدودية الرسمية وغير الرسمية بين لبنان وسوريا، واقتيد معظمهم إلى مراكز الاحتجاز الأمنية والعسكرية في محافظتي حمص ودمشق.
في 20 من حزيران الماضي، أصدرت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” تقريرًا بمناسبة اليوم العالمي للاجئين، قالت فيه إنها وثقت ما لا يقل عن 4714 حالة اعتقال لعائدين من اللاجئين والنازحين، على يد قوات النظام السوري، منذ مطلع عام 2014 حتى حزيران 2024.
وأشار التقرير أن من بين الـ4714 حالة اعتقال، أفرج النظام عن 2402 فقط، وبقي 2312 شخصًا في المعتقلات، وتحول 1521 منهم إلى مختفين قسرًا.
جهات ومنظمات حقوقية أخرى أصدرت تقارير حول عمليات اعتقال النظام للاجئين عائدين إلى سوريا، منها تقرير لمنظمة العفو الدولية حمل عنوان “أنت ذاهب للموت“، وتقرير “هيومن رايتس ووتش” الذي حمل عنوان “حياة أشبه بالموت“.
الآلاف عادوا من لبنان
جاء في تقرير لـ”وحدة إدارة مخاطر الكوارث” اللبنانية، صدر الثلاثاء 1 من تشرين الأول، أن عدد النازحين الذين دخلوا سوريا بين 23 و30 أيلول الماضي، حوالي 240 ألف شخص، منهم 176 ألفًا و 80 سوريًا، و63 ألفًا و373 لبنانيًا.
في السياق ذاته، أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الاثنين، عن عبور نحو 100 ألف شخص من لبنان إلى سوريا منذ تصاعد أعمال العنف في لبنان.
وأفادت المفوضية أن 60% من هؤلاء العابرين هم من السوريين و40% من اللبنانيين، في حين بلغ عدد الأطفال تحت سن 18 عامًا حوالي 60% من كامل الوافدين إلى سوريا، ما يؤكد وجود عدد لافت بين الأطفال النازحين.
الاعتقالات التي وثقتها “الشبكة” للسوريين العائدين تزامنت مع تصاعد عودة السوريين من لبنان، وإحجام الذكور البالغين عن العودة وتفضيلهم البقاء في لبنان خوفًا من عمليات اعتقال تطالهم لأسباب أمنية أو تخلفهم عن “الخدمة الإلزامية” في جيش النظام.
أرقام حول الاعتقال التعسفي
وبحسب تقرير “الشبكة” الأحدث، بلغ عدد حالات الاعتقال التعسفي في سوريا خلال أيلول الماضي 206 حالات، من بينها تسعة أطفال و17 سيدة، 158 حالة تحولت إلى اختفاء قسري.
وكانت قوات النظام مسؤولة عن 128 حالة، وفصائل “الجيش الوطني السوري” عن 38 حالة، و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) عن 21 حالة، و”هيئة تحرير الشام” عن 19 حالة.
وبلغ عدد حالات الاعتقال التعسفي في سوريا خلال النصف الأول من العام الحالي 1236 حالة، بينهم 56 طفلًا و30 سيدة، تحول 1007 منها إلى حالات اختفاء قسري.
النظام السوري يعد مسؤولًا عن قرابة 88% من إجمالي حصيلة الاعتقالات التعسفية المسجلة، حيث اعتقل 549 شخصًا، بينهم 8 أطفال و14 سيدة، خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2024.