ما “فرقة الحسين” التي قتلت إسرائيل قائدها في لبنان

أضرار ناجمة عن غارة إسرائيلية استهدفت منطقة الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت- 21 من أيلول 2024 (رويترز)

camera iconأضرار ناجمة عن غارة إسرائيلية استهدفت منطقة الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت- 21 أيلول 2024 (رويترز)

tag icon ع ع ع

أعلن الجيش الإسرائيلي عن استهداف قائد “فرقة الإمام الحسين”، الفقار حناوي (ذو الفقار حناوي)، بعد استهداف مكان وجوده في العاصمة اللبنانية بيروت، وكان يشغل منصب قائد قوات “حزب الله” المنتشرة في مدينة حلب السورية.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، الثلاثاء 1 من تشرين الأول، إن الحناوي يعمل في “حزب الله” المدعوم من إيران، وكان مسؤولًا عن الهندسة في وحدة “عزيز” التابعة لقوة “الرضوان” في “الحزب”.

وأضاف أن الحناوي عمل سابقًا كمسؤول عن قوات “حزب الله” في محافظة حلب السورية، وعُين لاحقًا قائدًا لـ”فرقة الإمام الحسين” بدعم كامل من قائد “فيلق القدس” الإيراني قاسم سليماني، وزعيم “حزب الله” السابق حسن نصر الله.

وتضم “الفرقة” عناصر وناشطين من هويات مختلفة من منطقة الشرق الأوسط، ونقلت نشاطها إلى لبنان مع التصعيد الإسرائيلي في غزة، وعملت بشكل وثيق مع وحدات منطقة الجنوب التابعة لـ”حزب الله”.

ووفق ما نقلته قناة “I24 News” الإسرائيلية، تؤدي الفرقة دورًا نشطًا وفعالًا خلال القتال، إذ انخرطت بالعديد من عمليات إطلاق النار من الأراضي اللبنانية والسورية والعراقية، بما يشمل صواريخ مضادة للدروع، والمسيرات، وإطلاق قذائف صاروخية بعيدة المدى تجاه إسرائيل.

القناة الإسرائيلية قالت أيضًا إنه ووفقًا لبيان الجيش الإسرائيلي، فإن الفرقة شاركت بإطلاق مسيرات هجومية إلى العمق الإسرائيلي من بينها استهداف مدرسة في إيلات خلال تشرين الثاني 2023″.

وفي تشرين الثاني 2023، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، عبر “إكس”، إن ميليشيا “فرقة الإمام الحسين” الإيرانية بقيادة شخص يلقب بـ”ذو الفقار”، وصلت إلى لبنان لدعم “حزب الله”، مشيرًا إلى أنها أسست بالأصل في سوريا لتقديم المساعدة للمحور الايراني ومساعدة “حزب الله”.

وأضاف أن الميليشيا دخلت في مواجهة مع الجيش الإسرائيلي على الحدود اللبنانية حينها، وتشارك في العمليات الهجومية.

ما “فرقة الإمام الحسين”

في تقرير نشره موقع “إيران إنترناشيونال” الإيراني المعارض لنظام الحكم في طهران، قال إن “فرقة الإمام الحسين” تعرف باسم “حزب الله السوري”، وهي أكبر ذراع تنفيذية لإيران في سوريا.

ويعتبر هذا الفصيل واحدًا من أكبر الوحدات العسكرية متعددة الجنسيات في “الحرس الثوري”، والتي أنشأها قائد “فيلق القدس” السابق قاسم سليماني عام 2016 لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا، لكن هذه الميليشيات عملت كمظلة لتنفيذ أنشطة إيران في سوريا.

وتتكون هذه الميليشيات، المعروفة أيضًا باسم “حزب الله السوري”، و”حزب الله-2″، من القوات الشيعية في سوريا، والسودان، وقوات “لواء فاطميون” الأفغانية، و”زينبيون” الباكستانية، بالإضافة إلى ميليشيات “الحشد الشعبي” العراقية، و”أنصار الله” اليمنية.

وفي تموز 2023، نشرت مجلة “نيوزويك” تقريرًا قالت عبره إن إيران جمّعت وحدة مدججة بالسلاح في سوريا تضم آلاف المقاتلين من جميع أنحاء المنطقة، قادرة على شن هجمات على القوات الأمريكية والإسرائيلية المجاورة، وفقًا لوثيقة قالت المجلة إنها اطلعت عليها عبر عضو في وكالة استخبارات لدولة متحالفة مع إيران.

وبحسب “نيوزويك” فإن الوحدة العسكرية التي حملت اسم “فرقة الإمام الحسين” هي القوة المقاتلة “الأكثر نخبوية” لـ”فيلق القدس” في سوريا، وتتمتع بقدرات قتالية عالية.

وسُلح الفصيل بذخائر موجهة بدقة، وطائرات دون طيار هجومية وتجسسية، إلى جانب مجموعة واسعة من الأسلحة الخفيفة، وسبق أن نفذت الفرقة وابلًا مكثفًا من هجمات الطائرات المسيرة والصواريخ التي ضربت الحامية العسكرية الأمريكية في قاعدة “التنف” الأمريكية جنوب شرقي سوريا عام 2021، وفق المجلة.

وأضاف تقرير المجلة نقلًا عن المصدر الاستخباراتي، أن “فرقة الإمام الحسين” شنت ضد إسرائيل، هجومًا صاروخيًا أرض- أرض في كانون الثاني 2019، وهجومًا صاروخيًا في حزيران 2019، ومحاولة هجوم بطائرة دون طيار في آب 2019.

ويحتفظ هيكل “الفرقة” بآلاف المقاتلين في الساحة السورية، بحسب “نيوزويك” معظم عناصرها سوريون، وتضم عناصر آخرين من لبنان، وأفغانستان، وباكستان، واليمن، والسودان، وغيرها من البلدان.

ونقلت عن الوثيقة أن هؤلاء العناصر وصلوا إلى سوريا في إطار “الحرب المقدسة” ضد الإسلام “المشوه” وتنظيم “الدولة”، وبقوا في المنطقة تحت قيادة “فيلق القدس” بعد انتهاء القتال العنيف في المنطقة.

تصعيد ضد “حزب الله”

منذ أكثر من عشرة أيام، تستمر إسرائيل استهداف واغتيال قادة في “حزب الله”، وتركزت عمليات الاستهداف هذه في ضاحية بيروت الجنوبية بلبنان.

العمليات نفسها أسفرت عن اغتيال قادة الصف الأول والثاني في “الحزب” ووصلت ذروتها في 27 من أيلول الماضي، عندما أسفرت غارة جوية عن قتل زعيم “حزب الله” حسن نصر الله.

وفي 28 من أيلول، أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل الأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني، والحليف الأكبر لإيران في المنطقة، حسن نصر الله.

وقال عبر حسابه الرسمي في “إكس”، إنه قتل نصر الله، زعيم “حزب الله”، إلى جانب قائد الجبهة الجنوبية في “الحزب” علي كركي، وقادة آخرين.

اقرأ أيضًا: “حزب الله” يؤكد مقتل نصر الله

وكان “حزب الله” أعلن، في 20 من أيلول، عن مقتل عدد من قادته ومقاتليه في غارة جوية استهدفت اجتماعًا لـ”قوة الرضوان”.

وأبرز القتلى القيادي في الحزب إبراهيم عقيل بهجوم الضاحية الجنوبية، وهو من قادة العمليات خلال التصدي للاجتياح الإسرائيلي لبيروت مطلع الثمانينيات، إلى جانب أحمد محمود وهبي، الملقب بـ “الحاج أبو حسين سمير”، وهو من بلدة عدلون جنوبي لبنان.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة