توالت ردود الفعل العربية والدولية اليوم، الثلاثاء 1 من تشرين الأول، على إعلان الجيش الإسرائيلي بدء تنفيذ عملية توغل بري في جنوبي لبنان، في إطار حربه ضد “حزب الله” اللبناني.
وأكدت وزارة الخارجية التركية، أن إطلاق إسرائيل هجومًا بريًا على لبنان يعد انتهاكًا لسيادته ووحدة أراضيه، معتبرة ما يحدث مسعى غير مشروع لاحتلاله.
وشددت الخارجية التركية في بيان، اليوم، على وجوب انتهاء هذا الهجوم في أقرب وقت ممكن، وانسحاب الجنود الإسرائيليين من الأراضي اللبنانية، وفق ما نقلته وكالة “الأناضول” التركية.
وأشارت تركيا إلى أن “محاولة الاحتلال الخطيرة هذه، من المحتمل جدًا أن تؤدي إلى موجة جديدة من الهجرة وتُكسب المتطرفين أرضية في جميع أنحاء العالم”.
وقال وزير الصناعة التركي، محمد فاتح كاجر، إن الهجمات الإسرائيلية في المنطقة تعتبر “مثالًا على الاستخدام غير الأخلاقي” للتكنولوجيا.
وأكد كاجر أن إسرائيل “ترتكب مجازر أمام أعين العالم منذ 7 من تشرين الأول 2023″، وأن العالم يظل “ملتزمًا الصمت حيال تلك المجازر”.
بدوره، قال وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، إن إسرائيل “ينبغي أن توقف التوغل البري” في جنوبي لبنان، لتجنب تطور الأوضاع إلى صراع يشمل المنطقة، بحسب ما نقلته وكالة “رويترز“.
وأضاف ألباريس، “نحن نصر على ضرورة وقف التوغل البري، إذ نتلقى معلومات مقلقة للغاية”، مشيرًا إلى أن “من الضروري التوصل إلى هدنة في لبنان ووقف إطلاق النار في غزة”.
وتتولى إسبانيا منذ شباط 2022 قيادة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) حيث تنشر 650 جنديًا على الحدود الجنوبية اللبنانية المشتركة مع إسرائيل.
بلجيكا بدورها علقت على العملية الإسرائيلية، على لسان نائبة رئيس الوزراء، بيترا دي سوتر، قائلة إن الغزو البري للبنان ينتهك القانون الدولي بشكل صارخ.
وأضافت سوتر أن غزو لبنان ليس دفاعًا عن النفس بل يثير حربًا شاملة، موضحة أنه على الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي الرد بأقصى قدر من العقوبات على إسرائيل.
من جهته، حذر وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، من أن الوضع في لبنان قد يصبح “أكثر خطورة بكثير”، وذلك في الوقت الذي حث فيه البريطانيين هناك على المغادرة.
وأضاف لامي أن أحدًا لا يرغب في العودة إلى الماضي عندما وجدت إسرائيل نفسها غارقة في مستنقع في لبنان لفترة طويلة، مشددًا على أن ثمن الحرب في الشرق الأوسط سيكون “باهظًا”.
كما أعرب الكرملين الروسي عن “قلق بالغ” إزاء الأنشطة العسكرية الإسرائيلية في لبنان.
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، “نشهد معًا أن الأعمال القتالية تتوسع من الناحية الجغرافية، مما يزيد من التوتر وزعزعة استقرار المنطقة. هذا التوتر مدمر للمنطقة والمناطق المحيطة بها. لا نزال نشعر بقلق بالغ”.
أقرأ المزيد: استعدادات إسرائيلية لتوغل بري في لبنان
ردود الفعل على العملية البرية الإسرائيلية جاءت كذلك من الدول العربية، حيث أعلن مندوب العراق الدائم لدى جامعة الدول العربية، قحطان الجنابي، تقديم طلب بعقد اجتماع طارئ في جامعة الدول العربية لبحث الأوضاع في لبنان، لا سيما النازحين واللاجئين وتقديم المساعدات.
في المقابل أعلنت جامعة الدول العربية، اليوم الثلاثاء، عن تلقيها لطلب من العراق لعقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة بشأن الأوضاع في لبنان.
وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي الأمين، إنه “تم تعميم الطلب على الدول الأعضاء والتشاور مع اليمن، باعتباره الرئيس الحالي لدورة مجلس جامعة الدول العربية، من أجل تحديد الموعد لعقد الاجتماع الطارئ”.
في السياق ذاته، أدانت وزارة الخارجية بحكومة النظام السوري “العدوان الإسرائيلي” على لبنان، مجددة “دعوتها العالم إلى وضع حد للتفلت الإسرائيلي الذي يشعل المنطقة برمتها ويهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي”.
وعبّرت الإمارات عن “قلقها البالغ” من التطورات التي يشهدها لبنان ومن تداعياتها، مشددة على “موقفها الثابت تجاه وحدة لبنان وسيادته الوطنية”.
ودعا بيان صادر عن الخارجية الإماراتية إلى “ضرورة تضافر الجهود الدولية لوقف تصاعد القتال لمنع سفك الدماء، وأن ينعم المدنيون بالحماية الكاملة بموجب القانون الدولي والمعاهدات الدولية”
كما أعرب وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، عن إدانة مصر للتصعيد الإسرائيلي الخطير جنوبي لبنان، وأكد رفض مصر لأي محاولات لتكريس وضع جديد على الأرض يمس سيادة لبنان على أراضيه.
وأشار إلى أن هذا التصعيد ينذر بمخاطر إشعال المنطقة بشكل يؤدي إلى عواقب أمنية وإنسانية وخيمة.
كان الجيش الإسرائيلي بدأ عملية برية فجر اليوم، الثلاثاء، قال إنها “محدودة ودقيقة” ضد “حزب الله” جنوبي لبنان.
وأفاد الجيش الإسرائيلي أن العملية البرية تستهدف مواقع وبنى تحتية لـ”حزب الله” على القرى القريبة من الحدود مع لبنان، و”إعادة سكان الشمال الإسرائيلي إلى بيوتهم”.