شهدت قرى وبلدات لبنانية حدودية مع فلسطين المحتلة غزوًا بريًا إسرائيليًا، بالتزامن مع قصف إسرائيلي مكثف.
وفي حين أعلنت إسرائيل فجر اليوم، الثلاثاء 1 من تشرين الأول، بدء عملية عسكرية جنوبي لبنان، قال “حزب الله” إنه استهدف تحركات لجنود إسرائيليين.
ومهد الجيش الإسرائيلي للعملية عبر قصف مدفعي استمر طوال الليلة الماضية، كما استخدم قنابل ضوئية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي عبر حسابه في “إكس“، أن العملية جاءت بموجب قرار سياسي، وبدأت عبر شن غارات استنادًا لمعلومات استخباراتية.
ويشارك في العملية قوات “الفرقة 98″، وهي ذاتها التي نفذت العمليات العسكرية في قطاع غزة، بدعم من سلاح الجو.
الوكالة الوطنية للإعلام (حكومية- لبنانية)، قالت اليوم إن البلدات والقرى الجنوبية تعرضت لقصف مدفعي مباشر.
كذلك استهدفت الطائرات مناطق قرب مدينة صور وبلدة قانا، فيما استمر تحليق الطيران الاستطلاعي فوق قرى صور وبنت جبيل.
وأدت الغارات الإسرائيلية إلى قطع طريق مرجعيون- حاصبيا، وفق الوكالة.
وهذه المرة الأولى التي تدخل قوات إسرائيلية برية، الحدود اللبنانية منذ عام 2006.
صحيفة “يديعوت أحرونوت” قالت إن القوات الإسرائيلية دخلت أنفاقًا لـ”حزب الله” جنوبي لبنان، نقلًا عن تسجيلات لضباط إسرائيليين.
فيما نقلت صحيفة “تايمز إوف إسرائيل” عن مسؤول إسرائيلي قوله إن العملية تهدف لـ”إزالة مواقع حزب الله على الحدود وتهيئة الظروف لاتفاق دبلوماسي”.
نفوذ أمريكي “محدود”
ويبدو أن الإدارة الأمريكية توصلت لتفاهمات مع إسرائيل حول نطاق الغزو لجنوبي لبنان.
ونقل موقع “أكسيوس” الأمريكي عن مصادر في البيت الأبيض قولها إن المسؤولين الأمريكيين شعروا بالقلق بسبب التحركات الإسرائيلية.
وتسود المخاوف من بدء العملية بشكل محدود زمنيًا وجغرافيًا، ثم تنزلق لاتجاه أكثر تعقيدًا.
وأجرى وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، اتصالات مع نظيره الإسرائيلي، يوآف جالانت، وفق ما ذكرت وكالة “رويترز“.
وفق الوكالة، فإن هناك اتفاقًا على تفكيك البنية التحتية الهجومية لـ”حزب الله”، وضمان عدم قدرة الأخير على تنفيذ هجماته ضد المستوطنات.
صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية قالت في تقرير اليوم إن الهجوم فاجأ واشنطن، وتجاهل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو،”توسلات الرئيس الأمريكي، جو بايدن”.
وأوضحت أن هناك فجوة متزايدة بين رغبات واشنطن والسلوك الإسرائيلي، وأصبحت الهوة بينهما واضحة للغاية.
وكانت كل من إسرائيل ولبنان على وشك الموافقة على اتفاق لوقف إطلاق النار، ثم بدأت العملية البرية.
ويسود الانقسام المسؤولين الأمريكيين حول العملية العسكرية، بين طرف يرى إن توجيه ضربات كبرى للحزب دون إشعال صراع إقليمي واسع، يعد نجاحًا.
فيما يرى طرف ثان أن هناك مخاطر كبيرة لهذه التحركات.
وسبق لـ“القناة 13” أن نقلت عن مسؤولين أمريكيين أن إسرائيل أبلغت واشنطن عزمها إطلاق عملية برية محدودة في لبنان.
وأشارت إلى إعلان الجيش الإسرائيلي منطقة المطلة و”نشجاب عام” و”كفر جلعادي” منطقة عسكرية مغلقة، قرب الحدود مع لبنان.
وتأتي هذه التطورات بعد إعلان وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) الاحتفاظ بالقدرة على نشر القوات في غضون مهلة قصيرة في الشرق الأوسط.
كما تواصل الحفاظ على قدر كبير من القدرات في المنطقة وتعديل وضع القوات بشكل ديناميكي بناءً على الوضع الأمني المتطور.
وبحسب بيان لـ”البنتاجون”، في 29 من أيلول، فإن وزير الدفاع أصدر توجيهاته بإبقاء مجموعة حاملة الطائرات “يو إس إس أبراهام لينكولن” في مسرح عمليات القيادة المركزية الأمريكية، مع استمرار مجموعة “يو إس إس واسب” البرمائية الجاهزة (وحدة مشاة البحرية الاستكشافية) في العمل في الشرق الأوسط.
بالإضافة إلى وجود أسراب مقاتلة وهجومية، والعمل على تعزيز القدرات الدفاعية الجوية في الأيام المقبلة.
كما جرت زيادة الجاهزية لدى القوات الأمريكية للانتشار ورفع الاستعداد للاستجابة لمختلف الطوارئ.
“حرب قاسية”
من جهتها، قالت صحيفة “الأخبار” اللبنانية المقربة من الحزب، إن التحركات الإسرائيلية تهدف للقضاء على “حزب الله”.
وأضافت أن الهدف التالي لإسرائيل ضرب “أذرع إيران” في سوريا والعراق واليمن، وصولًا لاستدراج طهران لاحتكاك يسمح بفتح حرب ضدها.
ونقلت عن مصادر دبلوماسية عربية قولها إن على اللبنانيين توقع حرب قاسية جدًا، وأن إسرائيل تريد تغييرًا سياسيًا واسعًا في لبنان.
وأشارت إلى أن الحزب “دخل مرحلة الصمت” الذي يهدف لمنع أي تحليلات أو نشر معطيات بما يفكر فيه.
وكان الحزب أعلن خلال الليلة الماضية عن استهداف تحركات لجنود إسرائيليين على الحدود، وفق ما نقلت الوكالة الوطنية للإعلام.
كما نقلت عن الجيش اللبناني قوله إنه أعاد تموضع بعض نقاط المراقبة الأمامية.
ونفى الجيش انسحابه من مراكزه الحدودية الجنوبية.
وسبق لنائب الأمين العام لـ”حزب الله”، نعيم قاسم، أن حذر إسرائيل من الدخول في حرب برية، مؤكدًا جاهزية عناصر الحزب على الالتحام البري، ومعتبرًا أن المعركة مع إسرائيل طويلة والخيارات فيها مفتوحة.