في 28 من أيلول الحالي، أغارت طائرات حربية على مواقع في محافظة القنيطرة جنوبي سوريا، اتضح لاحقًا أنها استهدفت قياديًا في “حركة المقاومة الإسلامية” (حماس) الفلسطينية.
وقال الجيش الإسرائيلي عبر “إكس”، السبت 28 من أيلول، إن مقاتلاته الجوية هاجمت ليلًا موقعًا جنوبي سوريا، وتمكنت من قتل رئيس البنية التحتية لـ”حماس” في الجنوب السوري، أحمد محمد فهد.
وأضاف أن القيادي كان مسؤولًا عن تنفيذ “عمليات إرهابية” ضد الجيش الإسرائيلي من الجنوب السوري، بما في ذلك إطلاق النار باتجاه منطقة مرتفعات الجولان.
ما لم يذكره الجيش الإسرائيلي حول القتيل، هو أنه كان قياديًا في فصائل المعارضة السورية جنوبي البلاد، وفق قادة سابقين بفصائل المعارضة، من أبناء المنطقة نفسها، التقتهم عنب بلدي.
من أحمد فهد؟
أحمد فهد، المعروف محليًا باسم “أبو فهد”، هو فلسطيني- سوري عاش في بلدة بيت سابر بريف دمشق الغربي، وهي إحدى القرى التابعة لجبل الشيخ، وكان قياديًا بارزًا بفصائل المعارضة في المنطقة.
قيادي سابق بفصائل المعارضة في بلدة بيت جن، ويقيم فيها، قال لعنب بلدي، إن أحمد فهد كان قائدًا لمجموعة عسكرية مسلحة معارضة، خاضت معارك ضد النظام السوري خلال السنوات الأولى من الثورة السورية.
وكانت المجموعة التي يقودها فهد تتبع لفصيل عسكري يقوده محمد عكاشة وينحدر أيضًا من بلدة بيت جن.
الفصيل العسكري نفسه كان يعرف محليًا باسم “السلفيه”، بحسب القيادي السابق بفصائل المعارضة، ومع بدء “التسويات”، انتشرت أنباء عن أن الفصائل العسكرية التي كان يقودها أحمد فهد وقادة آخرون في المنطقة كانت ممولة من “حركة الجهاد الإسلامي” التي تدعمها إيران في فلسطين.
وأضاف القيادي أن لا شيء مؤكد حول صحة هذه المعلومات.
وسبق أن اتهمت “الجهاد الإسلامي” بالتدخل إلى جانب النظام السوري لقمع ثورة السوريين ضده، لكن “الحركة” نفت ذلك.
وسبق أن قال الناطق الرسمي باسم “حركة الجهاد الإسلامي”، داود شهاب، في عام 2013، لقناة “الجزيرة” القطرية، إن ما يشاع عن تدخل حركته إلى جانب النظام السوري “أنباء عارية عن الصحة تمامًا”، مشيرًا إلى أن “الحركة” لها موقف واضح، فهي ترفض التدخل بما يجري بسوريا، أو بأي بلد عربي آخر.
عسكري سابق في “الجيش الحر” يقيم اليوم في بيت جن، وكان على علاقة جيدة بأحمد فهد، وقادة آخرين، قال لعنب بلدي، إن معظم القادة الذين كانوا على صلة بمحمد عكاشة، وأحمد فهد، اغتالتهم إسرائيل بعد اتفاق “التسوية” عام 2018.
أول المستهدفين من قبل إسرائيل كان علي عكاشة الذي قتل في منطقة الشحار عام 2019، تبعه اغتيال محمد عكاشة وظاهر السعدي عام 2023، في بيت جن، وفي مطلع العام الحالي، اغتيل حسن عكاشة شقيق محمد، وأحدثهم كان أحمد فهد الذي قتل قبل أيام، وفق العسكري السابق.
النظام في القنيطرة
في تموز 2018، عاد النظام إلى حدود الجولان المحتل من قبل إسرائيل مجددًا، بعد سبع سنوات من انسحابه لصالح فصائل المعارضة، التي احتفظت بمساحات واسعة من محافظة القنيطرة إلى أن توصلت لاتفاق رعته روسيا بعد تفاهمات مع الجانب الإسرائيلي.
جاء الاتفاق بعد سيطرة قوات النظام والميليشيات المساندة لها على مساحات واسعة في الريف الغربي لدرعا، بموجب اتفاقيات “التسوية” توغلت من خلالها ودخلت الحدود الإدارية للقنيطرة، بالتزامن مع قصف جوي من الطيران الروسي الذي استخدم أجواء الجولان المحتل في طلعاته.
خروج المقاتلين، والقبول بـ”التسوية” لمن يرغب بالبقاء، كان على رأس بنود الاتفاق، الذي فرض على فصائل المنطقة وسكانها، في حين أبقت فصائل المعارضة على الأسلحة الخفيفة بحوزة عناصرها، ولازمت القرى والبلدات التي شكلت فيها بعد التسوية.
اقرأ أيضًا: اتفاق القنيطرة يرسخ “حماية” الحدود الإسرائيلية