تقرير حقوقي يوثق معاناة الأطفال ذوي الإعاقة بغزة

طفل لديه شلل دماغي، مع والدته في خيمة بعد نزوحهما إثر الأمر الذي أصدره الجيش الإسرائيلي للمدنيين بإخلاء شمال غزة إلى الجنوب- في 5 أيلول 2024(هيومن رايتس ووتش)

camera iconطفل لديه شلل دماغي مع والدته في خيمة بعد نزوحهما إثر الأمر الذي أصدره الجيش الإسرائيلي للمدنيين بإخلاء شمال غزة إلى الجنوب - 5 أيلول 2024 (هيومن رايتس ووتش)

tag icon ع ع ع

أسفر القصف والحصار الإسرائيلي لقطاع غزة عن معاناة شديدة للأطفال الفلسطينيين وخصوصًا ذوي الإعاقة، بحسب ما ذكرته منظمة “هيومن رايتس ووتش“.

وجاء في تقرير للمنظمة نشرته اليوم، الاثنين 30 من أيلول، أن استخدام الجيش الإسرائيلي الأسلحة المتفجرة بشكل مكثف ألحق الضرر بالعديد من الأطفال في غزة وأدى إلى إصابتهم بإعاقات وندوب دائمة.

ووثق التقرير الوضع الأمني الصعب “المحفوف بالمخاطر” الذي يواجه العديد من الأشخاص في غزة، وركز على الأطفال وخصوصًا ذوي الإعاقة.

كما وثق الانتهاكات المستمرة التي ترتكبها إسرائيل، كالتجويع و العرقلة غير القانونية للمساعدات الإنسانية، وإلحاق الضرر بالمستشفيات وتدميرها في ظل الحاجة إلى العلاج والإمدادات والطعام والمياه.

وقالت مديرة المشاركة لقسم حقوق ذوي الإعاقة في “هيومن رايتس ووتش”، أمينة تشيريموفيتش، إن “الأطفال ذوي الإعاقة يواجهون تهديدات متزايدة لحياتهم وسلامتهم”، وطالبت البلدان التي تدعم إسرائيل عسكريًا بتعليق نقل الأسلحة إليها طالما أن قواتها ترتكب دون عقاب انتهاكات خطيرة لقوانين الحرب.

انتهاكات مستمرة

في إطار التقرير، قابلت المنظمة الحقوقية شهودًا من بينهم ليلى الكفارنة، وهي أم لثلاثة أطفال، قالت فيه إن أمر الإخلاء دفع بعائلتها إلى الهروب من بيت حانون إلى دير البلح.

وأضافت أنه من دون سابق إنذار، أصابت غارة إسرائيلية المركز التجاري في مخيم النصيرات للاجئين وفقد ابنها مالك (13 عامًا) ذراعه، وذلك في الضربات الإسرائيلية في 24 من تشرين الأول 2023.

ونقلت “هيومن رايتس ووتش” عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، أن الآلاف من الأطفال أصبحت لديهم إعاقة نتيجة إصابات ناجمة عن أسلحة متفجرة منذ 7 من تشرين الأول 2023. 

وقبل ذلك، كان هناك 98 ألف طفل في غزة لديهم أصلًا إعاقة، بحسب “يونيسف”.

وتحدثت “غزل” (15 عامًا) التي لديها شلل دماغي لـ”رايتس ووتش” أنها فقدت أجهزتها المساعِدة خلال هجوم على منزلها بمدينة غزة في 11 من تشرين الأول 2023.

التصعيد الإسرائيلي مستمر في غزة.. العمل الإنساني مهدد

قيود تفاقم المعاناة

أسفر افتقار الأهالي في غزة للرعاية الطبية والاحتياجات الأساسية، والقيود الشديدة على من يمكنه مغادرة غزة للعلاج، عن آثار سلبية على السكان في المنطقة.

وشمل ذلك الأطفال الجرحى الذين يحتاجون بشكل طارئ إلى رعاية طبية فورية والذين خضعوا لعمليات جراحية دون تخدير، وأيضًا عدم تمكن الأطفال من تلقي الرعاية اللازمة بانتظام.

كما أدى ذلك إلى تفاقم الأثر النفسي عليهم نتيجة العنف والحرمان الذين تعرضوا لهما، بما يشمل الصدمة نتيجة فقدان الأهل.

وبحسب المنظمة، فإن الأطفال ذوي الإعاقة معرضون بشكل خاص إلى سوء التغذية والجوع.

كما أن القيود الإسرائيلية المفروضة على إمدادات المياه وتدمير البنية الأساسية للمياه والصرف الصحي في غزة تؤثر بشكل “غير متناسب” عليهم.

ووثقت وزارة الصحة في غزة عدد الضحايا منذ 7 من تشرين الأول 2023، إذ بلغ 41 ألفًا و615 فلسطينيًا، كما أصيب أكثر من 96 ألف شخص، وفق إحصائية نُشرت اليوم، الاثنين 30 من أيلول.

وينص القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان على حماية الأشخاص ذوي الإعاقة، بمن فيهم الأطفال، أثناء النزاع المسلح، وفق “رايتس ووتش”. 

وتُلزم “اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة”، التي صدّقت عليها إسرائيل في 2012، الدول الأطراف باتخاذ “جميع التدابير الضرورية”، انطلاقا من قوانين حقوق الإنسان، لضمان حماية وسلامة الأشخاص ذوي الإعاقة في حالات النزاع المسلح. 

وطالبت المنظمة كلًا من الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وألمانيا وغيرها من دول الاتحاد الأوروبي بإدانة الانتهاكات الإسرائيلية التي تسببت بضرر خاصة للأطفال الفلسطينيين.

كما طالبت بتبني العقوبات الموجهة لإسرائيل للضغط على حكومتها للامتثال لالتزاماتها الدولية، وتحديدًا معالجة احتياجات الأطفال الفلسطينيين ذوي الإعاقة.

اقرأ أيضًا: إسرائيل تقتحم جنين وتواصل قصف غزة




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة