النمسا.. اليمين المتطرف يتقدم بالانتخابات البرلمانية
احتل حزب “الحرية” النمساوي اليميني المتطرف (FPÖ) المركز الأول في الانتخابات البرلمانية التي جرت الأحد 29 من أيلول، بعد خمس سنوات على هزيمته في الانتخابات السابقة.
ووفق البيانات التي نشرتها هيئة الإذاعة العامة النمساوية “ORF” اليوم، الاثنين 30 من أيلول، حاز حزب “الحرية” نحو 29% من الأصوات.
وجاء حزب “الشعب” النمساوي من يمين الوسط (ÖVP) في المركز الثاني، بعدما حاز نحو 26% من الأصوات، ويعتبر الحزب الشريك الرئيس للحكومة الحالية.
وحل الحزب “الديمقراطي الاجتماعي” (SPÖ) في المرتبة الثالثة بحصوله على 21% من الأصوات.
وحصل حزب “النمسا الجديدة” الليبرالي 9% من الأصوات، بينما حصل حزب “الخضر”، الشريك الأصغر في الحكومة، على 8% من الأصوات.
وحسب هذه النتائج، فإن هذه هي المرة الأولى التي يحتل فيها حزب يميني متطرف بالنمسا المركز الأول بالانتخابات منذ الحرب العالمية الثانية، بعدما هيمن كل من حزب “الشعب” النمساوي والحزب “الديمقراطي الاجتماعي” (من يسار الوسط)، على التاريخ السياسي للنمسا بعد الحرب العالمية الثانية، وفق “رويترز“.
في ظل موجة صعود الأحزاب المتطرفة في أوروبا، جاءت نتائج حزب “الحرية”، بقيادة هربرت كيكل، الذي تأسس على يد نازيين سابقين، أفضل من التوقعات السابقة.
ورغم هذا التقدم، لم يضمن كيكل الوصول إلى منصب المستشار أو حتى المشاركة في تشكيل الحكومة النمساوية، بعد فشله في تحقيق الأغلبية (50% من الأصوات)، وسط رفض الأحزاب الأخرى التحالف معه.
أقرأ المزيد: اليمين المتطرف يهيمن على البرلمان الأوروبي
واحتفلت الأحزاب السياسية اليمينية الأوروبية بفوز حزب “الحرية” النمساوي في الانتخابات البرلمانية، ووصفته بأنه دفعة قوية للمحافظين الوطنيين وسط تقدم اليمين المتشدد الذي تغذيه المخاوف بشأن الهجرة، وفق ما ذكرته وكالة “رويترز“.
وأعربت زعيمة “التجمع الوطني” اليميني المتطرف في فرنسا، مارين لوبان، عن سعادتها بهذا الفوز، وقالت إنه أظهر تقدم تلك الأحزاب.
وكتبت لوبان في منشور عبر حسابها على منصة “إكس”، “نحن سعداء بانتصار البرلمانيين المستقلين من حزب الحرية النمساوي، المتحالفين مع البرلمان الأوروبي، بعد الانتخابات الإيطالية والهولندية والفرنسية، وهذه الموجة العارمة التي تدعم الدفاع عن المصالح الوطنية وحماية الهويات وإحياء السيادات، تؤكد انتصار الشعوب في كل مكان”.
ووصف بيورن هوكه، أحد زعماء حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف، فوز حزب الحرية النمساوي بأنه “مذهل”، وقال عبر حسابه على “إكس“، “إن فوز حزب الحرية النمساوي ليس مجرد انتصار للنمسا، بل يمتد إلى ما هو أبعد من حدود الجمهورية الألبية وهو علامة جيدة على التقدم لأوروبا”.
وأفادت وكالة “رويترز”، أن فوز حزب “الحرية” النمساوي قد يؤدي إلى إثارة الانقسام داخل الاتحاد الأوروبي حول مجالات السياسة الخارجية مثل دعم أوكرانيا ضد غزو موسكو للبلاد.
في وقت سابق من هذا العام، أبرم زعيم حزب “الحرية” النمساوي تحالفًا مع حزب فيدس الذي يتزعمه رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، والذي كان يعرقل أو يؤخر اتخاذ القرارات الرئيسة للاتحاد الأوروبي مثل فرض العقوبات على روسيا وتقديم المساعدات لأوكرانيا.
كانت الأحزاب المنتمية لليمين المتطرف (أقصى اليمين) حققت مكاسب في انتخابات البرلمان الأوروبي في حزيران الماضي، وجاءت هذه الأحزاب بالمركز الأول في فرنسا وإيطاليا والنمسا، وحلت ثانية في ألمانيا وهولندا، وسط مخاوف من تأثير تنامي تلك الأحزاب على مصير اللاجئين في أوروبا.
وسبق أن حذر المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، من صعود اليمين المتطرف في أوروبا، وقال إن العالم بحاجة لأن يكون “يقظًا للغاية”.
أقرأ المزيد: تحذيرات أممية من صعود اليمين المتطرف في أوروبا
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :