عملية شفط الدهون.. من أكثر الجراحات التجميلية شعبية

عملية شفط الدهون.. من أكثر الجراحات التجميلية شعبية
tag icon ع ع ع

د. أكرم خولاني

من المعروف أن الحصول على الشكل المثالي للجسم حلم يراود الكثيرين، ولكن في ظل عدم استجابة الدهون العنيدة المتراكمة في بعض مناطق الجسم للتمارين الرياضية، أو الحميات الغذائية، صارت عمليات شفط الدهون الجراحة التجميلية الأكثر شعبية في العالم اليوم للتخلص من الترسبات الدهنية الموضعية، وتساعد العملية على نحت هذه المناطق وتحديدها، لذا يُطلق عليها أيضًا عملية “نحت الجسم”.

ما المقصود بعملية شفط الدهون؟

شفط الدهون ( (Liposuctionهو عملية جراحية تجميلية يُستخدم فيها أسلوب الشفط لإزالة الدهون من أجزاء معينة من الجسم، وعادة ما تجرى لإزالة الدهون من مناطق الجسم التي لا تستجيب للأنظمة الغذائية والتمارين الرياضية (البطن، الجزآن العلويان من الذراعين، الألْيَتَان، ربلتَا الساقين والكاحلين، الصدر والظهر، الوركان والفخذان، الذقن والرقبة)، بالإضافة إلى ذلك، يجرى أحيانًا شفط الدهون لتقليل الأنسجة الزائدة في منطقة الثدي لدى الرجال في الحالة المعروفة بالتثدي الذكري.

ولا بد أن ننوه إلى أن شفط الدهون لا يُعد طريقة لإنقاص الوزن، وإنما لنحت مناطق معينة من الجسم وتحديدها، ولذلك ينصح الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن ويرغبون بإنقاص وزنهم باتباع طرق أخرى، كالحميات الغذائية وممارسة التمارين الرياضية أو استخدام الأدوية المصرح بها لإنقاص الوزن أو إجراء أنواع أخرى من العمليات الجراحية المعروفة بجراحات البدانة.

كيف يتم التحضير لإجراء العملية؟

قبل عملية شفط الدهون يجب الاستعداد لها، ويشمل ذلك:

  • إجراء تقييم طبي من قبل الطبيب.
  • إجراء بعض الفحوصات المخبرية والتي تجرى عادة قبل أي جراحة.
  • ضبط الأدوية المتناولة الحالية، حيث يجب تجنب بعض مسكنات الألم، مثل الأسبرين ومضادات الالتهابات غير الستيرويدية مثل الإيبوبروفين، مدة سبعة أيام على الأقل قبل عملية شفط الدهون، لأنها قد تزيد من النزيف.
  • ينصح أيضًا بالتوقف عن تناول أدوية أخرى مثل مضادات الاكتئاب، من أجل الاستعداد لإجراء عملية شفط الدهون.
  • التوقف عن التدخين.

كيف تُجرى العملية؟

قبل البدء بالإجراء يرسم الجراح دوائر وخطوطًا على مناطق الجسم المراد علاجها، كما يمكنه التقاط صور للجسم ليتمكن من مقارنتها قبل الإجراء وبعده.

وسيحدد الجراح أسلوب العملية بناء على أهداف العلاج، ومنطقة الجسم المراد علاجها، وما إذا كان المريض قد خضع من قبل لأي إجراءات لشفط الدهون، فهناك عدة أساليب لإجراء العملية تعمل جميعها على نفس الأساس، إذ يتم تكسير رواسب الدهون ثم إزالتها من الجسم، باستخدام كل من التخدير، والمحلول الملحي مع الكانيولا، وهي أنابيب رفيعة تستخدم لشفط الدهون من تحت الجلد.

يمكن أن يتم الإجراء تحت التخدير الموضعي في العيادة إذا كانت الخطة تتضمن إزالة كمية صغيرة من الدهون، أما إذا كانت تتضمن إزالة كمية كبيرة من الدهون فتُجرى الجراحة في المستشفى تحت التخدير العام.

وتعتمد خطوات عملية شفط الدهون على النوع المستخدم لإجرائها، وتشمل تقنيات العملية:

  • شفط الدهون بالحقن:

هو الأسلوب الأكثر شيوعًا، إذ يحقن الجراح عدة ليترات من محلول معقم تحت الجلد في المنطقة المراد إزالة الدهون منها، ويتكون من محلول ملحي مع المخدر الموضعي الليدوكايين ومضيق الأوعية الدموية (الأدرينالين)، ويسهل المحلول من شفط الدهون مع التقليل من الألم وفقدان الدم.

  •  شفط الدهون بالموجات فوق الصوتية:

خلال تقنية شفط الدهون بالموجات فوق الصوت (Ultrasound-assisted liposuction) تستخدم طاقة الموجات فوق الصوتية تحت الجلد، لتمزيق جدران الخلايا الدهنية، مما يعمل على تسييل الدهون بحيث يمكن شفطها، وتعد هذه الطريقة مناسبة للمناطق الليفية، مثل صدور الرجال، والظهر، وفي المناطق التي تم شفط الدهون فيها من قبل.

  • شفط الدهون بالفيزر:

يعد شفط الدهون بالفيزر (Vibration Amplification of Sound Energy at Resonance VASER) أحد أنواع شفط الدهون بالموجات فوق الصوتية، وهو اختصار لتضخيم اهتزازات الطاقة الصوتية عند الرنين.

وفي هذه التقنية تستخدم تلك الموجات الصوتية القوية لتعطيل الروابط بين الخلايا الدهنية، ويعد هذا النوع من شفط الدهون فريدًا، لأنه يتيح للجراح أن يكون دقيقًا للغاية في طريقة إزالة الدهون، كما أنه يعطل الاتصال بين الأنسجة الدهنية والعضلات الموجودة تحتها دون الإضرار بالأنسجة السليمة، وهذا يعطي شفط الدهون بالفيزر سمعة جيدة لنحت الجسم.

تبدأ العملية بعمل جروح صغيرة لا تتعدى سنتمترًا واحدًا، وتتم عملية حقن الأدوية وإدخال المعدات عن طريقها، وقد يستمر الإجراء عدة ساعات، وهذا يعتمد على كمية الدهون التي تُزال.

قد يترك الجراح الشقوق مفتوحة أو يضع أنابيب مؤقتة للمساعدة على نزح السوائل خارج الجسم.

إذا أجريت العملية تحت التخدير الموضعي سيتمكن المريض من العودة إلى المنزل في نفس اليوم بعد الجراحة، أما إذا كان التخدير عامًا، فسيمكث عدة ساعات على أقل تقدير في المستشفى، وأحيانًا قد تتطلب إقامة للمريض لليلة واحدة في المستشفى.

ما التوصيات بعد العملية؟

بعد انتهاء العملية سيشعر المريض ببعض الألم، لذلك سيصف الجراح أدوية تساعد على مكافحة الألم، وكذلك بعض المضادات لتقليل خطر الإصابة بالعدوى.

وقد يبدو الجسم متورمًا بعض الشيء مع ظهور كدمات في المناطق المستهدفة، إلى جانب الشعور بتنميل ووخز.

ويلزم المريض بارتداء ملابس ضيقة بعد الجراحة لتساعد على تقليل التورم، وتسمى هذه الملابس بالمشدات (الكورسيه).

سيستمر تصريف السوائل من الشقوق خلال 24 إلى 48 ساعة التالية لانتهاء العملية.

يمكن الاستحمام بمنشفة مبللة على الجسم لا تشمل مناطق الشفط والمشد بعد العملية.

يمنع قيادة السيارة في أول أسبوع بعد العملية وبعد التأكد من القدرة الكاملة على التركيز.

يمنع التدخين أو الوجود بجانب شخص يدخن لمدة 6 أسابيع على الأقل.

تمنع السباحة أو استخدام الجاكوزي لمدة أسبوعين بعد العملية على الأقل لتقليل خطر الإصابة بعدوى في الجرح.

يمكن الاستحمام بعد 4-5 أيام من العملية بعد فك المشد، ولكن يتم الابتعاد عن مكان العملية.

يمكن الرجوع للعمل بعد العملية بـ3 أيام إلى 10 أيام (المتوسط أسبوع) وتختلف من مريض لمريض حسب منطقة الشفط وطبيعة العمل.

ينصح بممارسة الرياضة بعد 3-4 أسابيع بعد العملية تجنبًا لأي ألم في مناطق شفط الدهون، وتختلف هذه المدة حسب نوع الرياضة وطبيعة الشخص ومناطق شفط الدهون.

ما التعليمات الخاصة بلبس المشد الطبي بعد العملية؟

يتم لبس المشد بعد إتمام عملية شفط الدهون في غرفة العمليات، لمنع تورم المناطق التي تمت بها عملية شفط الدهون.

يتم فك المشد أول مرة بعد العملية بـ4-5 أيام للاستحمام، ويجب أن يحرص المريض على سرعة لبس المشد بعد الاستحمام.

عند فك المشد أول مرة قد يشعر المريض ببعض الدوار، لذا يحرص المريض أن يكون جالسًا وألا يقوم بشكل مفاجئ.

يتم لبس المشد بعد ذلك حتى إتمام 10-15 يومًا يمكن خلالها فك المشد ساعة واحدة فقط يوميًا، ثم 3–4 أسابيع يمكن خلالها لبس المشد 12 ساعة يوميًا.

هل من مخاطر للعملية؟

بالطبع، إذ تعتبر عملية شفط الدهون عملية جراحية ويسري عليها ما يسري على كل العمليات الجراحية من حيث المضاعفات كالنزيف ومخاطر التخدير (مخاطر التخدير في العمليات الجراحية)، ولكن هناك مضاعفات خاصة بعملية شفط الدهون كالتالي:

  • تشكل جلطات دهنية أو جلطات دموية، وقد تنتقل إلى الرئتين وتسبب الوفاة في حالة الانسداد الرئوي.
  • حدوث ثقب في أحد الأعضاء.
  • تموج أو تلف الجلد نتيجة التئام غير متساوٍ وحدوث تموجات بالجلد أو تلف الجلد، وتحدث هذه المشكلة عندما يكون الجلد رقيقًا.
  • تراكم السوائل، إذ قد يحدث تجمع لبعض السوائل الشفافة تحت الجلد نتيجة لعملية شفط الدهون، وقد يشعر المريض بالألم نتيجة هذه التجمعات، ما يستلزم سحبها بإبرة تحت مخدر موضعي.
  • يحدث التنميل في مناطق شفط الدهون بعد العملية نتيجة إصابة الأعصاب في هذه المناطق، ولكن هذا التنميل يتحسن بشكل تدريجي بعض العملية.
  • قد تحدث العدوى في مناطق الجروح الصغيرة التي استخدمت لدخول الأدوات الخاصة بعملية شفط الدهون، وتكون هذه العدوى غالبًا سطحية لا تحتاج إلا لبعض الأدوية والغيارات على الجروح.

 ماذا عن النتائج؟

لن يتمكن المريض من رؤية نتائج شفط الدهون على الفور، لأن جسمه يحتاج إلى وقت حتى يزول الالتهاب، وقد يستغرق هذا عدة أشهر في بعض الحالات، بينما يزول معظم التورم ويستقر بعد حوالي 4 أسابيع، ويجب آنذاك أن تبدو المنطقة التي تمت إزالة الدهون منها أقل حجمًا.

بعد عملية شفط الدهون يعمل الجلد على التشكل من أجل التأقلم مع الكمية الأقل من الدهون، وتختلف قدرة الجلد على التشكل من شخص لآخر، فالأشخاص الذين يتمتعون بجلد ذي مرونة جيدة يصبح الجلد مشدودًا عليهم، أما الأشخاص الذين يتمتعون بجلد رقيق وغير مرن فقد يصبح الجلد مترهلًا في مناطق شفط الدهون.

بعد حوالي 3 إلى 6 أشهر، ستظهر نتائج عملية شفط الدهون بشكل أكثر وضوحًا، ويتوقع أن تبدو المنطقة المعالجة نحيلة أكثر.

يضعف تماسك الجلد مع التقدم في العمر، لكن تستمر نتائج شفط الدهون في العادة مدة طويلة في حال ثبات الوزن، لذا يجب المحافظة على ثبات الوزن بعد عملية شفط الدهون حتى لا يحدث تغير في شكل الجسم مجددًا.

وحتى لا تعود الدهون مرة أخرى، ينصح باتباع نظام غذائي يتضمن الكثير من البروتينات الخالية من الدهون، والفاكهة والخضراوات والحبوب الكاملة، ومنتجات الألبان قليلة الدسم، وممارسة الرياضة بانتظام.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة