عروة قنواتي
انتهت أمس، وفي ضيافة صالة “الفيحاء” بدمشق، بطولة كأس السوبر السلوية التي حسمها نادي الزمالك المصري لحسابه بعد الفوز في المواجهة النهائية على نادي بيروت من لبنان بفارق 7 نقاط، وليس غريبًا على الزمالك حصد اللقب، فهو من أقوى فرق البطولة وعلى المستوى العربي والإفريقي.
وضمت البطولة 8 أندية، 3 محلية و5 عربية، هي الوحدة والجيش وأهلي حلب، بالإضافة إلى بيروت والأنترانيك اللبنانيين، والزمالك المصري، واتحاد عمان الأردني، والدفاع الجوي العراقي.
وفي هذه الزاوية، لن نناقش الأداء الفني للفرق المشاركة، فالبطولة ولولا مشاركة الفريقين اللبنانيين والزمالك المصري ما كانت لتأخذ الضجة المطلوبة، بالإضافة طبعًا إلى الحدث الأهم فيها، الذي غطى على النتائج وعلى سير المنافسات، وهو انسحاب نادي حلب الأهلي من المسابقة بعد الأحداث التي سبقت مباراته مع نادي بيروت اللبناني، طبعًا مع جزيل الاحترام للفرق العربية التي شاركت من الأردن والعراق، إلا أن الأنترانيك والزمالك شيء وباقي الأندية مع الأندية المحلية شيء آخر، ما علينا.
أحداث وتجاوزات في صالة “الفيحاء”، وانسحاب لبعثة أهلي حلب، وبيان صادر عن إدارة النادي جاء فيه، “نظرًا إلى تهجم بعض الخارجين عن الروح الرياضية في صالة (الفيحاء) على جمهور نادي الاتحاد، أهلي حلب، ورشق الجماهير واللاعبين بزجاجات مياه، والاعتداء عليهم وضربهم، قررت إدارة النادي الانسحاب الفوري من بطولة السوبر الوديّة، حرصًا على سلامة لاعبينا وجماهيرنا، ونحمل اللجنة المنظمة مسؤولية الأحداث قبل انطلاق مباراة فريقنا مع نادي بيروت اللبناني”.
وبحسب كثير من الروايات، فإن بعض مشجعي نادي الوحدة الدمشقي، وعددهم 30 أو أقل من ذلك، كانوا في الصالة لحضور المباراة، وإن بعضهم شتم نادي حلب الأهلي وأنزل علم النادي المرفوع بين أعلام الأندية المشاركة، وهنا كانت الشرارة!
انسحاب نادي أهلي حلب من بطولة عربية حتى لو لم تكن معتمدة، سببه أن اتحاد كرة السلة قد نام سابقًا وغطّ في سباته العميق متجاهلًا العداء المتفاقم بين جماهير الأندية التي تلعب في ظل النظام السوري حاليًا، المشكلات والصراعات والفتن التي تمت وتكررت بين جماهير ناديي الوحدة وأهلي حلب في كرة القدم وبكرة السلة أصبح عمرها 6 سنوات، وبأسلوب مقرف وبشع ومهين للمحافظتين، وأمام أعين السادة المسؤولين في اتحاد كرة السلة والقدم والاتحاد الرياضي العام واللجنة الأولمبية ومكتب الشباب والرياضة في القيادة القطرية لحزب “البعث”.
دائمًا يتم التخدير بإرسال الملفات والفيديوهات إلى قيادة الشرطة وإلى الجهات التي تسمى في البلاد “الجهات المسؤولة والمختصة”، ويجتمع القوم وتصدر القرارات دون متابعة، فتذوب القرارات ويطرح كل طرف كبش فداء، وتموت التوصيات في أدراج المكاتب حتى نصل إلى هذه السهرة. الغسيل الوسخ والمليء بالخطايا كان ينشر داخليًا، الآن أصبح عربيًا والفضيحة بجلاجل أن ينسحب نادٍ من نفس البلد الذي يستضيف المسابقة.
ماذا بعد يا سيد طريف قوطرش؟ قرارات بالجملة والمفرق صدرت بعد حادثة كأس السوبر السلوية، يجب على نادي الوحدة حل جميع الروابط والتجمعات في النادي تحت طائلة المسؤولية، ويجب تقديم الفيديوهات التي تحتوي على حالات الشغب إلى “الجهات المختصة”، وعلى نادي الوحدة تقديم أسماء المسؤولين عن الحادثة، وتنبيه اللجنة المنظمة لضمان سلامة البطولة فيما تبقى من مباريات، وتغريم اللجنة المنظمة بقيمة جميع الأضرار التي لحقت بصالة “الفيحاء” بعد حصرها، وتشكيل لجنة تحقيق لدراسة كل ما جرى من أجل اتخاذ الإجراءات الصارمة قبل بداية الموسم المقبل.
من ينظر إلى هذا الفرمان التاريخي، يظن بأن القلوب ارتعدت والنفوس ضربها إعصار بوحي الضمير، وأن الكارثة قد تم تلافيها وأن الحدود والنيات سليمة، وكل الأمور ستكون بخير، وإنما مجرد تشكيل لجنة تحقيق بعد كل هذه البنود والإيعازات في بلادنا يعني أن القضية ستأخذ في محاكاة العدالة والحقوق سنوات وسنوات، ليتم التصالح عليها في انتخابات مقبلة للمكتب التنفيذي أو اتحاد كرة السلة، حيث أصحاب المصالح يعرفون تمامًا من أين تؤكل الكتف السلوية خصوصًا والرياضية بالعموم.