الحرب على “حزب الله” وإيران

  • 2024/09/29
  • 2:24 م
خطيب بدلة

خطيب بدلة

خطيب بدلة

قطعت الحرب التي تشنها إسرائيل وحلفاؤها على الوجود الإيراني في المنطقة أشواطًا كبيرة، ويمكن، بقليل من التبصر، ملاحظة أنها وصلت إلى نهاياتها، وأن هزيمة إيران أصبحت مسألة وقت، وفي اعتقادي أن الأمر لن يقتصر على خروج إيران من سوريا ولبنان، بل سيتعداه إلى تحجيم المشروع الإيراني، المعبر عنه بفكرة تصدير الثورة، واستعادة الإمبراطورية الفارسية، والأهم من هذا كله، امتلاك السلاح النووي.

بعض المحللين السياسيين يرون أن تفجير أجهزة الاتصالات “البيجر” (أو البليبر) خلال يومي 17 و18 أيلول، علامة حاسمة على انتصار إسرائيل، ويشبهون هذه الضربة بحرب 1967، عندما باغتت إسرائيل مصر بضرب طائراتها المقاتلة وهي رابضة على المطارات. هذا صحيح، ولكن حرب 1967 كانت خاطفة، لم تتجاوز ستة أيام، وأما هذه الحرب فتشبه حروب أمريكا بعد سنة 2011 التي استمرت سنوات، والحرب على تنظيم “الدولة” التي ابتدأت سنة 2015، وبلغت ذروتها في حصار الباغوز أوائل 2019.

الفقرة المتعلقة بلجوء إسرائيل إلى اغتيال شخصيات قيادية من “حماس” و”حزب الله” و”الحرس الثوري الإيراني”، تذكرنا بقائمة المطلوبين من النظام العراقي التي وزعتها القوات الأمريكية سنة 2003، وقد اكتملت، قبل أيام، القائمة باغتيال القيادي علي كركي، والـ”Big boss” حسن نصر الله، الذي ليست له أي قيمة عسكرية، فهو، كما يقول محمد علي الحسيني، مجرد ناطق إعلامي باسم الحزب، لكن واحدًا من المقتولين كان يعني لنا، نحن السوريين، أكثر من غيرنا، وهو حسين علي غندور، المعروف بسفاح مضايا، فقد نُسبت إليه عملية تجويع الأهالي، وقتلهم، وإلقاء بعضهم في حفر، وإهالة التراب عليهم، وهم أحياء، فكان شبيهًا بالمجرم أمجد يوسف الذي اشتهر بـ”حفرة التضامن”، وأنا، محسوبكم، أكدت، في أكثر من مناسبة، على أن بعض المجرمين المحسوبين على ما يسمى “الثورة”، ارتكبوا النوع نفسه من الجرائم، عندما قتلوا أناسًا، وألقوهم في حفر، والموضوعية تقتضي أن ندين الفعل، بغض النظر عن مرتكبه.

العامل الثاني، الذي يؤشر على هزيمة إيران، هو الاغتيالات التي تنفذها إسرائيل بحق شخصيات إيرانية، أو “حمساوية”، أو من “حزب الله”، وهنا أشير إلى أن الاغتيال، في السابق، كان نادرًا، لأنه يحتاج إلى رصد تحركات الشخص المطلوب، وتحيّن الفرص لضربه بمسيّرة، وأما اليوم فقد أصبح سهلًا، فلا يكاد يمر يوم لا تتصيد فيه إسرائيل إحدى الشخصيات، فإذا كانت مجموعة مستهدفة، مجتمعة في طابق من بناية، تباغتها الـ”إف 35” بصاروخ، كما حصل في المزة، وإذا كان تحت الأرض، تضرب الطائرة صاروخين، الأول يفتح ثغرة شاقولية في البناء، والثاني يقتل الموجودين جميعهم، مثلما حصل في أثناء اغتيال أعضاء “فرقة الرضوان” بقيادة إبراهيم عقيل، الذي عيّن مسؤولًا عسكريًا بعدما اغتالت إسرائيل فؤاد شكر.

ولعله من الطريف أن نشير إلى أن أمريكا كانت قد وضعت خمسة ملايين دولار مكافأة لمن يأتيها بمعلومات عن مكان فؤاد شكر، وسبعة ملايين من أجل إبراهيم عقيل، وهذان الرجلان اغتالتهما إسرائيل في غضون أيام قليلة!

مقالات متعلقة

مقالات الرأي

المزيد من مقالات الرأي