دير الزور.. المستلزمات المدرسية فوق طاقة الأهالي
دير الزور – عبادة الشيخ
مع بدء العام الدراسي، تجددت معاناة سكان المنطقة في تأمين احتياجات أبنائهم من المستلزمات المدرسية، جراء الغلاء وارتفاع الأسعار إلى مستويات تفوق قدرتهم الشرائية.
المشكلة نفسها لا تعتبر جديدة، إذ تتكرر في نهاية شهر أيلول من كل عام، ودائمًا ما تصطدم بواقع معدل الرواتب الشهرية المنخفضة لموظفي مناطق سيطرة النظام.
وبعد الزيادة الأخيرة في شباط الماضي، بلغ الحد الأدنى من الأجور 278 ألفًا و910 ليرات سورية شهريًا، ويعادل حوالي 19 دولارًا أمريكيًا، بحسب موقع “الليرة اليوم” المتخصص بسعر الصرف.
وفي مناطق دير الزور الواقعة ضمن سيطرة “الإدارة الذاتية”، يبلغ معدل الراتب الشهري للموظف 65 دولارًا أمريكيًا، في وقت يتعين على العائلة شراء مستلزمات الطلاب، التي تتجاوز كامل الراتب في بعض الأحيان.
مليون ليرة تجهيز الطالب
يؤمن خليل العكلة، وهو أب لأربعة أطفال في دير الزور، أنه يجب أن يكون فاسدًا في منصب ما، حتى يتمكن من العيش بشكل طبيعي في سوريا، وفق تعبيره.
وقال خليل، وهو موظف في مجلس محلي لإحدى قرى ريف دير الزور الشرقي حيث تسيطر “الإدارة الذاتية”، لعنب بلدي، إن هناك فارقًا كبيرًا بين راتبه الذي يصل إلى مليون ليرة سورية (نحو 68 دولارًا)، وبين الأسعار في السوق.
وقال إن راتبه لا يكفي لشراء حقائب وأقلام ودفاتر لأبنائه الأربعة في المرحلتين الابتدائية والإعدادية.
أسعار الصرف تلعب دورًا
ووفق خليل، يحتاج كل طالب إلى نحو مليون ليرة موزعة على ثمن حقيبة مدرسية بسعر 100 ألف ليرة، وملابس يتجاوز سعرها 250 ألفًا، إلى جانب حذاء بسعر مقارب، وقرطاسية ومستلزمات مدرسية يتجاوز سعرها 400 ألف ليرة.
ووصل سعر الدفتر ذي الأربعة أقسام إلى 75 ألف ليرة، والقلم من النوع المتوسط الجودة إلى 15 ألف ليرة سورية.
من جهته، فايز الحمادي، وهو صاحب مكتبة بريف دير الزور الغربي، قال لعنب بلدي، إن ارتفاع الاسعار هذا العام مرتبط بانخفاض قيمة الليرة مقابل الدولار الأمريكي.
وأضاف لعنب بلدي أن أصحاب المكتبات لا يستطيعون التحكم بالأسعار، في ظل تغير سعر الصرف بشكل يومي.
وأشار التاجر إلى أن أسعار الحقائب زادت أكثر من 100% مقارنة بسعرها خلال العام الماضي، كما ارتفعت أسعار بعض المستلزمات مثل الدفاتر والأقلام لأكثر من 150%.
ووفق التاجر، تشهد الأسواق ركودًا لم تشهده من قبل، ولا يزال الإقبال ضعيفًا بشكل ملحوظ خاصة على شراء الحقائب، مشيرًا إلى أن الأسعار تلعب دورًا رئيسًا في ذلك.
الفقر يحرم طلابًا من التعليم
مادلين الحسين، أجبرتها الظروف الاقتصادية على إبعاد أبنائها الثلاثة عن مقاعد الدراسة، بسبب غلاء المعيشة، إضافة إلى وضع والدها الذي يعاني من إعاقة جسدية إثر قذيفة سقطت على مقربة منه خلال معارك شهدها حي الرشدية بدير الزور قبل سنوات، وعدم قدرتها على تلبية احتياجات أبنائها المدرسية.
وقالت مادلين لعنب بلدي، إنها تعمل في أحد مراكز تجميع الخردة، وتتقاضى 35 ألف ليرة سورية يوميًا، وهي بالكاد تكفي لسد احتياجات عائلتها اليومية.
ويحاول أبناؤها المساعدة في تأمين الاحتياجات بدل أن يكونوا في مقاعد الدراسة، وفق تعبيرها، إذ يعمل أحدهم في محل لخياطة الملابس، ويتقاضى 25 ألف ليرة سورية في اليوم.
وترى مادلين أن ترك ابنها الكبير للدراسة أمر غير صحيح، لكنه تعلم مهنة تساعده في كسب المال عندما يكبر.
أوضاع متردية “للغاية”
خلال لقاء خاص مع قناة “العربية“، أجرى المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون، مسحًا سريعًا لأبرز القضايا العالقة في الملف السوري، مرورًا بالأزمة الاقتصادية والإنسانية في الداخل السوري.
وقال، إن الوضع في سوريا “قاتم للغاية” بوجود نحو 16.9 مليون بحاجة إلى مساعدة إنسانية وتسعة من كل عشرة أشخاص يعانون الفقر.
في سوريا، يحتاج 16.7 مليون شخص إلى مساعدة إنسانية، بزيادة قدرها 9% على عام 2023، وفق تقديرات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
ويحتاج 80% من السكان السوريين إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية في عام 2024، وفقًا لإحصائية صدرت في 12 من شباط الماضي عن برنامج الأغذية العالمي (WFP) حول أعداد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي سوريا.
ويعاني نحو 55% من السكان في سوريا أو 12.9 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، منهم 3.1 مليون يعانون بشدة من انعدام الأمن الغذائي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :