استياء وتهديد بالإضراب

زيادة المباريات ترفع إصابات لاعبي الدوري الأوروبي

تؤدي كثرة المباريات إلى إصابات اللاعبين ومنهم رودري- أيلول 2024 (فوتبول365)

camera iconتؤدي كثرة المباريات إلى إصابات اللاعبين ومنهم رودري- أيلول 2024 (فوتبول365)

tag icon ع ع ع

فتحت إصابة اللاعب الإسباني رودريغو هيرنانديز كاسكانتي المعروف بـ”رودري”، لاعب مانشستر سيتي الإنجليزي، بالرباط الصليبي، الباب مجددًا أمام التساؤل والاستياء من عدد المباريات الكبير خلال موسم واحد، الذي يتسبب بالضغط على اللاعبين والأندية.

وتشير إصابة اللاعب بالرباط الصليبي إلى إمكانية غيابه لفترة طويلة قد تمتد حتى نهاية الموسم.

بالإضافة إلى رودري، تعرض كذلك حارس مرمى برشلونة مارك تيرشتيغن للإصابة نفسها في ركبته، ما اضطر ناديه للبحث عن حارس لتعويض غيابه.

الرباط الصليبي، هو زوج من الأربطة موجود في الركبة، رباط أمامي وآخر خلفي، يتقاطعان على شكل حرف “X”، ويعرف باسم “الرباط المتقاطع”.

الإصابة هي تمزق أو التواء في أحد الأربطة النسيجية القوية التي تربط عظمة الفخذ بقصبة الساق (الظنبوب)، وفق موقع “Mayo Clinic” الطبي البحثي.

وتحدث الإصابة بسبب توقف مفاجئ أو تغيرات في الاتجاه والقفز والهبوط خلال ممارسة الرياضات، ويسمع أو يشعر الأشخاص “بفرقعة” في الركبة عند حدوثها، وقد تتورم الركبة، أو تشعر بعدم الاتزان، ويصبح من المؤلم جدًا تحمل الوزن.

ومع شكل البطولات الجديدة التي أقرها كل من الاتحادين الدولي والأوروبي لكرة القدم، بما يخص بطولتي كأس العالم للأندية ودوري أبطال أوروبا، ارتفع عدد المباريات التي سيخوضها اللاعبون خلال موسم واحد مع الأندية الأوروبية الكبرى، والتي قد يصل بعضها إلى 72 مباراة عدا عن مشاركتهم في المباريات الدولية أو البطولات الرسمية مع منتخباتهم.

وتعتبر الإصابات أمرًا طبيعيًا في عالم كرة القدم، فالجري والاحتكاك والالتحام مع الحماسة والاندفاع، تجعل اللاعبين عرضة للإصابات، لكن الكم الكبير من المباريات أوصل اللاعبين لمرحلة التهديد بالإضراب عن اللعب، نظرًا إلى المجهود الكبير وتزايد احتمالات الإصابات لديهم، ما يعني غيابهم عن اللعب، بالإضافة إلى الأضرار الصحية الناتجة.

تهديد بالإضراب

عدد المباريات الكبير الذي ينتظر اللاعبين، وتحديدًا في الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى، دفع عددًا من اللاعبين، منذ انطلاقة الموسم الكروي الحالي في آب الماضي، للحديث علنًا عن الإضراب وعدم اللعب، خاصة أن الموسم الحالي يعد الأطول على الإطلاق في تاريخ اللعبة.

وسبق أن تحدث نجوم اللعبة في إنجلترا وإسبانيا عن مخاوفهم بسبب عدد المباريات الكبير، ومنهم إيرلينج هالاند وكيليان إمبابي وجود بيلينغهام، والاسمان الأخيران يلعبان في ريال مدريد، الذي لديه 72 مباراة لخوضها هذا الموسم.

كما سبق وهدد رودري، المصاب مؤخرًا، بالإضراب، وكذلك الأمر بالنسبة لحارس المرمى البلجيكي تيبو كورتوا، وزميله داني كارفخال، في حين تحدث مدربون عن إمكانية تخفيض رواتب اللاعبين في مقابل عدم خوضهم للمباريات، ومنهم جوارديولا وكارلو أنشيلوتي ومايكل أرتيتا.

وفي 17 من أيلول الحالي، قبيل إصابته بأيام، قال روردي في مؤتمر صحفي، إن اللاعبين قريبون من الإضراب، وهو رأي عام لدى اللاعبين وليس رأيه الشخصي فقط، إذ إن استمرار الأمر على هذا النحو يعني أن لا خيار للاعبين سوى التوجه إلى الإضراب بالفعل.

موقع قناة “ESPN” الرياضية، قال في تقرير نشره في 20 من أيلول الحالي، إن الإحباط يتزايد بين اللاعبين بسبب لعب عدد كبير من المباريات، وعدم الحصول على المدة الزمنية المناسبة للراحة.

وأشار إلى أن الأمر لا يتعلق بخوض المباريات فقط، بل كذلك بالمشاركة في البطولات القارية والسفر بشكل أسبوعي تقريبًا، ويضاف إلى ذلك القيام بجولات تحضيرية طويلة قبل بداية الموسم في الولايات المتحدة الأمريكية وفي قارة آسيا.

وإضافة إلى الدوريات المحلية والبطولات الأوروبية، ستنطلق بطولة كأس العالم للأندية بشكلها الجديد بعد 15 يومًا فقط من نهاية دوري أبطال أوروبا.

ثم ستتبعها مباريات حاسمة في تصفيات كأس العالم 2026، ونهائيات دوري الأمم الأوروبية.

القناة قالت في تقريرها إن “رابطة لاعبي كرة القدم المحترفين” (FIRPRO)، التي تمثل حوالي 65 ألف لاعب كرة قدم حول العالم، بالإضافة إلى اتحادات اللاعبين في إنجلترا وفرنسا وإيطاليا، رفعت دعوى قضائية ضد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، للطعن في شرعية تحركاته فيما يخص جدول المباريات الدولية، بالإضافة إلى قراره بتوسيع كأس العالم للأندية.

ونقلت عن الرابطة قولها، إن اللاعبين واتحاداتهم سلطوا الضوء باستمرار على التقويم الحالي للمباريات باعتباره غير قابل للتنفيذ.

المباريات ودورها في الإصابات

يمثل المجهود البدني الكبير الذي يبذله اللاعبون في المباريات والتدريبات والسفر عاملًا أساسيًا في الإصابات، يضاف إلى ذلك قلة أيام الراحة اللازمة للاستشفاء العضلي.

ويعود النقاش حول عدد المباريات الذي قد يخوضه اللاعبون خلال موسم واحد لعام 2021، مع خوض اللاعب الإسباني بيدري 73 مباراة مع ناديه برشلونة، ومنتخبه الوطني، وهي إحصائية كبيرة للغاية وأثارت مخاوف اللاعبين.

ويرى المنتقدون أن عدد المباريات الكبير لا يؤدي فقط للإجهاد الجسدي، بل كذلك يهدد الصحة العقلية للاعبين بالخطر، وهو ما قد يقلل فعليًا من طول حياتهم المهنية في الملاعب.

موقع “nss” الرياضي قال في تقرير نشره في 16 من أيلول الحالي، إن عدد المباريات الحالي ينتهك معايير الصحة والسلامة الدولية.

ونقل عن “رابطة المحترفين” قولها، إن بعض اللاعبين يحصلون على أقل من يوم واحد للراحة أسبوعيًا، فيما أشار تقرير صادر عن “الرابطة”، إلى أن جوليان ألفاريز، لاعب أتلتيكو مدريد الإسباني، خاض في الموسم الماضي 83 مباراة، ومن المرجح أن يخوض عدد مباريات أكبر في الموسم الحالي.

ويظهر التقرير كيف تتسع الفجوة بين منظمي المسابقات واللاعبين على أرضية الملعب، رغم احتياجهم لتحسين حالتهم البدنية والعقلية.

كما تلعب الرحلات الجوية دورًا في الضغط النفسي والجسدي للاعبين، عدا عن الأضرار على المناخ ومساهمتها بالتغير المناخي، ومن هذه النقطة تأتي المطالبات بالحد من سفر الأندية وتخفيف عدد المباريات بدلًا من زيادتها.

ويواجه اللاعبون في الأندية الكبرى خلال الموسم الحالي خطر الوصول إلى خوض ما يصل إلى 86 مباراة، مع توسيع كأس العالم للأندية، التي يشارك فيها 32 ناديًا، وتختتم مبارياتها في 13 حزيران 2025.

من جهتها، قالت “هيئة الإذاعة البريطانية” (بي بي سي) في تقرير نشرته في 18 من أيلول الحالي، إن عدد المباريات الكبير يرتبط بعدد محدود من الأندية الأوروبية.

وأضافت أن المشكلة تكمن في زيادة المنافسات الدولية، وخاصة منافسات المنتخبات الوطنية، وكذلك الشكل الجديد لكأس العالم للأندية.

ونقلت عن “المركز الدولي للدراسات الرياضية” ومرصد كرة القدم معلومات أن 0.31% فقط من اللاعبين شاركوا في 61 مباراة أو أكثر خلال الموسم الماضي، فيما لعب 1.8% من اللاعبين بين 51 و60 مباراة، فيما خاض 6.8% من اللاعبين بين 41 و50 مباراة.

وأضافت أنه في الفترة بين عامي 2012 و2024، كان متوسط عدد المباريات لكل نادٍ في الموسم الواحد يزيد قليلًا على 40 مباراة، مع لعب حوالي 5% من الأندية 60 مباراة أو أكثر في الموسم الواحد.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة