بسبب الضائقة

إدلب.. افتتاح المدارس “كابوس اقتصادي”

يلجأ اهالي الطلبة في إدلب إلى عروض وتنزيلات لشراء قرطاسية لأبنائهم - 22 من أيلول 2024 (عنب بلدي/ سماح علوش)

camera iconيلجأ اهالي الطلبة في إدلب إلى عروض وتنزيلات لشراء قرطاسية لأبنائهم - 22 من أيلول 2024 (عنب بلدي/ سماح علوش)

tag icon ع ع ع

إدلب – سماح علوش

مع دخول العام الدراسي الجديد بمدينة إدلب، في 28 من أيلول الحالي، بدأ الأهالي رحلة البحث عن قرطاسية ومستلزمات لأبنائهم الطلبة بأسعار تتناسب مع وضعهم المالي.

وتنشر المحال التجارية والمكتبات إعلانات عن عروض وتخفيضات على القرطاسية والحقائب المدرسية وغيرها من المستلزمات، زادت نسبتها عقب افتتاح فعالية أسواق إدلب بنسختها الثالثة، في 20 من أيلول الحالي.

رغم العروض، يرى معظم الأهالي أن الأسعار مرتفعة، لأن الأجرة اليومية للعامل لا تتجاوز في أحسن الأحوال 100 ليرة تركية (ثلاثة دولارات أمريكية)، وسط قائمة احتياجات لا تنتهي.

كابوس قبل المدرسة

تشكل بداية السنة الدراسية كابوسًا لدى الأهالي في إدلب، وفق ما قالته السيدة هبة لعنب بلدي، فهي أم لثلاث فتيات في المدرسة، مرجعة السبب إلى ضعف الإمكانيات المادية وعدم قدرتها على شراء جميع ما يلزمهن من حقائب ومستلزمات.

أضافت السيدة أنها لجأت لفعالية أسواق إدلب بسبب وجود عروض وتنزيلات في الأسعار، فالدفتر (100 صفحة) اشترته بعشر ليرات تركية، بينما سعره في الأحوال العادية من المكتبات خارج السوق 20 ليرة تركية.

وحاولت السيدة تجنب مشاهدة بناتها بعض مستلزمات المدرسة حتى لا يطلبن شراءها، واعتبرتها من الكماليات وباتت “موضة” بين الطلاب، منها علب الطعام أو ما يسمى “لانش بوكس”، وحافظات المياه التي تأتي بأشكال وألوان جذابة لتشد الانتباه.

وعن سبب انخفاض الأسعار، قال بائع قرطاسية ضمن السوق لعنب بلدي، إن أصحاب المكتبات والمحال يطرحون كميات كبيرة ويخفضون نسبة الربح لبيع أكبر كمية من المواد.

وأضاف أنهم يجذبون الأهالي لشراء جميع المستلزمات، ويحققون هدفهم من الإعلانات لشركاتهم ومحالهم، فبمجرد أن يضعوا لافتة إعلانية في واجهة المحل ويكتبوا عليها “تخفيضات وعروض”، يتهافت الزبائن لإلقاء نظرة وشراء ما يلزمهم.

“المستعمل” لذوي الدخل المحدود

ولاء، المقيمة في إدلب، لجأت إلى شراء الحقائب المستعملة لأولادها، فالحقيبة الجديدة متوسطة الحجم وبجودة عادية يتراوح سعرها بين 200 و250 ليرة تركية، بينما اشترت حقيبة مماثلة مستعملة بـ75 ليرة تركية.

وتلقى المستلزمات المستعملة إقبالًا من الأهالي، خاصة من ذوي الدخل المحدود، ولمن لديه طفلان أو أكثر في المدرسة.

وبحسب رصد مراسلة عنب بلدي في إدلب، فإن محال بيع المستلزمات المستعلمة سواء اللباس أو القرطاسية منتشرة بكثرة، فلا يكاد يخلو حي في مدينة إدلب منها.
فمثلًا، يباع البنطال الولادي المستعمل بين 30 و75 ليرة تركية، بينما سعر الجديد يتراوح بين 200 و400 ليرة تركية.

وهناك أسواق شعبية (بازارات) طيلة أيام الأسبوع، ومتوزعة كل يوم في حي معيّن، ويُعرض فيها المستعمل والجديد، ومن ضمنها “بسطات” منتجات أوروبية للألعاب والقرطاسية، كالأقلام وعلب الألوان والمقالم والحقائب.

ارتفاع 20% عن 2023

سبب انخفاض الليرة التركية مقابل الدولار ارتفاعًا في أسعار مختلف أنواع السلع، حيث يعادل الدولار الواحد 33 ليرة تركية، وهي العملة المتداولة في الشمال السوري.
صاحب إحدى المكتبات التي تبيع بالجملة، قال لعنب بلدي، إن أسعار القرطاسية ارتفعت بمقدار 20% مقارنة بأسعار عام 2023، لافتًا إلى أن الأسعار تتفاوت بحسب جودة السلع.

وذكر على سبيل المثال، أن هناك قلم رصاص بقيمة ليرتين تركيتين، وآخر بقيمة 50 ليرة، مضيفًا أنه لا توجد أسعار ثابتة، والأمر مرتبط بالعرض والطلب.
ووصف الإقبال بـ”الضعيف”، وأرجع السبب إلى أن معظم الأهالي يشترون اللوازم بعد بدء الدوام المدرسي كي يجلبوا ما يُطلب من أبنائهم ويتجنبوا شراء أشياء غير مطلوبة،

وهناك من يحضر ويكتفي بالسؤال عن الأسعار ليعرف ما ينتظره.

قطاع تعليمي هش

يشهد القطاع التعليمي في شمال غربي سوريا تخبطًا ومعاناة تشمل الكوادر والبنى التحتية، وتعاني المدارس العامة من أزمات متلاحقة ونقص في المستلزمات، وتخفيض في الدعم المقدم، ونقص بمادة مازوت للتدفئة والكتب المدرسية، وضعف رواتب المعلمين.

وتعكس الأرقام الدولية والمحلية هشاشة قطاع التعليم، وحاجته إلى الدعم، حيث يوجد 2.2 مليون طفل في سن المدرسة يقيمون شمال غربي سوريا، منهم مليون واحد على الأقل خارج المدرسة.

وفي 9 من أيلول الحالي، أحصى “الدفاع المدني السوري” تعرض 170 مدرسة للاستهداف من قبل النظام وروسيا على مدار السنوات الخمس الماضية، لافتًا إلى أن المدارس كانت لسنوات هدفًا للنظام وروسيا.

وكان لتراجع الدعم في الشمال السوري خلال 2024 تأثير على 700 مدرسة في إدلب تفتقر للدعم الأساسي، و100 مدرسة فقدت الدعم بحلول تموز الماضي، وهو ما أثر على 110 آلاف طالب، و6500 معلم ومعلمة، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة