السرقة وزيت “الخريج” يعجلان بقطاف زيتون الساحل

سلق حبات الزيتون لإنتاج "زيت الخريج" في اللاذقية - 25 أيلول 2024 (عنب بلدي/ ليندا علي)

camera iconسلق حبات الزيتون لإنتاج "زيت الخريج" في اللاذقية - 25 أيلول 2024 (عنب بلدي/ ليندا علي)

tag icon ع ع ع

اللاذقية – ليندا علي

قبل الموعد الذي حددته مديريات الزراعة، وهو 20 من أيلول الحالي، بدأ قطاف موسم الزيتون في معظم قرى مدينتي جبلة وبانياس لعدة أسباب، أولها الخوف من سرقة المحصول عن الشجر، والثاني أن معظم أهالي القرى يعتمدون على سلق حبات الزيتون ثم عصرها للحصول على زيت “الخريج”.

وفي قرى مثل جيبول والبودي والدالية والمشيرفة وبيت ياشوط، كان الأهالي قد أوشكوا على الانتهاء من جني المحصول، لولا هطول الأمطار الذي حال دون إتمام العملية، وتأجيلها عدة أيام حتى تجف الأرض قليلًا.

وتصل التقديرات الأولية لإنتاج الزيتون في اللاذقية إلى 50559 طنًا، بينما تبلغ المساحة المزروعة بالزيتون 48594 هكتارًا، ويصل عدد الأشجار الكلي إلى 10.6 مليون شجرة، بينها 9.8 مليون شجرة، كما قال مدير زراعة اللاذقية، باسم دوبا.

عمالة مكلفة

احتاج المزارع محمود (65 عامًا) في إحدى قرى جبلة إلى اثنين من العمال، ساعداه وعائلته لجني موسم الزيتون لمدة خمسة أيام، قبل أن يتوقفوا نتيجة هطول الأمطار.

وقال إن أجور العمال هذا العام شكّلت عائقًا كبيرًا، فالإنتاج قليل مقارنة بظاهرة المعاومة (من المفترض أن يكون الإنتاج جيدًا هذا العام)، والعامل يطلب أجرة يومية بين 100 ألف و150 ألف ليرة سورية (10 دولارات) ليوم العمل الذي يبدأ عند السابعة صباحًا ويستمر حتى مغيب الشمس تقريبًا.

وأضاف أنه يحتاج إلى ستة أيام أخرى لإنهاء الجني، وهو ما سيكبده نحو 1.5 مليون ليرة سورية كأجور قطاف فقط، بانتظار عملية العصر التي قال إنه ليس من الواضح بعد كم ستكلّف في ظل شح المازوت حاليًا، واعتماد المعاصر على شرائه من السوق السوداء بسعر مرتفع كما أخبره صاحب إحدى المعاصر، دون أن يعطيه رقمًا تقريبيًا عن التكلفة.

زيت “الخريج”

لا تنتهي أعمال الزيتون بمجرد القطاف، إذ تبدأ بعدها مرحلة جديدة، فيتم سلق الحبات على النار، ثم تركها تجف تحت أشعة الشمس، وبعد ذلك تجمع الحبات وتغطى جيدًا، فيما يسمى عملية التخمير التي تتطلب بين ثلاثة إلى خمسة أيام.

بعد ذلك، تؤخذ إلى المعاصر للحصول على زيت “الخريج”، الذي يباع بثمن أعلى من الزيت العادي المعصور على البارد، ويبلغ ثمن الصفيحة (التنكة) بين 1.8 مليون ومليوني ليرة سورية.

ورغم إنتاج زيت “الخريج” بكثافة في الساحل السوري واعتباره موروثًا شعبيًا أصيلًا، فإن مديرة مكتب الزيتون في وزارة الزراعة، عبير جوهر، سبق أن قالت إنه غير صالح للاستهلاك البشري، ويحوي نسب حموضة عالية.

اقتصاد في المؤونة

مع بدء الإنتاج، انخفض سعر صفيحة زيت الزيتون (16 ليترًا) من 1.5 مليون ليرة إلى ما بين مليون و1.2 مليون ليرة، وليس من المتوقع أن ينخفض أكثر من ذلك، نظرًا إلى أن الإنتاج ليس وفق المتوقع.

ولم يكن الإنتاج في عام 2023 جيدًا نظرًا إلى ظاهرة المعاومة (يكون الموسم جيدًا في سنة وسيئًا في أخرى)، لكن الإنتاج هذا العام ليس جيدًا بما يكفي لزيادة العرض خصوصًا مع فتح باب التصدير الذي يزيد من جشع التجار، فيشترونه بكميات كبيرة عند العصر، ثم يبيعونه صيفًا حين يرتفع سعره.

وبالتالي فإن معظم من لا يمتلكون أراضي زيتون، لن يستطيعوا شراء المؤونة بالكامل، وعوضًا عن ذلك سيشترونه بالليتر وفق الحاجة، كحال دريد 48 عامًا موظف بالقطاع العام، الذي كان يشتري سنويًا صفيحتي زيت أو ثلاثًا للمؤونة.

توقف دريد عن تلك العادة منذ العام الماضي، وبات يشتريه بالليتر بسعر 110 آلاف ليرة، ثم يخلطه بليتري زيت نباتي دوار الشمس بسعر 23 ألف ليرة لليتر الواحد لزيادة الكمية.

أما بالنسبة لمخلل الزيتون الذي يعتبر رئيسًا في وجبة الإفطار، فقد بلغ سعر الكيلو الواحد منه بين 12 ألفًا و16 ألف ليرة بحسب حجم الحبة ونوعها، وأفضل أنواع الزيتون للتخليل يدعى “الخضيري”، وبحال كانت حبته كبيرة قد يصل الكيلو الواحد منه إلى 18 ألف ليرة تقريبًا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة