اقتحم الجيش الإسرائيلي مدينة جنين شمال الضفة الغربية وحاصر مستشفياتها، بالتزامن مع تواصل القصف على قطاع غزة.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) اليوم، الأربعاء 25 من أيلول، إن قوة عسكرية إسرائيلية اقتحمت مدينة جنين بعدد من آلياتها، وإن صفارات إنذار انطلقت في المخيم والمدينة.
وأضافت الوكالة أن الجيش الإسرائيلي حاصر مستشفيات “جنين الحكومي” و”ابن سينا التخصصي” و”الأمل”، وشرع بتفتيش سيارات الإسعاف، بالتزامن مع بدء آليات عسكرية بتجريف عدد من الشوارع في محيط مسجد “خالد بن الوليد”، وتدمير البنية التحتية في محيط ملعب البلدية، وأحياء من الحي الشرقي والألمانية في جنين.
كما جرفت القوات الإسرائيلية اليوم ما يزيد على 20 دونمًا، واقتلعت أكثر من 600 شجرة مثمرة، وهدمت عددًا من المنشآت والآبار الزراعية للمواطنين في بلدة بيت أولا غرب الخليل.
وقال عضو المجلس البلدي في بيت أولا، إبراهيم العدم، لـ”وفا“، إن خسائر الأهالي نتيجة هذا الدمار “كبيرة جدًا”، خاصة أنها منشآت ومزروعات ليست بالجديدة، واحتاجت إلى سنوات طويلة من العمل والعناء، وتحملوا تكاليف باهظة لتصل إلى ما هي عليه.
في السياق ذاته، قالت وكالة “معا” الفلسطينية، إن القوات الإسرائيلية معززة بجرافات وآليات عسكرية اقتحمت جنين اليوم، وتمركزت في وسط المدينة في طريقها إلى المخيم.
وأفاد رئيس بلدية جنين، نضال عبيدي، لوكالة “معا”، أن أكثر من 60 ألية عسكرية اقتحمت جنين وحاصرت المستشفيات، واتخذت من عمارة الريان ثكنة عسكرية .
ووفق الوكالة، فإنه بحسب خطة الجيش الإسرائيلي، سوف تستمر الاقتحامات في مخيمات ومدن شمال الضفة الغربية، وكانت آخر عملية اقتحام إسرائيلية في مطلع أيلول الحالي، قتل خلالها 18 شخصًا، وألحقت دمارًا في البنية التحتية والمرافق العامة والشوارع والمحال التجارية.
أقرأ المزيد: إسرائيل تنسحب من جنين وتواصل قصف غزة
من جهة أخرى، استعادت إسرائيل اليوم، الأربعاء، جثث 88 فلسطينيًا قتلوا في هجومها العسكري على قطاع غزة، بعدما رفضت وزارة الصحة في القطاع دفنها قبل أن تكشف إسرائيل تفاصيل عن هوياتهم والمكان الذي قتلتهم فيه، حتى يتمكن ذووهم من التعرف عليهم، وفق ما ذكرته وكالة “رويترز“.
ونُقلت الجثث إلى غزة عبر معبر تسيطر عليه إسرائيل، لكن مسؤولين فلسطينيين قالوا إنه لم ترد أي معلومات حول أسماء أو أعمار الضحايا أو الأماكن التي قتلوا فيها.
وتقول هيئة الطوارئ المدنية المكلفة بالعثور على المفقودين تحت الأنقاض وعلى الطرق وفي المباني المدمرة في غزة، إنها تلقت إخطارات عن نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين خلال الهجوم الإسرائيلي على غزة المستمر منذ نحو عام.
وقالت “رويترز”، إن الحرب لم تهدأ في غزة، حتى مع تصاعد الصراع في لبنان، كما لم تسفر عدة أشهر من الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة عن أي تقدم يذكر، حيث رفضت إسرائيل أي اتفاق لوقف القتال دون القضاء على حركة “حماس” بالكامل.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم، أن الجيش الاسرائيلي ارتكب أربع مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 28 قتيلًا و85 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية، مشيرة إلى أنه ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الاسعاف والدفاع المدني الوصول اليهم.
تواصل إسرائيل حربها على قطاع غزة برًا وبحرًا وجوًا منذ 7 من تشرين الأول 2023، ما أسفر عن مقتل 41495 شخصًا، إضافة إلى إصابة 96006 مدنيين، وفق أحدث إحصائية لوزارة الصحة الفلسطينية.
أقرأ المزيد: التصعيد الإسرائيلي مستمر في غزة.. العمل الإنساني مهدد