هربًا من القصف الإسرائيلي

الآلاف يتجمعون على الحدود السورية قادمين من لبنان

سيارات تقل العائلات النازحة من الغارات الجوية الإسرائيلية في لبنان إلى الحدود السورية- 24 من أيلول 2024 (الأمم المتحدة)

camera iconسيارات تقل العائلات النازحة من الغارات الجوية الإسرائيلية في لبنان إلى الحدود السورية- 24 أيلول 2024 (الأمم المتحدة)

tag icon ع ع ع

قالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، إن الآلاف من اللبنانيين والسوريين يفرون من لبنان إلى سوريا مع استمرار القصف الإسرائيلي.

وأضافت المفوضية عبر موقعها الرسمي اليوم، الأربعاء 25 من أيلول، أن حشودًا كبيرة تضم نساء وأطفالًا تتجمع في صفوف بعد قضاء الليل في العراء وسط درجات حرارة منخفضة، البعض منهم يعاني من إصابات جديدة جراء القصف الإسرائيلي في لبنان.

مئات المركبات تكدّست في طوابير على الحدود السورية قادمة من لبنان، في وقت يصل فيه العديد من الأشخاص سيرًا على الأقدام حاملين ما بوسعهم من حاجيات، وفق المفوضية.

وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، “إن سفك الدماء هذا يتسبب بخسائر هائلة، ويدفع عشرات الآلاف إلى الفرار من منازلهم. إنها محنة أخرى للأسر التي فرت سابقًا من الحرب في سوريا لتتعرض الآن للقصف في البلد الذي التمسوا فيه اللجوء”.

ولفت إلى ضرورة تجنب “مشاهد اليأس والدمار” هذه مرة أخرى، مشيرًا إلى أنه ليس بوسع الشرق الأوسط أن يتحمل أزمة نزوح جديدة، معتبرًا أن حياة المدنيين يجب أن تكون في الأولوية.

المفوضية قالت أيضًا إنها وشركاءها، بما في ذلك “الهلال الأحمر العربي السوري”، موجودة عند المعابر الحدودية، يوفر عاملوها الطعام والمياه والبطانيات والفرش للقادمين، ويوجهونهم نحو الدعم المتاح لهم بمجرد وصولهم إلى سوريا.

وأضافت أنه لا يزال الوضع الإنساني في سوريا مترديًا، حيث أدى زلزال شباط 2023، و”الصراع المطول” إلى تعطيل البنية التحتية الحيوية ليجد الملايين من السكان أنفسهم بحاجة إلى المساعدة.

وفقًا لما نقلته المفوضية عن السلطات اللبنانية، نزح أكثر من 27000 شخص خلال الـ48 ساعة الماضية، فيما يهجر المزيد من السكان منازلهم كل دقيقة، وقد أدت الهجمات الإسرائيلية الأحدث إلى مقتل 558 شخصًا وإصابة 1835 آخرين.

ولفتت المفوضية إلى أنها تستجيب لاحتياجات النازحين قسرًا في جميع أنحاء لبنان، بالتنسيق مع السلطات والمنظمات الإنسانية الأخرى، وتقف فرقها على أهبة الاستعداد لمساعدة المزيد من المدنيين الذين فروا من الغارات الجوية، إذ توفر لهم المأوى والرعاية الصحية والدعم النفسي والاجتماعي.

ولفتت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إلى أن لبنان يستضيف ما يقدر بنحو 1.5 مليون لاجئ سوري وأكثر من 11000 لاجئ من دول أخرى.

لبنانيون وسوريون يعبرون الحدود

عبر العشرات من السوريين واللبنانيين الحدود باتجاه الأراضي السورية تزامنًا مع ارتفاع حدة العمليات العسكرية الإسرائيلية جنوبي لبنان، فيما لم توثّق أي جهة مستقلة أعدادهم.

وأفاد مراسل عنب بلدي في حمص، الثلاثاء 24 من أيلول، أن نحو 100 شخص دخلوا بطريقة غير شرعية عبر الحدود السورية- اللبنانية، بطريقة غير شرعية باتجاه حمص، قادمين من وادي خالد وقرى لبنانية بالقرب من القصير.

ووصل عدد من اللاجئين إلى محافظة حمص، جميعهم سوريون، بينما لم يرصد وصول أي لاجئ لبناني إلى المنطقة، وفق المراسل.

ونقلت وكالة “فرانس برس” عن مصدر أمني سوري لم تسمّه، أن مئات الأشخاص اجتازوا الحدود من لبنان إلى سوريا على وقع الغارات الاسرائيلية، دون تحديد جنسية اللاجئين.

وتواصلت عنب بلدي مع مهرب ينشط على الحدود السورية- اللبنانية، بصفة عميل، وقال إن حركة العبور نشطة ولا تواجه أي عوائق على جانبي الحدود.

ووفق المهرب، تبلغ تكلفة عبور الحدود من الأراضي اللبنانية وصولًا لمحافظة حمص السورية 60 دولارًا أمريكيًا مقابل كل شخص، في حال كان لا يملك إقامة في لبنان، و30 دولارًا لمن يملك إقامة.

اقرأ أيضًا: المئات يعبرون من لبنان إلى سوريا إثر التصعيد الإسرائيلي

استنفار حكومي سوري

علّق رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في أول رد فعل له على التصعيد الإسرائيلي في لبنان، خلال ترؤسه اجتماعًا توجيهيًا للحكومة الجديدة بعد أدائها اليمين الدستورية.

وقال الأسد، الثلاثاء 24 من أيلول، موجهًا حديثه للوزراء، “شاءت الأقدار والظروف أن تبدؤوا عملكم اليوم في ظل الهجمة الشرسة للصهاينة على أشقائنا في لبنان (…) ولكن مع الساعات الأولى لعملكم يجب أن يكون العنوان الأساسي قبل كل العناوين الأخرى كيف يمكن أن نقف مع أشقائنا في لبنان بكل المجالات وبكل القطاعات من دون استثناء ومن دون تردد”.

مدير الدفاع المدني في حمص، العميد مهذب المودي، قال لصحيفة “الوطن” المحلية، الثلاثاء، إنه توجد في المحافظة خمسة مراكز إيواء رئيسة تتسع لحوالي 40 ألف شخص، وتسعة مراكز إيواء احتياطية تتسع لحوالي 25 ألف شخص.

وأضاف أن مراكز الإيواء مجهزة بكل الخدمات الضرورية من ماء وكهرباء ومرافق صحية وهاتف وفيها مواد الإيواء الضرورية من حرامات وإسفنج وعوازل وأدوات المطبخ.

وقالت صحيفة “الوطن” المحلية، إن معبر “جديدة يابوس” بين لبنان وسوريا، شهد دخول نحو 2000 مواطن لبناني إلى سوريا حتى ظهر اليوم، مشيرة إلى وجود عدد مماثل ينتظر انتهاء الإجراءات للدخول.

وأضافت أن نحو 3000 مواطن سوري دخلوا إلى سوريا حتى الآن عائدين من لبنان.

وقالت إذاعة “شام إف إم” المحلية إن محافظ ريف دمشق، أحمد إبراهيم خليل، تفقد حركة القدوم والمغادرة وإنجاز المعاملات في معبر “جديدة يابوس” الحدودي، مؤكدًا أهمية “تبسيط” إجراءات عبور الوافدين.

وجاءت زيارة المحافظة استجابة لـ”الأعداد الكبيرة” من الوافدين عبر الحدود، وفق الإذاعة المحلية.

وأضافت أن محافظة حمص وجهت فريق عمل لاتخاذ إجراءات “الاستجابة السريعة” وتوفير المستلزمات، وتعزيز النقاط الطبية على المعابر الحدودية.

ونقلت الإذاعة، عبر منشور منفصل، عن مصدر أمني في المعبر نفسه قوله، إن أعداد كبيرة من السوريين واللبنانيين نزحوا منذ صباح اليوم باتجاه الحدود السورية.

وقال “الهلال الأحمر السوري” إنه استجاب للعائلات اللبنانية والسورية الوافدة إلى سوريا من لبنان.

وأضاف عبر “فيس بوك”، أنه استجابة للعائلات اللبنانية والسورية الوافدة إلى سوريا، انتشر متطوعوه في المعابر الحدودية بين البلدين، بمحافظات حمص وطرطوس وريف دمشق، لتوفير خدمات طبية وإسعافية وإغاثية.

اقرأ أيضًا: في أول تعليق له.. الأسد يوجه حكومته للوقوف مع لبنان




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة