في 19 من أيلول الحالي، أطلقت “الجمعية الطبية السورية الأمريكية” (سامز) مشروعًا للكشف المبكر عن سرطان الرئة في محافظة إدلب مؤلفًا من مركزين، الأول في العيادة الصدرية بمستشفى “الزراعة”، وآخر في العيادة الصدرية بمستشفى “باب الهوى”.
اختصاصي الأمراض الصدرية والعناية المشددة ومشرف زمالة “سامز” في المنطقة، الطبيب أحمد البيوش، قال لعنب بلدي، إن مشروع المسح المبكر عن سرطان الرئة هو الأول من نوعه في سوريا، ويستهدف البالغين أكثر من 50 عامًا، أو المدخنين لمدة 20 عامًا علبة دخان يوميًا، أو المدخنين لأكثر من علبتين يوميًا لمدة أقل من 20 عامًا.
وأضاف أن إجراء المسح المبكر عن سرطان الرئة يتم باستخدام جهاز طبقي محوري متعدد الشرائح، وتتوفر منه عدة أجهزة في المحافظة، ويتم تنظيم إجراء المسحات بالتعاون بين مراكز الكشف المبكر ومنظومة الإسعاف والصحة في إدلب.
وأوضح الطبيب أن الهدف من المشروع إنقاذ حياة المرضى، معتبرًا أن الكشف المبكر عن العقد السرطانية في الرئة أبكر يساعد على إجراء تدخلات جراحية بسيطة، يمكن من خلالها استئصال المرض قبل الانتشار.
كشف آمن
بدأ المشروع بتقديم خدماته، في 19 من أيلول، ويمكن للأشخاص الذين تنطيق عليهم المعايير التوجه للمراكز لإجراء الكشف المبكر، وفي وقت لاحق ستنشئ المراكز روابط للتسجيل على إجراء الكشف.
الطبيب أحمد البيوش، قال إن المشروع يخضع لإشراف مجموعة من الأطباء السوريين في الداخل والأطباء السوريين المقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية المختصين بعلاج الأورام وجراحة الصدر، وسيكون هناك قنوات اتصال دائمة بين الأطباء فيما يخص هذا البرنامج.
وطالب الطبيب الأفراد الذين تنطبق عليهم المعايير بالتوجه للمراكز لإجراء المسح المبكر، مؤكدًا أن المسح بسيط وآمن وليس له أي تأثيرات جانبية.
وبعد توجه الأفراد إلى المراكز، يتم أخذ الشخص من مركز الكشف المبكر إلى المراكز المتخصصة التي تحتوي على جهاز طبقي محوري بالتعاون مع منظومات الإسعاف لإجراء المسح وفق الطبيب، مضيفًا أن عملية المسح ستتم بشكل مجاني تمامًا.
مركز لعلاج السرطان
يوجد في إدلب مركز وحيد لعلاج مرضى السرطان يقدم علاجًا مجانيًا لأنواع محددة من السرطان، بينما يتم نقل المرضى الذين لا تتوفر لهم علاجات إلى تركيا وسط معاناة في تأمين دخولها إلى الأراضي التركية لتلقي العلاج.
الطبيبة سوسن الرشيد أحد أفراد بعثة طبية من “سامز” قدمت إلى إدلب منتصف أيلول الحالي، قالت لعنب بلدي، إن أفراد البعثة (24 طبيبًا وطبيبة) لاحظوا خلال زيارتهم العديد من الحالات التي وصلت إلى مراحل متقدمة من المرض، وكان يمكن علاجها لو تم الكشف عنها مبكرًا.
وذكرت الطبيبة المختصة في علاج الأورام أن سرطان الرئة هو الأوسع انتشارًا في العالم، مع ملاحظة زيادة انتشاره بين النساء، مضيفة أن التدخين هو المؤهب الأكثر شيوعًا لحدوثه، بالإضافة إلى عوامل وراثية وبيئية كتلوث الجو والعمل ببعض المهن التي تنشر سمومًا على شكل غازات.
وأوضحت أن العمل على المشروع استغرق عامًا كاملًا من التحضير والدراسات، مؤكدة استمرار “سامز” بالعمل على العديد من المشاريع المستقبلية لتطوير علاج مرض السرطان.
وخلال الأعوام السابقة، طورت الدول المتقدمة علاجات فعالة لسرطان الرئة، لكن هذه العلاجات يصعب تأمينها في شمال غربي سوريا بسبب أسعارها الباهظة، وفق الطبيبة سوسن، لافتة إلى أن الطرق العلاجية المتبعة في المنطقة يعود عمرها لـ30 عامًا.
وأضافت الطبيبة سوسن أن الكشف المبكر عن سرطان الرئة “خطوة مهمة جدًا في العلاج” خصوصًا أن اكتشاف المرض قبل ظهور الأعراض يمكّن من معالجته باستخدام أدوية بسيطة متوفرة أو تدخل جراحي بسيط وتوفير سعر الأدوية الباهظة جدًا وغير المتوفرة.
ويعاني مرضى السرطان في الشمال السوري من صعوبة الدخول إلى تركيا لتلقي العلاج، وإغلاق معبر “باب الهوى” لفترات طويلة من الجانب التركي، وسط تحذيرات من تفاقم أوضاعهم الصحية وازدياد أعداد المرضى.
وسبق أن نظم ناشطون وعاملون في القطاع الطبي العديد من الحملات لمساعدة مرضى السرطان، وتأمين العلاج لهم، كان أحدثها حملة “أنقذوا مرضى السرطان“.