“حزب الله” يفقد 1500 عنصر بتفجير أجهزة الاتصال

أعضاء من حزب الله يسيرون حاملين أعلام الحزب خلال تجمع بمناسبة يوم القدس في العاصمة اللبنانية بيروت- 31 من أيار 2019 (رويترز/عزيز طاهر)

camera iconعناصر من "حزب الله" يسيرون حاملين أعلام الحزب خلال تجمع بمناسبة يوم القدس في العاصمة اللبنانية بيروت - 31 أيار 2019 (رويترز/عزيز طاهر)

tag icon ع ع ع

قالت مصادر أمنية وأخرى مطلعة، إن “حزب الله” اللبناني فقد أكثر من 1500 عنصر خلال الهجوم الذي نسب لإسرائيل مؤخرًا وأدى إلى انفجار أجهزة اتصال يملكها عناصر “الحزب”، مشيرين إلى أن الأخير تمكن من امتصاص صدمة مقتل قادته.

ونقلت وكالة “رويترز” عن مصدرين مطلعين على عمليات “حزب الله” اليوم، الأربعاء 25 من أيلول، أن الجماعة سارعت لتعيين بدلاء لكبار الشخصيات الذين قتلوا في غارات جوية إسرائيلية بضاحية بيروت الجنوبية.

وقال مصدر آخر، وهو مسؤول في “حزب الله”، إن الهجوم على أجهزة الاتصالات أدى إلى خروج 1500 مقاتل من الخدمة بسبب إصاباتهم، مشيرًا إلى أن العديد منهم أصيبوا بالعمى أو بترت أيديهم.

وأضافت المصادر، وفق الوكالة، أن “حزب الله” يعمل أيضًا على نقل الصواريخ إلى لبنان بوتيرة سريعة، تحسبًا لصراع طويل الأمد، لكنه يسعى إلى تجنب الحرب الشاملة.

“رويترز” أشارت إلى أن الداعم الرئيس لـ”الحزب” ومورده للأسلحة هو إيران، وتعتبر الجماعة “الفصيل الأكثر قوة في محور المقاومة” الذي تقوده طهران ويضم قوات غير نظامية متحالفة معها في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، والعديد من أسلحتها من صنع إيراني أو روسي أو صيني.

أحد المصادر وهو مسؤول أمني وصفته الوكالة بـ”الكبير”، قال إن هجمات “حزب الله” الصاروخية ممكنة لأن سلسلة القيادة ظلت تعمل على الرغم من أن المجموعة عانت في فترة وجيزة من الفوضى بعد تفجير أجهزة الاستدعاء (بيجر) وأجهزة اتصال الراديو.

ووفق المصادر الثلاثة، تعتمد قدرة “حزب الله” في التواصل على شبكة هاتفية ثابتة مخصصة، وصفوها بأنها “بالغة الأهمية” وتستمر في العمل، إلى جانب أجهزة أخرى.

وأضاف “المصدر الكبير” لـ”رويترز” أنه في حالة انقطاع الاتصال مع سلسلة القيادة، يعمل المقاتلون في الخطوط الأمامية ضمن مجموعات صغيرة مستقلة تتألف من عدد قليل من القرى بالقرب من الحدود، وقادرة على قتال القوات الإسرائيلية لفترات طويلة.

ونوّه إلى أن هذا ما حدث على وجه التحديد في عام 2006، خلال الحرب بين “حزب الله” وإسرائيل، عندما صمد مقاتلو المجموعة لأسابيع، بعضهم في القرى الواقعة على الخطوط الأمامية التي غزتها إسرائيل جنوبي لبنان.

انفجارات أجهزة اتصال

وفي 17 و18 من أيلول الحالي، ضربت لبنان موجتا انفجار لأجهزة اتصال لاسلكية يحملها عناصر “حزب الله” الأولى كانت من نوع “Pager”، والثانية من نوع “Icom”.

في الأولى، بلغ عدد القتلى 12 شخصًا، وعدد الجرحى حوالي 2800 جريح، ما يقارب من 300 جريح بحالة حرجة جدًا،  بسبب الإصابة في الوجه وتأثير ذلك على التنفس وحاجتهم إلى التنفس الاصطناعي ومعاناة عدد منهم من نزيف في الدماغ، بحسب وزارة الصحة اللبنانية.

وهناك 1800 جريح دخلوا إلى المستشفيات، من بينهم 460 احتاجوا لعمليات إما بالعيون أو الوجه أو الأطراف خاصة اليد، حيث أجريت عمليات متعددة لبتر اليد أو الأصابع، بحسب الأبيض.

الثانية أدت إلى مقتل 20 شخصًا وإصابة 450 آخرين، بحسب وزارة الصحة اللبنانية.

يوشيكي إينوموتو أحد مديري الشركة اليابانية المصنعة لـ”ICOM” قال لـ”رويترز“، إنه “لا يمكن بأي حال من الأحوال دمج قنبلة في أحد أجهزتنا خلال التصنيع، العملية آلية للغاية وسريعة الوتيرة، لذا لا يوجد وقت لمثل هذه الأشياء”.

تبع تفجير أجهزة الاتصال ضربة استهدفت مبنى في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، في 20 من أيلول، أدت إلى مقتل 31 شخصًا بينهم ثلاثة سوريين، وثلاثة أطفال وسبع نساء، فيما بلغ عدد الجرحى 68 جريحًا، بحسب وزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض.

“حزب الله” نعى قائدين عسكريين و14 مقاتلًا في صفوفه، قتلوا في قصف إسرائيل للمبنى في الضاحية الجنوبية.

إسرائيل وسعت ضرباتها منذ الاثنين 23 من أيلول، إذ أعلن وزير الصحة اللبناني ارتفاع حصيلة الغارات الإسرائيلية على لبنان إلى 558 قتيلًا، بينهم 50 طفلًا و94 امرأة، إضافة إلى 1835 جريحًا، وفق أحدث إحصائية نشرتها “الوكالة اللبنانية للإعلام“.

اقرأ أيضًا: لبنان.. “حزب الله” ينعى 38 عنصرًا إثر تفجيرات أجهزة الاتصال

هجمات في سوريا لإضعاف “حزب الله”

في حزيران الماضي، قال سبعة مسؤولين إقليميين ودبلوماسيين وضباط سوريون، إن إسرائيل كثفت ضرباتها السرية في سوريا ضد مواقع أسلحة وطرق إمداد وقادة مرتبطين بإيران، قبل تهديد بهجوم واسع النطاق على “حزب الله” اللبناني، حليف طهران الرئيس في لبنان.

ونقلت “رويترز” عن ثلاثة مسؤولين سوريين، أن التحركات الإسرائيلية (القصف في سوريا) تشير إلى أنها تستعد لحرب واسعة النطاق ضد “حزب الله” في لبنان، التي يمكن أن تبدأ عندما تخفف إسرائيل حملتها العسكرية على غزة.

وأضاف المسؤولون السوريون والمسؤول الإسرائيلي أن الحملة الإسرائيلية في سوريا تهدف إلى التأكد من أن “حزب الله” ضعيف قدر الإمكان قبل بدء أي نوع من القتال.

اقرأ أيضًا: إسرائيل كثفت ضرباتها في سوريا للتأكد من إضعاف “حزب الله




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة