“الإدارة الذاتية” تعلن متابعة شؤون السوريين في لبنان

  • 2024/09/24
  • 5:42 م
مدنيون ينزحون من منطقة ساحلية جنوبي لبنان شهدت قصفًا إسرائيليًا باتجاه مجهول- 23 من أيلول 2024 (رويترز/ عزيز طاهر)

مدنيون ينزحون من منطقة ساحلية جنوبي لبنان شهدت قصفًا إسرائيليًا باتجاه مجهول- 23 من أيلول 2024 (رويترز/ عزيز طاهر)

أعلنت “الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا عن تشكيل لجنة خاصة بمتابعة أوضاع اللاجئين السوريين المقيمين في لبنان، وتسهيل عودتهم إلى مناطق سيطرتها في سوريا.

وقال ممثل “الإدارة” في لبنان، عبد السلام أحمد، لموقع “الإدارة الذاتية” اليوم، الثلاثاء 24 من أيلول، إن “الإدارة الذاتية” في لبنان شكلت لجنة خاصة لمتابعة شؤون اللاجئين السوريين، وذلك استجابة لنداءاتهم في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها.

وأضاف أن اللجنة ستقدم ما يمكن من مساعدة اللاجئين، بما في ذلك توزيعهم على منازل لإيوائهم مؤقتًا بينما يتمكنوا من العودة إلى سوريا.

وقال أحمد، “نحن نشجع أهلنا اللاجئين على العودة إلى أرض الوطن، و(الإدارة الذاتية) مستعدة عبر مؤسساتها لتقديم المساعدة اللازمة لهم عند عودتهم”.

ونوّه إلى أن “الإدارة الذاتية” سبق وتواصلت مع الحكومة اللبنانية وأطراف معنية أخرى من أجل تسهيل عودة اللاجئين إلى مناطقهم الأصلية شمال شرقي سوريا، مؤكدًا جاهزيتها لاستقبالهم وضمان توفير الدعم اللازم.

وأضاف أن اللجنة ستواصل عملها استنادًا إلى تطورات الوضع الأمني والسياسي، مع التزامها بـ”تسريع عملية العودة قدر الإمكان” بما يتناسب مع الظروف الراهنة.

ليست الأولى

لا تعتبر المرة الأولى التي تصدّر فيها “الإدارة الذاتية” نفسها في ملف اللاحئين، رغم عدم وجود أي اعتراف حقيقي بها كسلطة في سوريا.

في نيسان الماضي، قالت “الإدارة” إنها استقبلت أول مجموعة من السوريين المرحلين من العراق في مناطق سيطرتها، لينتقلوا منها نحو مدنهم التي ينحدرون منها.

سبق أن قدمت مبادرة لاستقبال لاجئين سوريين كانوا عالقين في السودان، إبان اندلاع المعارك بين الأطراف العسكرية السودانية قبل نحو عامين، واستقبلت حينها سوريين عبر مطار “القامشلي” ممن نجوا من المعارك، ولم يتضح فيما بعد إن كانوا قد بقوا في مناطق سيطرتها، أو غادرونها نحو وجهة أخرى.

وفي لبنان أيضًا، حاولت “الإدارة” أيضًا لعب دور في ملف اللاجئين، وسبق أن قال ممثل “الإدارة” في لبنان لوكالة “نورث برس”، إن الأخيرة أبدت قبل نحو عام استعداداها لاستقبال اللاجئين السوريين في لبنان، ووصلت حينها عدد من العوائل لمناطق سيطرتها.

ولم تؤكد أي جهة رسمية إعلان “الإدارة” عن استقبالها لاجئين سوريين عائدين من لبنان، أو السودان، أو العراق.

وفي الوقت الذي تسعى فيه “الإدارة الذاتية” لتقديم نفسها كحل فيما يتعلق بملف اللاجئين السوريين، تعاني مدن وقرى في مناطق سيطرتها من سوء في الخدمات، وتردٍّ في الوضع المعيشي، يجعل من أبنائها باحثين عن وجهة للهجرة حالهم حال مناطق السيطرة الأخرى.

وتضيّق “الإدارة” منذ سنوات على سكان المنطقة من المكون العربي، إذ لا يملك أبناء المنطقة من العرب تمثيلًا كافيًا علمًا أنهم يشكلون الجزء الأكبر من سكان المنطقة، وهو ما تسبب بتوترات أمنية تعود للواجهة بين الحين والآخر.

جزء من “الحل”

في حديث سابق لعنب بلدي، قال الباحث المتخصص في شؤون شمال شرقي سوريا بمركز “عمران للدراسات الاستراتيجية” سامر الأحمد، إن أطروحات “الإدارة الذاتية” لاستقبال اللاجئين السوريين ليست جديدة وتكررت خلال السنوات الماضية.

ويرى أن “الإدارة” تسعى لإيصال رسائل على صعيدين، الأول للسوريين أنفسهم، والثاني للمجتمع الدولي، وتهدف لتصوير نفسها على أنها قادرة على أن تكون “جزء من حل بعض المشكلات الإقليمية المتعلقة بالملف السوري، مثل ملف اللاجئين السوريين”.

ويرى الباحث أن استغلال “الإدارة” لملف من هذا النوع لا يختلف عن محاولة استغلال مساعدات الزلزال في شباط 2023، بهدف كسب ثقة بعض المجتمعات السورية بها، ومحاولة أن تكون شريكة مع دول الإقليم والمجتمع الدولي فيما يتعلق بالملف السوري.

وفي شباط 2023، قالت “الإدارة الذاتية” إن المساعدات التي قدمتها إلى المناطق التي تعرضت للزلزال في سوريا، قوبلت بالرفض ومنعت من الدخول إلى مناطق سيطرة النظام ومناطق سيطرة المعارضة.

وذكرت “الإدارة” المدعومة من واشنطن حينها، أن إرسال مساعدات جاء إثر زلزال ضرب جنوبي تركيا ومناطق شمالي سوريا، وأسفر عن تسجيل آلاف الضحايا والإصابات وسط استمرار عمليات إنقاذ العالقين من تحت الأنقاض.

بعد تصعيد في لبنان

استمرت الغارات الإسرائيلية على لبنان طوال الليل، وحتى ساعات الصباح، على امتداد مدن وقرى الجنوب اللبناني وقضاء بعلبك.

ووفق أحدث إحصائية صدرت عن وزارة الصحة اللبنانية اليوم، بلغت أعداد القتلى والجرحى إثر القصف الإسرائيلي في لبنان، 558 قتيلًا و1835 جريحًا.

وعلى الجانب الإسرائيلي من الحدود، لم تتوقف صواريخ “حزب الله”، إذ قالت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” إن الأخير أطلق صواريخ على مدن حيفا والعفولة والناصرة وعدة بلدات شمالي إسرائيل.

ونشر الجيش الإسرائيلي صباح اليوم تسجيلًا مصورًا قال إنه يظهر لحظة استهداف “خلية إرهابية” أطلقت النار باتجاه منطقة العفولة والأودية، واستهدف الهجوم منصات إطلاق الصواريخ، تبع ذلك تبنيات أخرى لاستهدافات متفرقة جنوبي لبنان.

ونقلت وكالة “فرانس برس” الفرنسية، عن مصدر أمني سوري لم تسمّه، أن مئات الأشخاص اجتازوا الحدود من لبنان إلى سوريا على وقع الغارات الاسرائيلية، دون تحديد جنسية اللاجئين.

وقال “الهلال الأحمر السوري” اليوم، الثلاثاء، إنه استجاب للعائلات اللبنانية والسورية الوافدة إلى سوريا من لبنان.

وأضاف عبر “فيس بوك”، أنه استجابة للعائلات اللبنانية والسورية الوافدة إلى سوريا، انتشر متطوعوه في المعابر الحدودية بين البلدين، بمحافظات حمص وطرطوس وريف دمشق، لتوفير خدمات طبية وإسعافية وإغاثية.

من جانبها، قالت صحيفة “الوطن” المحلية، إن معبر “جديدة يابوس” بين لبنان وسوريا، شهد دخول نحو 2000 مواطن لبناني إلى سوريا حتى ظهر اليوم، مشيرة إلى وجود عدد مماثل ينتظر انتهاء الإجراءات للدخول.

وأضافت أن نحو 3000 مواطن سوري دخلوا إلى سوريا حتى الآن عائدين من لبنان.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا