اكتفت إيران بالتعبير عن قلقها وتضامنها مع حليفها الأبرز “حزب الله” اللبناني، بعد حملة التصعيد التي تشنها إسرائيل على جنوبي لبنان ومناطق أخرى، والتي تسببت بمقتل كبار قيادات الحزب، إلى جانب الخسائر البشرية والعسكرية الكبيرة التي تعرض لها.
أحدث تصريحات إيران جاءت عبر رئيسها مسعود بزشكيان في مقابلة مع شبكة “CNN” الأمريكية اليوم، الثلاثاء 24 من أيلول، حيث قال إن “حزب الله” وحده لا يستطيع أن يقف في وجه دولة مسلحة تسليحًا جيدًا جدًا ولديها القدرة على الوصول إلى أنظمة أسلحة تتفوق بكثير على أي شيء آخر.
وأضاف بزشكيان، “ماذا يستطيع حزب الله أن يفعل بمفرده؟ يجب على الدول الإقليمية والدول الإسلامية أن تجلس معًا من أجل صياغة رد فعل على ما يحدث. وقبل حدوث أي شيء أكثر خطورة”.
تصريحات الرئيس الايراني جاءت خلال وجوده في نيويورك لحضور فعاليات الدورة العادية الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي أثناء لقائه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عبّر مسعود بزشكيان عن قلقه البالغ إزاء توسع الصراع في المنطقة برمتها.
وقال بزشكيان إنه “في الوقت الذي تمارس فيه إيران ضبط النفس لمنع تصاعد التوترات على خلفية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس)، إسماعيل هنية، يتمادى الكيان الصهيوني في توسيع نطاق الحرب”، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا).
في السياق ذاته، نقلت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية عن الرئيس الإيراني، الاثنين 23 من أيلول، قوله إن إيران مستعدة لخفض التوتر مع إسرائيل طالما رأت نفس مستوى الالتزام من الجانب الآخر.
وقال بزشكيان قبيل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، “نحن على استعداد لوضع جميع أسلحتنا جانبًا طالما كانت إسرائيل مستعدة لفعل الشيء نفسه، ونحن لا نسعى إلى زعزعة استقرار المنطقة”.
لكن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، نفى ما نقلته وكالة “بلومبيرغ” عن بزشكيان بأن إيران مستعدة لخفض التوتر مع إسرائيل، وقال إن “الرئيس الإيراني لم يدلِ بمثل هذا التصريح قط”، بحسب ما نقلته وكالة “تسنيم” الإيرانية.
وحاول الرئيس الإيراني التركيز خلال زيارته إلى نيويورك على الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة.
وقال بزشكيان، إن الأمريكيين هم الذين انسحبوا من الاتفاق النووي وإيران بقيت وفية لالتزاماتها، مضيفًا، “ليس لدينا حرب أو نزاع مع أي دولة، ولم نسعَ قط إلى امتلاك أسلحة نووية. لم تكن إيران البادئة بأي حرب خلال الـ200 عام الماضية، لكنها في الوقت نفسه كانت ضحية العدوان من قبل بعض الدول الأخرى”.
وأضاف بزشكيان، “نحن نتطلع إلى تعزيز قدراتنا الدفاعية والردعية من خلال الوسائل التقليدية، ولكن أؤكد مرة أخرى أن الأسلحة النووية ليس لها مكان في العقيدة الدفاعية لجمهورية إيران الإسلامية”.
بدوره، اكتفى وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، بالتعبير عن تضامن بلاده مع شعبي لبنان وفلسطين، عقب ساعات من بدء موجة التصعيد الإسرائيلية على لبنان.
وكتب عراقجي في منشور عبر حسابه على منصة “إكس“، الاثنين 23 من أيلول، “جرائم إسرائيل التي تمكنت الولايات المتحدة من ارتكابها واضحة للعيان. لا ينبغي للعالم أن يتجاهلها. لا يمكن السماح باستمرار هذا الاستخفاف الوحشي والإجرامي بالحياة البشرية. لن تظل إيران غير مبالية. نحن نقف إلى جانب شعبي لبنان وفلسطين”.
تأتي التصريحات الإيرانية، في وقت تشهد فيه مختلف مناطق لبنان، ولا سيما الجنوب، قصفًا إسرائيليًا متصاعدًا، حيث ارتفعت حصيلة ضحايا التصعيد الإسرائيلي المتواصل منذ فجر الاثنين 22 من أيلول إلى 492 شخصًا، بينهم 35 طفلًا، و58 امرأة، وإصابة 1645 آخرين، بحسب الوكالة اللبنانية “الوطنية للإعلام”.