تزامنًا مع التصعيد الإسرائيلي بلبنان
نقاط “حزب الله” في سوريا تستهدف إدلب
اتهمت “إدارة الشؤون السياسية” التابعة لحكومة “الإنقاذ” “حزب الله” اللبناني باستهداف المدنيين في عدة مناطق بريف إدلب خلال الأيام الخمسة الماضية.
وبحسب ما ذكرته مراصد عسكرية، كررت نقاط “حزب الله” اللبناني وجيش النظام استهدافها لريف إدلب خلال الأيام الماضية، خاصة من قرية الطلحية شرقي إدلب، تزامنًا مع تصعيد الهجمات الإسرائيلية في لبنان، وهو ما اعتبر انتقامًا من المدنيين في مناطق سيطرة المعارضة.
واستهدفت نقاط “حزب الله” وقوات النظام المتمركزة شرقي إدلب عدة قرى وبلدات بالمدفعية يومي الجمعة والاثنين، 20 و23 من أيلول الحالي.
القصف طال كفريا والفوعة وسرمين وتفتناز، وأوقع ضحايا بين المدنيين، بحسب تقرير لـ”الدفاع المدني السوري” (الخوذ البيضاء).
ويعتبر “حزب الله” اللبناني إحدى أبرز الميليشيات التي شاركت النظام في قمع الثورة السورية منذ 2011، وتصاعد دوره في سوريا خاصة بعد معارك القصير بريف حمص الغربي والقلمون بريف دمشق عام 2013 و2014.
وأصبح له وجود في مختلف الجغرافيا السورية الخاضعة لسيطرة النظام.
مصدر في “جيش الأحرار” ضمن مطار “تفتناز” العسكري، قال لعنب بلدي، إن العناصر المتمركزين في قرية الطلحية الخاضعة لسيطرة النظام يتبعون لـ”حزب الله” والميليشيات الإيرانية.
وذكر أن عناصر “حزب الله” موجودون في المنطقة منذ مطلع 2020، حين سيطروا مع قوات النظام على القرية، ويفصل بينهم وبين قوات المعارضة ساتر ترابي ودشم شرقي مطار “تفتناز” بنحو كيلومترين، بينما تبعد نقاط تمركز قوات “حزب الله” نحو أربعة كيلومترات عن الساتر.
وحتى منتصف 2024، يبلغ عدد المواقع الإيرانية في سوريا 529 موقعًا عسكريًا، تقاد من “الحرس الثوري الإيراني” و”حزب الله” اللبناني، من بينها 27 موقعًا في مناطق إدلب الخارجة عن سيطرة فصائل المعارضة.
كما تظهر خريطة المواقع العسكرية وفق تقرير لمركز “جسور” انتشار قوات تابعة لـ”حزب الله” في ريف إدلب الشرقي.
مراصد عسكرية عاملة في المنطقة قالت إن أحد مصادر الرمايات على قرى ريف إدلب الشرقي والشمالي مؤخرًا هو قرية الطلحية.
ضحايا مدنيون
قتل خمسة مدنيين بينهم رجل مسن وامرأة، وأصيب 12 آخرون بجروح بينهم ستة أطفال وثلاث نساء، بقصف طال بلدة كفريا مساء الاثنين 23 من أيلول، بحسب “الدفاع المدني”.
القصف طال عدة أحياء ومرافق عامة في البلدة من بينها مدرسة الحكمة وجامع الهدايا، وقرب “المخيم الأزرق” شمالي مدينة معرة مصرين، تبعه قصف آخر بعشر قذائف استهدف المناطق المذكورة.
السبت الماضي، تعرضت الأحياء السكنية في مدينة سرمين شرقي إدلب لقصف مدفعي دون أن يوقع ضحايا.
سبقه بيوم قصف لقوات النظام استهدف الأحياء السكنية في تفتناز ما أدى إلى مقتل مدنيين اثنين أحدهما طفل والآخر ممرض، وأصيب ثمانية آخرون بينهم خمسة أطفال و ثلاث نساء (أم وخمسة من أبنائها، وامرأة وفتى أشقاء، وامرأة من أقربائهم)، بحسب الدفاع المدني.
ونوه “الدفاع المدني” إلى أن قوات النظام وروسيا تتعمد تركيز القصف على المناطق القريبة من نقاط سيطرتها في ريف إدلب الشرقي واستهداف المدارس والمرافق العامة، لإيقاع أكبر عدد من الضحايا والطلاب، إضافة إلى استهداف فرق الاستجابة الأولية لمنع وصولهم إلى مكان القصف وإنقاذ الضحايا.
وتأتي هذه الهجمات في ظل ظروف صعبة يعانيها المدنيون في مناطق شمال غربي سوريا، بعد سنوات من الاستهدافات المتكررة من النظام وروسيا، والزلزال الأخير في شباط 2023، وتهدد هذه الهجمات استقرار المدنيين وتمنعهم من جني محاصيلهم الزراعية، وتفرض حالة من عدم الاستقرار تضاعف المعاناة.
ومنذ بداية العام الحالي وحتى 15 من أيلول الحالي، استجابت فرق “الدفاع المدني” لأكثر من 650 هجومًا من قوات النظام وروسيا ومن مناطق السيطرة المشتركة لقوات النظام و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، قتل على إثرها 54 شخصًا بينهم 15 طفلًا وست نساء وأصيب 245 شخصًا بينهم 99 طفلًا و29 امرأة.
تصعيد إسرائيلي على لبنان
صعدت إسرائيل من قصفها على لبنان بعد تفجير أجهزة اتصال لاسلكي يستخدمها عناصر “الحزب” من نوع “Pager” و”Icom” في 17 و18 من أيلول الحالي.
القصف المتبادل بين الطرفين بدأ بعد معركة “طوفان الأقصى” التي أطلقتها “حركة حماس” في 7 من تشرين الأول 2023.
تفجيرات 17 من أيلول بلغ عدد القتلى فيها 12 شخصًا، وعدد الجرحى حوالي 2800 جريح، ما يقارب من 300 جريح بحالة حرجة جدًا، بسبب الإصابة في الوجه وتأثير ذلك على التنفس وحاجتهم إلى التنفس الاصطناعي ومعاناة عدد منهم من نزيف في الدماغ.
تفجير اليوم الثاني أدى إلى مقتل 20 شخصًا وإصابة 450 آخرين.
تبع تفجير أجهزة الاتصال ضربة استهدفت مبنى في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، في 20 من أيلول، أدت إلى مقتل 31 شخصًا بينهم ثلاثة سوريين، وثلاثة أطفال وسبع نساء، فيما بلغ عدد الجرحى 68 جريحًا، بحسب وزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض.
“حزب الله” نعى قائدين عسكريين و14 مقاتلًا في صفوفه، قتلوا في قصف إسرائيل للمبنى في الضاحية الجنوبية.
إسرائيل وسعت ضرباتها منذ الاثنين 23 من أيلول، إذ أعلن وزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض، ارتفاع حصيلة الغارات الإسرائيلية على لبنان إلى 558 قتيلًا، بينهم 50 طفلًا و94 امرأة، إضافة إلى 1835 جريحًا، وفق أحدث إحصائية نشرتها “الوكالة اللبنانية للإعلام“.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :