أزمة سير في اللاذقية بسبب تذبذب المحروقات

ازدحام في "كراج" جبلة باللاذقية - 18 من أيلول 2024 (عنب بلدي/ ليندا علي)

camera iconازدحام في "كراج" جبلة باللاذقية - 18 من أيلول 2024 (عنب بلدي/ ليندا علي)

tag icon ع ع ع

في 12 من أيلول الحالي، أعلنت محافظة اللاذقية تخفيض مخصصات المحروقات للباصات إلى 50% نتيجة قلة الطلبات الواردة من المازوت إلى المحافظة، ما تسبب بأزمة نقل خانقة داخل المدينة وخارجها، إذ وصل المحافظة يومها 8 طلبات من المادة مقارنة مع 11.5 طلبًا بداية أيلول.

بعد أربعة أيام، أعلن عضو المكتب التنفيذي لقطاع التجارة الداخلية والصناعة، معلا إبراهيم، أن حركة النقل ستتحسن بسبب زيادة طلب جديد على مخصصات محافظة اللاذقية، لتعود المخصصات إلى 10 طلبات.

باصات متوقفة

انتظرت فاطمة (26 عامًا) أكثر من ساعتين صباح الثلاثاء 17 من أيلول، في “كراج” مدينتها جبلة، دون أن تجد أي باص يقلها إلى عملها، لتتحدث مع الشركة التي تعمل بها، وأخبرتهم بالوضع فوافقوا عودتها إلى منزلها على مضض، مع احتساب الغياب من ضمن إجازاتها المدفوعة.

قالت فاطمة، إن المحافظة تشهد أزمة نقل كبيرة منذ نحو أسبوع، على الرغم من أن الدوام الجامعي لم يبدأ بعد، وبالتالي كان الوضع مقبولًا مقارنة بما يصبح عليه بعد بدء موسم الدوام الجامعي والدراسة، مضيفة أنه في أثناء عطلة الجامعات تنتظر نصف ساعة تقريبًا، لكن بعدما يعود الدوام الجامعي تنتظر أكثر من ساعتين.

وبحسب فاطمة، فإن “كراج” مدينة جبلة كان يمتلئ بـ”السرافيس” التي لم تحرك ساكنًا بذريعة أن السائقين لم يحصلوا على مخصصاتهم، وانتظرت في “الكراج” من الساعة الثامنة صباحًا وحتى قرابة العاشرة قبل أن تعود لمنزلها بمدينة جبلة، باستخدام “تاكسي” لأن الباصات داخل المدينة لم تكن تعمل أيضًا.

وفي اليوم نفسه، ذكرت إذاعة “شام إف إم” المحلية، أن خطأ فنيًا في أجهزة تكامل الخاصة بمازوت النقل، أدى إلى عدم تزويد معظم الباصات والبولمانات بمخصصاتها، ما أدى إلى أزمة سير خانقة، لتعود وتنقل عن مصدر في وزارة النفط بعد حوالي الساعة من نشرها الخبر، أن المشكلة قد حلّت.

تخفيض مخصصات

هاشم (45 عامًا)، سائق على أحد خطوط الريف الشمالي لمدينة اللاذقية، قال إن السائقين لم يحصلوا على مخصصاتهم من المازوت حينها، إلا بعد الساعة الـ12 ظهرًا حين بدأت المحطات بالتعبئة.

وأضاف أن السائقين اضطروا لإيقاف باصاتهم ريثما يحصلون على المازوت، ما سبب الكثير من المشكلات مع الركاب الذين اتهموهم بالاستغلال.

وذكر أن عملية التعبئة تحسّنت مقارنة بالأسبوع الماضي، فمخصصاته اليومية تبلغ 34 ليترًا من المازوت، لم يحصل سوى على 17 ليترًا منها خلال الأسبوع الماضي، في حين يحصل حاليًا على 20 ليترًا، وبعض “الباصات” حصلت على 23 ليترًا دون وجود معيار واضح لاختلاف الكميات بين السائقين.

ركاب ينتظرون قدوم الحافلات في مدينة اللاذقية - 18 من أيلول 2024 (عنب بلدي/ ليندا علي)

ركاب ينتظرون قدوم الحافلات في مدينة اللاذقية – 18 من أيلول 2024 (عنب بلدي/ ليندا علي)

“التكاسي” تستغل الموقف

نتيجة أزمة السير الخانقة، ازداد الطلب على “التكاسي” التي لا تلقى إقبالًا بسبب أجورها المرتفعة، ما دفع أصحاب “التكاسي” باستغلال الموقف ورفع أجورهم بشكل روتيني.

عبير (42 عامًا) تعمل في أحد محال الأحذية بساحة الشيخ ضاهر، تستخدم يوميًا باص “قنينص” للوصول إلى منزلها، وبسبب الأزمة ازداد الزحام وتراجع عدد السرافيس، انتظرت في 16 من أيلول، ثلاث ساعات دون أن تستطيع اللحاق بأي باص، فبمجرد وصوله يبدأ التدافع والركض ولم تستطع أن تحشر نفسها بين الجموع.

طول مدة الانتظار والإرهاق الذي أصابها، دفع عبير لمحاولة استخدام “تاكسي”، لتتفاجأ أن السائق طلب 50 ألف ليرة سورية أجرة، رغم أن أجرته في الأحوال العادية لا تتجاوز 25 ألف ليرة، فرفضت، ليخبرها السائق أن تعرض على الركاب التشارك وكل واحد فيهم يدفع 15 ألف ليرة.

عبير وافقت، وعرضت على الركاب أن تتشارك مع ثلاثة منهم “التاكسي”، لتبدأ عملية المفاصلة، ويقبل السائق بتقاضي 12 ألف ليرة من كل واحد فيهم، عوضًا عن الـ15 ألف التي طلبها.

وتشهد شوارع اللاذقية وجبلة، كما “الكراجات” في المدينتين، زحامًا كبيرًا، بينما ينتشر الناس على الطرقات بانتظار الباصات، التي تراجع حضورها بشكل واضح داخل مدينة اللاذقية.

ويعمد بعض السائقين لاستغلال الازدحام، كحال بعض سائقي خط الدائري الشمالي بمدينة اللاذقية، الذين يقولون للركاب في دوار “الأزهري” إنهم لن يصلوا سوى إلى جامعة “تشرين”، وهناك ينزل الركاب، ليقوم السائقون بتعبئة الباص مرة أخرى حتى نهاية الخط عند “كراجات البولمان”.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة