دعوات لتأمين وحدة علاج لمرضى البهاق في إدلب

سيدة مصابة بمرض البهاق في إدلب - 19 من أيلول 2024 (عنب بلدي/ سماح علوش)

camera iconسيدة مصابة بمرض البهاق في إدلب - 19 من أيلول 2024 (عنب بلدي/ سماح علوش)

tag icon ع ع ع

منتصف أيلول الحالي، ناشدت مديرية الصحة في إدلب من أجل تأمين وحدة علاج ضوئي للعيادة الجلدية التي تقدم خدمات مجانية على مدار الأسبوع للمرضى، لتوفير علاج لمرضى البهاق الجلدي الذي تتزايد نسبة الإصابة به.

وفق إحصائية من مديرية الصحة لعنب بلدي، فإن نسبة الإصابة بالبهاق كانت تتراوح بين 1 و2% من نسبة السكان في الشمال السوري، لكنها ارتفعت بعد الزلزال في شباط 2023، لتصل إلى 3%.

ويسكن شمال غربي سوريا 5.1 مليون شخص، منهم 4.2 مليون بحاجة إلى مساعدة، و3.4 مليون منهم يعانون انعدام الأمن الغذائي.

ازدحام.. بحاجة إلى وحدة ضوئية

اختصاصي الأمراض الجلدية العامل في المركز، الطبيب أحمد متعب، قال لعنب بلدي، إن المركز يشهد مراجعة ما يقارب 30 مريضًا بشكل يومي، وهي القدرة الاستيعابية الحالية، لافتًا إلى وجود ما يقارب 500 مريض لا يمكنهم الحجز بسبب اكتمال العدد اليومي.

ويعود سبب الازدحام على العيادة الجلدية إلى العدد القليل لاختصاصي الجلدية العاملين في الشمال، إذ يتراوح عددهم تقريبًا من 20 إلى 25 طبيبًا، يعمل معظمهم في العيادات الخاصة، وفق الطبيب ملهم غازي من وزارة الصحة في حكومة “الإنقاذ”.

وفق الطبيب أحمد متعب، يعتبر العلاج الضوئي أفضل حل جذري لمرضى البهاق، وبالأخص لمن يعاني من انتشار المرض في أكثر من 10% من مساحة الجسم.

ويحرض العلاج الضوئي الخلايا الميلانينية، المنتشرة حول بقع البهاق وحول الجريبات الشعرية، لتهاجر وتنقسم لتملأ البقع البيضاء ويتوحد لون البشرة.

وذكر الطبيب أن الوحدة الضوئية متكاملة فيها أجهزة متنوعة بأحجام مختلفة، وتحوي الأشعة فوق البنفسجية بطول موجة 311 و 308، لافتًا إلى أن تكلفة الوحدة الضوئية قد تصل لما يقارب 30 ألف دولار أمريكي مع أجور الشحن.

وعن وجود وحدة مماثلة في المراكز الجلدية الخاصة، قال الطبيب إن هناك جهاز “اكزايمر” لكنه جهاز صغير يمكنه علاج 5% أو أقل من مساحة البهاق في الجسم، وأغلب المرضى يعانون من انتشار لمساحات أكبر من ذلك، وهذا الجهاز متوافر في المركز المجاني والعديد من المراكز الخاصة، لكن الوحدة الضوئية تعالج مساحات أكبر.

مرض مناعي جلدي

قال الطبيب أحمد متعب إن البهاق مرض مناعي جلدي سببه اضطراب في المناعة، يتسبب بمهاجمة الخلايا المناعية في جسم الإنسان للخلايا الميلانينية المسؤولة عن لون البشرة، ما يسبب تآكلها وظهور بقع باللون الأبيض مكانها.

وأضاف أنه مرض غير متوقع لا يمكن التنبؤ بمسيرته، ومن الممكن أن يتجاوب مع العلاج ويتوقف عن الانتشار، ومن المحتمل أن ينكس ويعاود الظهور، كما أن هناك حالات كُثر لا تستجيب للعلاج.

وذكر أن الأضرار التي يسببها المرض قد تكون كبيرة في حال ترافق مع وجود أمراض مناعية أخرى كالإصابة بالغدة الدرقية.

أثر نفسي أشد خطرًا

وشدّد الطبيب المختص على وجود مخاطر جسيمة للمرض، فقد يراه البعض أنه إصابة بسيطة لا تهدد الحياة وتؤثر فقط على جمالية الشكل دون أن تترك أثرًا صحيًا على جسم الإنسان، لكن الحقيقة أن المعاناة النفسية التي يقاسيها مريض البهاق أشد خطرًا من الصحية.

وأضاف أن شريحة الأطفال هم الأكثر ضررًا، لما يتعرضون له من تنمر وسخرية في المدارس، فيتغيبون عنها للهروب من واقعهم، ويصابون بعقدة النقص أو وصمة عار، فضلًا عن الانعزال وعدم الرغبة بالانخراط في المجتمع.

وذكر أن الشريحة الأخرى التي تواجه الضرر النفسي هنَ الفتيات في سن الزواج، واللواتي يعانين من اكتئاب شديد قد يؤدي في بعض الحالات لمحاولة الانتحار، فمن وجهة نظرهن أن المرض قد يدمر مستقبلهن وينفر الشبان منهن، ويجعلهن غير قادرات على المضي قدمًا في الحياة ويشكل عائقًا أمام نجاحهن، وذلك مفهوم خاطئ.

مراكز متوقفة وأخرى مهددة

يعاني القطاع الطبي في الشمال السوري نقصًا في المعدات والكوادر وضعفًا في التمويل، وتطال المرافق الطبية قذائف قوات النظام السوري وحلفائها.

وتضطر العديد من المرافق الصحية إلى تقليص عملياتها أو إغلاق أقسامها أو تقليص ساعات العمل بسبب نقص التمويل، وأوقفت أكثر من 110 مرافق صحية، بما في ذلك 34 مستشفى، عملياتها بالفعل اعتبارًا من نهاية تموز الماضي.

وأثر نقص الدعم على إغلاق عدة مراكز صحية، ما زاد من معاناة المرضي، من بينهم مرضى الكلى، ودفعهم إلى الانتقال لمسافات بعيدة نسبيًا، وسط حلول تبقى محدودة أمام حجم المعاناة.

وفي حال استمر مسار نقص التمويل، حذرت مجموعة الصحة من أن 50% من جميع المرافق الصحية العاملة في شمال غربي سوريا ستتوقف عن العمل بشكل كامل أو جزئي بحلول كانون الأول 2024، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA).

اقرأ أيضًا: القطاع الصحي شمال غربي سوريا.. نداء طارئ قبل الكارثة




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة