مع بدء العام الدراسي.. ما أشيع الأمراض التي تنتشر بين طلاب المدارس

مع بدء العام الدراسي.. ما أشيع الأمراض التي تنتشر بين طلاب المدارس
tag icon ع ع ع

د. أكرم خولاني

يصاب العديد من التلاميذ والطلاب بعد العودة إلى المدرسة ببعض الأمراض التي تنتشر في المدارس، وهذا أمر طبيعي، نتيجة وجود الأطفال بمجموعات كبيرة لساعات طويلة مع بعضهم في مساحات مغلقة ضمن القاعات الصفية وحافلات النقل، إضافة إلى الاختلاط الذي يحدث في دورات المياه، كل ذلك يؤدي إلى انتشار الأمراض المُعدية بين الأطفال.

وتتنوع الأمراض بين إصابة الجلد والعيون والأنف والأذن والحنجرة والأمعاء وغيرها من أعضاء الجسم، ويقع على عاتق أولياء الأمور والإدارات المدرسية مسؤولية إعطاء النصائح والإرشادات للتلاميذ، والقيام بكل الإجراءات التي يمكن أن تحد من انتشار تلك الأمراض.

ما أكثر الأمراض انتشارًا بين طلاب المدارس

  • الامراض الجلدية:

كالقمل والجرب والإصابات الفطرية، تشاهد هذه الأمراض نتيجة العدوى بين الطلاب مهما كان مستوى المدرسة، وحتى في الأكثر رقيًا منها، ولكن تلاميذ الروضات والمدارس الابتدائية أكثر عرضة لها، كذلك جدري الماء الذي يعد من أكثر الأمراض انتشارا بين طلاب المدارس، ويتظاهر بارتفاع الحرارة مع بثور حويصلية الشكل داخلها سائل شفاف ثم تجف وتتحول إلى بثور سوداء، بطبيعة الحال تختلف درجة الإصابة من طفل إلى آخر حسب قوة العدوى وتناوله للتطعيمات.

  • أمراض العيون:

من أكثر أمراض العيون التي تحدث في المدارس التهاب الملتحمة الوبائي. ويتمثل هذا الوباء بالتهاب الملتحمة نتيجة الإصابة بفيروس أو جرثوم أو أحد مسببات التحسس، ويتظاهر باحمرار العين وانتفاخها، وتدميع العين، وشعور بالحكة أو بحريق في العينين، وإفرازات صفراء أو خضراء، وحكاك في الأنف، وعطاس، وتنتقل العدوى من الأيدي إلى العين في حال كانت الأيدي ملوثة بالفيروس أو الجرثوم، ويمكن للأيدي أن تصبح ملوثة في حال لامست دموع أو إفرازات شخص مصاب عن طريق المصافحة أو ملامسة أسطح ملوثة بالعامل الممرض أو إفرازات عين شخص مصاب.

  • التهابات الأذن:

أشيع مشكلات الأذن عند التلاميذ والطلاب التهاب الأذن الوسطى، وقد أشارت البيانات إلى أن ثلثي الأطفال سيعانون من التهاب الأذن قبل نهاية السنة، ويحدث الالتهاب نتيجة الإصابة بالعدوى الفـيروسية أوالبكتيرية أو الفطرية، وخاصة مع الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي العلوي بشكل متكرر، وقد تلعب الوراثة دورًا في الإصابة بهذا المرض، أو وجود عـيوب خلقية في القناة السمعية، وقد يؤدي التهاب الأذن الوسطى المزمن إلى عدم القدرة على السماع بصورة جيدة مما يؤثر على التحصيل الدراسي للطالب، كما يمكن أن يحدث ألم في منطقة الأذن وإفرازات سائلة والشعور بالدوار، والصداع، والغثيان، وحدوث طنين الأذن، أو تصلب وألم في الرقبة.

ويمكن للتشخيص المبكر والعلاج المناسب أن يجنب الطفل الكثير من المشكلات المرتبطة بهذا المرض.

  • التهاب البلعوم:

هو التهاب في الحنجرة بسبب عدوى بأحد أنواع الفيروسات أو الجراثيم، ويزيد احتمال الإصابة به خلال فصل الشتاء. وفي حال الإصابة به، سيعاني الطفل من ألم شديد في الحلق مع ارتفاع في درجة الحرارة. عمومًا، لا ينبغي اتباع أي نوع من العلاج إذا كانت الإصابة بسبب انتقال الفيروسات.

أما إذا كان المرض بسبب البكتيريا، فينبغي للطفل تناول مضاد حيوي.

  • نزلات البرد:

تزداد نزلات البرد المتصاحبة بحساسية الأنف والجيوب الأنفية، وتؤدي إلى ارتفاع الحرارة والعطاس ونزول إفرازات مائية من الأنف مع احتقان بالحلق وصداع وقشعريرة أحيانًا، ويحدث انسداد في الأنف ويتبعه انسداد في الأذن وطنين، وقد يصل أحيانًا إلى التهاب في الأذن الوسطى.

  • النزلات المعوية:

تنتقل عن طريق تلوث الغذاء أو الشراب أو عن طريق دورات المياه، ويبقى الفيروس المسبب للعدوى في القناة الهضمية مسببًا قيئًا متكررًا وإسهالًا مائيًا قد يصل حتى 15 مرة في اليوم، وقد يحدث ارتفاع بالحرارة.

  • الحصبة:

مرض فيروسي شديد العدوى، ينتقل عن طريق العطاس أو السعال أو مخالطة شخص موبوء عن كثب أو مخالطة الإفرازات الصادرة عن أنفه أو حلقه بشكل مباشر، ويصيب معظم الأطفال ولو لمرة واحدة في حياتهم، وفيه ترتفع درجة حرارة الطفل المصاب بشكل طفيف لمدة ثلاثة أيام يعاني فيها من زكام شديد وسعال جاف واحمرار وحرقة بالعينين مع حساسية زائدة للضوء، ثم يظهر طفح جلدي أحمر اللون حاك قليلًا، يبدأ خلف الأذنين وعلى الصدغين والجبهة، ثم ينتشر على الوجه، ثم الجذع، وأخيرًا يغطي سائر الجسد والأطراف.

ويكون الطفح الجلدي بشكل بقع حمراء غير منتظمة ومتفرقة ومتباينة في الحجم، ومن المهم معرفة أعراضها وعزل الطفل المصاب.

  • الحصبة الألمانية (الحميرا):

هي عدوى حادة فيروسية، معدية، تنتقل بالرذاذ المحمول بالهواء عندما يسعل الشخص المصاب أو يعطس، كما يمكن أن تنتقل عن طريق الاحتكاك المباشر مع الشخص المريض، عن طريق لمس السوائل من فمه أو أنفه أو عينيه، أو عن طريق ملامسة أحد الأغراض التي علقت عليها قطرات صغيرة جدًا من هذه السوائل، ويتظاهر المرض بارتفاع حرارة يتلوه ألم والتهاب في العيون (التهاب الملتحمة)، وأعراض تشبه أعراض نزلة البرد (سيلان الأنف والتهاب الحلق)، مع تضخم الغدد اللمفاوية الواقعة خلف الأذنين وفي الناحية الخلفية للعنق، ويتميز بطفح جلدي يبدأ بالظهور على وجه المريض وعنقه قبل أن ينتشر إلى الجذع ثم الذراعين والساقين، ويكون على شكل بقع مسطحة حمراء قانية مائلة إلى الوردي، ويسبب الحكة.

  • الالتهاب الكبدي الوبائي (التهاب الكبد الفيروسي A):

يعتبر هذا المرض من أكثر الأمراض المسببة للأوبئة التي تنتشر بين طلاب المدارس، ينتقل الفيروس عبر الأطعمة أو المشروبات الملوثة بالفيروس عبر الأيدي، ولذلك يمكن أن تحدث العدوى في المدرسة عند تناول طعام لمسه طفل مصاب بالتهاب الكبد (أ) دون أن يغسل يديه بعد الخروج من المرحاض، أو استخدام مرحاض مشترك مع شخص مصاب دون غسل اليدين جيدًا بعد الخروج، ويتظاهر المرض بأعراض كأعراض الانفلونزا (تعب عام، قشعريرة، ارتفاع حرارة، غثيان)، مع إقياء وألم بطني ويرقان (اصفرار لون الجلد وبياض العين)، وبول غامق كلون الشاي وبراز فاتح اللون وقد تحدث حكة، ويجب أن يبقى الطفل في المنزل حتى يتم الشفاء وتعود التحاليل (أنزيمات الكبد) إلى المعدل الطبيعي.

  • الحمى التيفية (التيفوئيد):

وهي مرض معدٍ حاد، ينجم عن جرثومة السالمونيلا التيفية، وتحدث العدوى في المدارس نتيجة شرب الماء الملوث، أو تناول طعام ملوث بالجراثيم عن طريق الذباب، أو من اليد الملوثة إلى الفم عند لمس مرحاض ملوث وعدم غسل اليدين جيدًا بعد الخروج.
ويتظاهر المرض بارتفاع حرارة وخاصة في المساء والليل مع إقياء ونقص شهية وخمول وتعب وآلام معممة وآلام بطنية شديدة، وقد يحدث إمساك، وتورم واحمرار الأصابع عند الأطفال، وقد يصبح المريض طريح الفراش ويهدد المرض حياته إن لم يعالج بالشكل الصحيح.

كيف يمكن تخفيف العدوى بأمراض المدرسة

لا يمكن منع انتشار الأمراض بين تلاميذ وطلاب المدارس رغم كل ما يقوم به أولياء الأمور والإدارات التعليمية من إرشادات ونصائح للطلبة، إلا أن الالتزام ببعض التعليمات قد يخفف من شدة الانتشار:

  • المحافظة على النظافة الشخصية: من أكثر الأمور ضرورة، فلا يجوز تبادل الأغراض الشخصية كالألعاب، والأكواب، والملاعق، ومحارم تنظيف الأنف، وتعويد الطفل أن يغسل يديه بالماء والصابون قبل الأكل وبعده وبعد استخدام الحمام، والامتناع عن تناول الأغذية المكشوفة لأنها تكون عرضة للأتربة والحشرات.إبقاء الطفل في البيت إذا كان مريضًا: إذ إن طفلًا مريضًا واحدًا في المدرسة قد ينقل العدوى لكثير من زملائه، وتختلف الفترة اللازمة لإبقاء الطفل في البيت بحسب المرض.
  • التغذية السليمة: يجب الحرص على أن يكون النظام الغذائي للطفل صحيًا، بتناول الوجبات الثلاث صباحًا وظهرًا ومساء، وأن يحتوي الطعام على العناصر الغذائية بشكل متوازن، مع الإكثار من تناول الخضراوات لأنها تحتوي على مضادات الأكسدة، وهي مواد مضادة للسموم وتساعد في تقوية جهاز المناعة، وكذلك الحرص على تناول أنواع الفاكهة المتوفرة في الشتاء (كالحمضيات والكيوي (هذه الأنواع غنية بفيتامين “C” (والموز غني بالمغنيزيوم).
  • النوم والراحة الكافية: الحرص على أن ينال الطفل قسطًا كافيًا من الراحة والنوم، فهما ضروريان للنمو والتطور لدى الأطفال، كما أنهما يمكنان الجسم من تنظيف الأجهزة وتعزيز جهاز المناعة.
  • الاهتمام بإعطاء اللقاحات: يجب التأكد من تطعيم الأطفال ضد الأمراض التي من الممكن أن تصيبهم أو التي يصابون منها عن طريق العدوى.
  • الاهتمام بنظافة المدارس: يجب أن تكون القاعات مهواة بشكل جيد، وأن تنظف الحمامات بشكل دوري، وأن توفر المياه النظيفة الصالحة للشرب
  • الاهتمام بالصحة المدرسية: عن طريق التثقيف والتوعية الصحية للمعلمين والطلاب، وتعليم الأطفال السلوكيات الصحيحة للوقاية من العدوى، وكذلك الفحص الدوري للأطفال لاكتشاف الإصابات مبكرًا وعلاجها قبل انتشارها.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة