“الهلال” الحسكاوي.. تحديات مالية توقف فئة الرجال

tag icon ع ع ع

أعلن اتحاد كرة القدم السوري، في 2022، عن تأسيس نادٍ جديد في مدينة الحسكة، شمال شرقي سوريا، حمل اسم “الهلال”.

وبعد عامين وشهرين تقريبًا على تأسيس النادي، خرج رئيسه، محمود عموكة، بتصريحات صحفية تشير إلى مصاعب كثيرة يعيشها النادي على صعيد الفريق الأول لكرة القدم للرجال، وتحديات مالية، ما يشير إلى فشل التجربة في هذا المجال، عكس ما تظهره “إنجازات” كرة القدم النسائية في الفريق نفسه.

وعقب تأسيسه، نجح الهلال بالوصول إلى الدرجة الأولى في 2023، بعد فوزه في المباراة الفاصلة والمحددة لهوية المتأهل، وانتصاره على شرطة دير الزور.

النادي الذي كان قريبًا من التأهل والوصول إلى الدرجة الممتازة خلال الموسم الماضي، فشل في تحقيق الهدف، ما دفع إدارته لإلغاء نشاط كرة القدم للرجال بكافة فئاتها.

وقال عموكة في تصريحات نقلتها صحيفة “الوطن” المحلية، في 17 من أيلول الحالي، إن فشل تأهل الفريق خلق “كارثة حقيقية قلبت الموازين” وأصابت النادي بـ”الخيبة والخذلان والانكسار”.

وأدى فشل الفريق بالتأهل للدرجة الممتازة إلى توقف الدعم المادي، وفق عموكة، وبالتالي عدم قدرة الإدارة على دفع الأموال اللازمة ونفقات فرق الفئات السنية وكذلك فريق الرجال.

وخسر الهلال في المباراة التي حددت المتأهل بينه وبين الشرطة، بهدف وحيد في الذهاب، فيما تعادل دون أهداف في مباراة الإياب.

ومن غير المعروف ما الشركات الداعمة للنادي، لكن لديه ارتباطات بشركات تجارية محلية، إذ سبق وأعلن عن تقديم شركة “ريواز” للدعاية والإعلان (مقرها القامشلي)، درع شكر لفريق الناشئات بعد تحقيقه إحدى البطولات.

كما ترعى الشركة بطولة تدعى “ليغا آزادي” في المنطقة، وهي بطولة لكرة القدم للسباعيات (يتكون كل فريق من سبعة لاعبين).

ومع فشل فريق الرجال بالوصول إلى الدرجة الممتازة، بقي ضمن منافسات أندية الدرجة الأولى للرجال للمجموعة الشمالية، حيث سيلاقي نادي شرطة دير الزور، في 4 من تشرين الأول المقبل، كما سيلاقي لاحقًا فرق شرطة حماة وعفرين والجهاد والحوارث.

ومن غير المعروف إن كان النادي سيستمر بالمنافسات في ظل إعلان رئيسه صرف النظر نهائيًا عن التفكير بفريق الرجال وجميع الفئات العمرية الملحقة به، وانصباب اهتمامه على فريق السيدات.

ويعاني الهلال من غياب موارد مالية ثابتة ووجود ديون مالية كبيرة لم يذكر حجمها.

وقابل الفشل في الدوري وصول النادي إلى الدور الثالث من بطولة كأس الجمهورية، بعد تحقيقه مفاجأة بإقصاء نادي الكرامة، ثم خسر في الدور الثالث أمام الطليعة وخرج من البطولة.

وعادة ما تعتمد الأندية السورية على الداعمين ورجال الأعمال للحصول على الموارد المالية الأساسية، فيما تتبع بشكل كامل إلى الاتحاد الرياضي العام، واتحاد كرة القدم، وكلاهما يسيطر عليه النظام السوري دون أي استقلالية حقيقية لهما.

التركيز على السيدات

في مقابل فشل فريق الرجال بتحقيق “الإنجاز” الذي انتظرته الإدارة، كانت نتائج فريق السيدات معاكسة تمامًا، سواء على صعيد الفريق الأول أو على صعيد الفئات السنية.

نجح الفريق النسائي بتحقيق لقب الدوري للموسم الماضي، وانطبق الأمر نفسه على فئتي “الواعدات” و”الناشئات”، وأقام النادي، وفق ما نشره عبر صفحته في “فيس بوك” في تموز الماضي، استقبالًا رسميًا للفرق الفائزة.

وأقيمت خمس نسخ من بطولة دوري السيدات السوري، وبدأت في موسم 2019-2020، وحقق اللقب حينها نادي عامودا، تبعه نادي الخابور في الموسم التالي.

فيما نجح نادي فيروزة بالظفر بلقب النسختين الثالثة والرابعة للموسمين 2021-2022/ 2022-2023.

ومن المقرر أن يشارك الفريق الأول ضمن بطولة غرب آسيا لأندية السيدات.

ووفق ما أعلنه النادي، يشارك في البطولة إلى جانب أندية النصر والأهلي من السعودية، وأبو ظبي من الإمارات، ونجوم الرياضة من لبنان، ونفط الشمال العراقي، فيما يشارك من الأردن ناديان، هما الاتحاد والأرثوذكسي.

وأعلن النادي بشكل متتالٍ عن التعاقد مع لاعبات جديدات للمشاركة في البطولة، بينهن اللاعبة حياة ديوب وخناف الحسن.

وينشر النادي بشكل يومي تقريبًا صورًا لتدريبات اللاعبات عبر صفحته في “فيس بوك”.

قضية لانا إبراهيم

في ظل التخبط بقرارات النادي، والتأرجح بين النجاح والفشل، ظهرت قضية جديدة تزيد من مشكلاته، وهي قضية اللاعبة لانا إبراهيم، التي أعلن الهلال عن التعاقد معها استعدادًا للبطولة الآسيوية.

وقال النادي في منشور عبر صفحته في “فيس بوك”، في 26 من آب الماضي، إن اللاعبة أصبحت على لوائح الفريق لموسم 2024-2025، وستشارك في بطولة غرب آسيا.

وبعد حوالي ثلاثة أيام فقط أعلنت اللاعبة عبر حسابها الشخصي في “فيس بوك” إنهاء التعاقد مع النادي، مرجعة السبب لعدم قدرة النادي على الالتزام بالشروط الشخصية التي وضعتها، وأن الاتفاق مع الهلال كان اتفاقًا شفهيًا.

وتتمحور الشروط حول ضمان التوازن بين التزامها مع الفريق والتزامها الدراسي باعتبارها طالبة جامعية، فيما جاء القرار بعد التزامها بالتمارين اليومية الصباحية والمسائية لمدة 15 يومًا.

وسرعان ما رد الهلال عبر حسابه في “فيس بوك” قائلًا، إنه اتفق مع اللاعبة على تمثيله في الدوري والبطولة الآسيوية، على أن تلتزم بشكل كامل بالتمارين والمعسكرات المقررة دون غياب أو انقطاع، مع تعهد النادي مراعاة ظروفها الدراسية، على أن يكون ذلك بعد الانتهاء من بطولة غرب آسيا.

ومنح النادي لانا إبراهيم إجازة لـ10 أيام لتنسيق أمورها الدراسية ثم العودة إلى النادي، لكن الأخير “تفاجأ بإنهاء اللاعبة لعقدها” دون سابق علم من الإدارة، معتبرًا أن الإدارة ماضية بنهجها وعملها ولن تتوقف مسيرة الفريق على اسم بعينه.

وأسس النادي في مدينة الحسكة، التي تسيطر عليها “الإدارة الذاتية”، شمال شرقي سوريا، ولا يسيطر النظام السوري فيها سوى على بضعة أحياء ضمن “المربع الأمني”.

وتعتبر مشكلة ضعف الاهتمام الخدمي، وقلة التمويل، عامة في مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية”، إذ تعاني فرق كرة القدم في عموم شرق الفرات ضعف الاهتمام بدءًا من الحسكة ووصولًا إلى دير الزور شرقي سوريا.

ورغم الإهمال وقلة الدعم، يدفع حب المستديرة الكبار والصغار في السن لتنظيم دوريات كروية، ومباريات “سداسية” تحظى بإقبال جماهيري في المنطقة.

تتصدر كرة القدم هوايات السكان، إذ صارت الرياضة الوحيدة التي يقبل أبناء المنطقة على تنظيم دوريات لها في بلدات وقرى مختلفة، أو الالتحاق ببطولات في محافظات أخرى.

وتنظم في مناطق شمال شرقي سوريا بطولات دورية، وفي الكثير من الأحيان يكون الاتحاد الرياضي طرفًا في العملية التنظيمية، لكنه لا يقدم أي تسهيلات تصب في مصلحة اللاعبين أو الأندية الرياضية منذ سنوات، بحسب رياضيين ومدربين قابلتهم عنب بلدي سابقًا.

ويتعرض الاتحاد الرياضي في سوريا لاتهامات بفقدانه منظومة كرة القدم، وفشله في تحقيق نتائج إيجابية، واستخدامه الظروف الحالية في سوريا حجة لتبرير فشله، ونتائجه السلبية التي تكررت على مدار سنوات.

ووُجّهت العديد من الاتهامات لرأس الهرم في الاتحاد الرياضي، فراس معلا، بإقحام السياسة و”الوطنية” في الرياضة، الأمر الذي جعل العديد من الرياضيين والمدربين والقامات الرياضية خارج منظومة الرياضة في سوريا.

وتعتبر الرياضة في سوريا بعيدة عن أولويات النظام السوري، الذي يرى فيها مجرد أداة لتأكيد حضوره خارجيًا، حسب ملف أعدته عنب بلدي سابقًا، أشار إلى اتهامات بـ”الفساد والواسطة” للمنظومة الرياضية السورية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة