من قادة “قوة الرضوان” الذين قتلوا بهجوم بيروت
نعى “حزب الله” اللبناني قائدين عسكريين و14 مقاتلًا في صفوفه، قتلوا في القصف الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية في بيروت، الجمعة 20 من أيلول.
وأقرت قناة “المنار“، التابعة للحزب في البداية بمقتل القائد العسكري إبراهيم عقيل، الذي لعب دورًا أساسيًا في تطوير القدرات البشرية في الحزب، وتولى قيادة قوة “الرضوان” حتى مقتله.
وفي البيان التالي أعلن “حزب الله” مقتل قيادي آخر لديه في القصف الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية، وهو أحمد محمود وهبي.
عقب ذلك نشر الحزب سلسلة بيانات متتالية أعلن خلالها مقتل 14 عنصرًا في صفوفه مرفقة بصورهم وأسمائهم، لترتفع حصيلة القتلى في القصف على ضاحية بيروت الجنوبية إلى 16 قتيلًا.
إبراهيم عقيل شارك بمعارك سوريا
“حزب الله” تحدث في بيان عن القيادي إبراهيم عقيل الذي قُتل في هجوم الضاحية الجنوبية، وقال إنه من مواليد البقاع اللبناني عام 1962، ومن قادة العمليّات خلال التصدي للاجتياح الإسرائيلي لبيروت مطلع الثمانينات.
تولّى عقيل مسؤوليّة التدريب المركزي في “حزب الله” مطلع التسعينيات، ولعب دورًا أساسيًا في تطوير القدرات البشريّة في تشكيلات الحزب، ثم تولّى مسؤولية الأركان في الحزب منتصف التسعينيات.
في عام 1997 أصبح مسؤولًا عن وحدة عمليّات جبل عامل، وقاد بشكل مباشر العديد من العمليات النوعية خلال تلك الفترة.
أسس عقيل ركن العمليّات في “حزب الله”، وفي عام 2008 شغل موقع معاون الأمين العام للحزب لشؤون العمليّات وعُيِّن عضوًا في المجلس الجهادي.
أشرف على تأسيس وتطوير وقيادة قوة “الرضوان” التابعة للحرب حتى مقتله.
وأكد “حزب الله” أن “عقيل كان من كبار القادة الذين شاركوا في العمليات العسكرية في القصير والقلمون، وبقية المناطق السوريّة”.
وتسبب هذا التدخل بمقتل مئات المدنيين في سوريا، بحسب ما وثقته منظمات حقوقية محلية ودولية.
كما خطط وأشرف على قيادة العمليّات العسكرية لقوّة “الرضوان” على جبهة الإسناد اللبنانية منذ بداية معركة “طوفان الأقصى”.
بدوره قال الصحفي الإسرائيلي ومراسل موقع “إكسيوس”، باراك رافيد، إن إبراهيم عقيل هو القائد العسكري الأعلى لـ”حزب الله”، وكان مطلوبًا من قبل الولايات المتحدة لتورطه في تفجيرات السفارة الأمريكية وثكنات مشاة البحرية الأمريكية في بيروت عام 1983، بحسب ما ذكره عبر “إكس“.
كان موقع “مكافآت من أجل العدالة” التابع للحكومة الأمريكية، أعلن عن مكافأة مالية تصل إلى سبعة ملايين دولار، لمن يقدم معلومات عن القيادي إبراهيم عقيل.
عقيل المعروف أيضًا باسم تحسين، يعمل في منظمة “الجهاد الإسلامي”، أعلى هيئة عسكرية في “حزب الله”، التي أعلنت مسؤوليتها عن التفجيرات التي أسفرت عن مقتل 63 شخصًا في السفارة الأمريكية في بيروت في نيسان عام 1983، ومقتل 241 جنديًا أمريكيًا في ثكنات مشاة البحرية الأمريكية في تشرين الأول 1983.
كما أن عقيل هو الشخص المسؤول عن احتجاز مواطنين أمريكيين وألمان كرهائن في لبنان في الثمانينات وإبقائهم هناك، بحسب الحكومة الأمريكية.
في 21 من تموز 2015، قررت وزارة الخزانة الأمريكية أن عقيل كان يتصرف نيابة عن “حزب الله”، وفي 10 من أيلول 2019 صنّفته الخارجية الأمريكية على أنه إرهابي عالمي.
من القيادي أحمد وهبي؟
في بيان آخرى نعى “حزب الله” القيادي أحمد محمود وهبي، الملقب بـ “الحاج أبو حسين سمير”، وهو من بلدة عدلون في جنوب لبنان عام 1964.
يعد أحمد وهبي من أهم قادة “حزب الله” العسكريين الذين لعبوا دورًا كبيرًا خلال التصعيد بين الحزب وإسرائيل منذ تشرين الأول الماضي.
التحق وهبي بصفوف “حزب الله” منذ تأسيسه في بداية ثمانينيات القرن الماضي، واستلم العديد من “المسؤوليات القيادية” في وحدة التدريب المركزي التابعة للحزب حتى عام 2007.
ثم تولّى وهبي التدريب في “قوة الرضوان” حتى عام 2012، وبعدها استلم مسؤولية وحدة التدريب المركزي حتى 2014، حيث “لعب دورًا أساسيًا في تطوير القدرات البشرية بمختلف تشكيلات حزب الله المسلحة”.
وكان وهبي من قادة “حزب الله” الذين شاركوا في الصراع السوري، دعمًا للنظام السوري.
كما قاد العمليات العسكرية لقوة “الرضوان” في جنوب لبنان منذ تشرين الأول 2023، بعد اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة “حماس” في غزة، حتى مطلع العام الحالي، ليعاود لاحقًا تسلم قيادة وحدة التدريب المركزي، بعد مصرع قائدها وسام الطويل.
ما قوة الرضوان؟
في السياق ذاته، قال مسؤول إسرائيلي لموقع “إكسيوس” الأمريكي، إن تل أبيب قتلت كامل القيادة العليا في قوة “الرضوان”، وعددهم نحو 20 قائدًا، خلال الغارة على الضاحية الجنوبية.
وأضاف المسؤول الإسرائيلي، أن إسرائيل لم تبلغ الولايات المتحدة مسبقًا بالهجوم الذي وقع في بيروت الجمعة، لكنها أطلعت كبار المسؤولين الأمريكيين على الأمر فور تنفيذه.
نشأت “قوة الرضوان” بعد الحرب الإسرائيلية في لبنان سنة 2006، وتعرف أيضًا بقوات الحاج “رضوان”، وتوصف بأنها “قوات النخبة” في “حزب الله”.
وحملت الحركة الاسم الحركي لمؤسسها عماد مغنية بعد اغتياله عام 2008.
شاركت “قوة الرضوان” في تدريبات عسكرية علنية جرت في أيار 2023، تحاكي من خلالها عمليات التسلل إلى إسرائيل.
تمتلك “قوة الرضوان” ترسانة من الصواريخ وغيرها من الأسلحة، وتضم في صفوفها بضعة آلاف من المقاتلين.
من أبرز مهام “قوة الرضوان” التسلل إلى إسرائيل وخاصة المستوطنات في الشمال، وتخشى أوساط إسرائيلية من أن هذه القوة قد تجتاح الجليل شمال إسرائيل في حال وقوع حرب شاملة.
تعتبر “الرضوان” القوة الهجومية الأبرز لـ”حزب الله”، وعناصرها مدرّبون على الاقتحامات بما في ذلك التوغل عبر الحدود.
ويشارك هؤلاء منذ أشهر في الهجمات على إسرائيل التي تتم من خلال راجمات الصواريخ والصواريخ المضادة للدروع والمسيّرات.
تضم هذه الوحدة الخاصة مقاتلين من ذوي الخبرة حارب بعضهم خارج لبنان، وغالبًا ما يكونون في الخطوط الأمامية.
ووسط الحديث عن مقتل 20 قياديًا في قوة “الرضوان” بالقصف على الضاحية الجنوبية، ينضمون إلى قائمة القادة الذين قتلتهم إسرائيل مسبقًا، وكان من أبرزهم وسام الطويل القائد الميداني، الذي قُتل مطلع العام باستهداف سيارته في جنوب لبنان.
وكان المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي، أفخاي أدرعي، قال عبر منصة “إكس“ أمس، إن الجيش الإسرائيلي شنّ غارة دقيقة في منطقة بيروت، مضيفًا، “في هذه المرحلة لم يطرأ أي تغيير على تعليمات الجبهة الداخلية”.
وأفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” (اللبنانية الرسمية) أن طائرة حربية من نوع “F35” قصفت بأربعة صواريخ، مبنى سكنيًا في منطقة الجاموس في الضاحية الجنوبية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :