درعا – حليم محمد
خصصت مديرية الاتصالات في محافظة درعا بوابات إنترنت جديدة لبلدة تل شهاب في ريف درعا الغربي، تبع ذلك مطالبة إدارة مقسم الهاتف وجهاء البلدة بجمع 50 ألف ليرة سورية (3.4 دولار أمريكي) من كل مشترك، مقابل توسعة جديدة للمشتركين في بوابات الإنترنت.
ولاقى فرض المبلغ معارضة من بعض السكان الذين اعتبروا أن من واجب الجهات المسؤولة تحمل التكلفة أو على الأقل يجب أن يدفع المستفيدون الجدد المبلغ، بينما اعتبر آخرون أن المبلغ زهيد مقابل وصول خط الهاتف إلى المنزل.
السبب في طلب المبلغ، وفق وجهاء، هو حوادث السرقة المتكررة للكوابل المغذية للشبكة، وخروج بعض الأحياء عن الخدمة، والعمل لشراء كوابل جديدة.
ضغط ونداء أخير
قال أحد وجهاء البلدة لعنب بلدي، إن إدارة المقسم حددت هذا المبلغ لشراء كوابل بديلة عن التي سرقت، وكذلك شراء بطارية “ليثيوم” لتأمين ساعات تشغيل إضافية، خاصة في الليل، إذ يعمل المقسم نهارًا على الطاقة الشمسية.
وأضاف المصدر أن تغريم المشتركين بهذا المبلغ هو “نوع من العقوبة” للضغط على المجتمع لحماية خطوط الهاتف من السرقة، لافتًا إلى أن تكلفة مشروع شراء الكوابل تبلغ 500 مليون ليرة سورية (34 ألف دولار)، ستتحملها مديرية الاتصالات باستثناء 50 مليون ليرة من المفترض جمعها من المشتركين.
صفحة “تل شهاب ديرة هلي” على “فيس بوك”، وهي صفحة محلية تنقل أخبار البلدة، نشرت ما أسمته “النداء الأخير”، وهو موجه من إدارة المقسم لمشتركي بوابات الإنترنت، وذكرت أن الشركة العامة للاتصالات في درعا أوقفت تركيب البوابات، وحددت تاريخ 18 من أيلول الحالي آخر مهلة لتسلم المبلغ المحدد.
وأضافت أن البوابات المخصصة للمشتركين الجدد ستباع للقطاع الخاص بالمزاد العلني، في حين أكد مدير فرع الاتصالات في درعا لموقع “غلوبال” المحلي، أحمد الحريري، تركيب 832 بوابة إنترنت لمقسم تل شهاب في تموز الماضي.
بين مؤيد ومعارض
أبدى محمد (22 عامًا) من سكان البلدة ولديه بوابة إنترنت رفضه دفع المبلغ، وقال إن الدفع يجب أن يقع على عاتق المستفيدين الجدد، كون الكوابل المراد تركيبها تخدم قطاعهم.
ويعمل محمد بأعمال المياومة الزراعية بأجرة تصل إلى 30 ألف ليرة سورية، أي أنه يحتاج إلى دفع أجرة عمل يومين لتسديد هذه “الإتاوة”، على حد وصفه.
في حين قالت خديجة العلي، وهي من سكان البلدة، إن المبلغ زهيد مقارنة بالخدمة التي سيقدمها، وأضافت أن أسرتها دفعت المبلغ منذ تعميم الوجهاء على وسائل التواصل الاجتماعي بالدفع.
وذكرت أن الخدمة تخفف على أسرتها عبء شراء الإنترنت الفضائي أو الإنترنت السوري أو الأردني، إذ لا تقل تكلفة الشهر الواحد عن 300 ألف ليرة سورية (20 دولارًا) في أي من هذه الوسائل، بينما لا تتعدى أجور إنترنت البوابات 30 ألف ليرة سورية.
وفي 28 من آب الماضي، رفعت الهيئة الناظمة للاتصالات والبريد التابعة لوزارة الاتصالات السورية أجور الخدمات الهاتفية الثابتة والإنترنت الثابت بنسبة زيادة ما بين 30% إلى 35%.
حملات مشابهة
أطلق وجهاء مدينة طفس، في آب الماضي، حملة مشابهة في مدينتهم لشراء بطاريات “ليثيوم” لتأمين تشغيل مستمر لتغطية الإنترنت على مدار الساعة، وعدم اقتصارها على ساعات النهار، وخاصة بعد تزويد البريد في المدينة بمنظومة الطاقة الشمسية.
وحدد الوجهاء مبلغ 100 ألف ليرة سورية (6.8 دولار) عن كل مشترك، وبعد جمع المبلغ استطاعت إدارة البريد شراء البطاريات.
وبحسب صفحة “طفس الحبيبة” المحلية، فإن الأولوية في تركيب بوابات متصلة بكهرباء بطاريات “الليثيوم” ستكون للمشتركين الذين دفعوا المبلغ المحدد.
سرقة متكررة للكوابل
بعد سيطرة النظام السوري على محافظة درعا عام 2018، استأنف مقسم تل شهاب العمل في خدمة الإنترنت بعد إجراء صيانة امتدت لعامين، إلا أن الكوابل الرئيسية والفرعية التي تغذي البوابات تعرضت للسرقة أكثر من مرة من قبل لصوص طمعًا بمادة النحاس.
وشملت السرقات معظم كوابل الهواتف حتى في مدينة درعا معقل قوات النظام السوري، إذ سرق مجهولون، في 30 من آب الماضي، الكوابل الرئيسة قرب مديرية التربية في المدينة، ما سبب انقطاع الخدمة عن أكثر من 2400 مشترك.
وفي كانون الثاني من عام 2022، أقدم مجهولون على سرقة الكابل الرئيس لمركز هاتف مدينة درعا، ما حرم 4000 مشترك من الخدمة.
وشهدت تل شهاب سرقات متكررة للكوابل المغذية للأحياء، كما تعرض الكابل الرئيس الرابط بين المقسم ومركز بريد درعا للسرقة في بلدة اليادودة عام 2021.
وهددت مديرية الاتصالات في درعا بقطع الخدمة عن بلدة تل شهاب في حال استمرت سرقة الكوابل في البلدة.