قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن النظام السوري لديه ما يقدمه فيما يتعلق بالإفراج عن الصحفي الأمريكي المعتقل في سوريا منذ سنوات، أوستن تايس.
وجاء في مؤتمر صحفي للمتحدث باسم الوزارة ماثيو ميلر، الخميس 19 من أيلول، خلال إجابته على أسئلة الصحفيين، أن واشنطن تعلم أن النظام السوري احتجز أوستن تايس، مشيرًا إلى أن بلاده عرضت مرارًا وتكرارًا إيجاد طريقة لإعادته إلى أمريكا.
وقال ميلر، “نعتقد أيضًا أن الحكومة السورية يمكن أن تساعد في إنهاء أسر أوستن وتقديم تقرير ليس فقط عن مكان وجوده ولكن أيضًا عن مصير الأمريكيين الآخرين الذين فقدوا في سوريا”.
وأضاف أن قضية أوستن تايس، والأمريكيين المحتجزين في سوريا هي “شيء شخصي للغاية”، ليس فقط بالنسبة لوزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، بل للرئيس الأمريكي، جو بايدن.
ووفق ميلر، ستواصل الولايات المتحدة العمل في هذا الشأن على مدار الساعة.
ولم يعلّق المتحدث باسم الخارجية الأمريكية على تفاصيل العروض التي قدمتها واشنطن للنظام السوري للإفراج عن تايس.
اقرأ أيضًا: أمريكا تطالب الدول المطبّعة مع النظام بإثارة قضية أوستن تايس
تايس، هو جندي سابق في البحرية الأمريكية ومصوّر صحفي، اختار السفر إلى سوريا لنقل الأخبار إلى وسائل الإعلام الأمريكية، ومنها “سي بي إس”، و”واشنطن بوست”.
اعتقل عند حاجز خارج دمشق في 13 من آب 2012، وأخبر مصدر خاص عنب بلدي في وقت سابق، أن تايس التقى قبل اختفائه بمجموعة من الناشطين المدنيين وعناصر من “الجيش الحر” في مدينة داريا، جنوبي دمشق، وأجرى معهم لقاء حصريًا، وجهز تقريره، ثم أوصله العناصر إلى خارج المدينة، وانقطعت أخباره عقب ذلك.
وظهر في تسجيل مصور بعد شهر من اختفائه، وهو مكبل اليدين ومعصوب العينين، برفقة رجل مسلح.
وسبق أن أجرت الولايات المتحدة محادثات مباشرة مع النظام السوري، وفق ما ذكرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية عام 2023.
ليس الوحيد
تايس ليس المعتقل الوحيد في سجون النظام السوري، إذ يوجد أجانب آخرون، بينما أُعلن عن مقتل آخرين تحت التعذيب في سجون النظام السوري.
وفي حزيران الماضي، أكدت وزارة الخارجية الأمريكية نبأ “وفاة” المواطن السوري- الأمريكي مجد كم ألماز في معتقلات النظام، بعد اختفائه في دمشق قبل سبع سنوات.
وجاء التأكيد الأمريكي بعد نحو شهر من حديث وكالة “أسوشيتد برس” وصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكيتين، عن أن المواطن الأمريكي الطبيب مجد كم ألماز توفي داخل سجون النظام، بعد اختفائه في دمشق قبل سبع سنوات.
وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في 12 من حزيران الماضي، “اليوم نكرم مجد كم ألماز، الأمريكي الذي توفي أثناء احتجازه في سوريا”، ورفعت الإدارة الأميركية علم “الرهائن والمعتقل غير المشروع” فوق مباني البيت الأبيض ووزارة الخارجية ومقر الكونغرس (الكابيتول) ووزارة الدفاع (البنتاغون).
وفي آب 2019، أفرج النظام عن مواطن كندي كان معتقلًا لديه، منذ كانون الأول 2018، بوساطة المدير العام للأمن العام اللبناني، اللواء عباس إبراهيم.
وأسهم إبراهيم، في تموز 2019، بوساطة مماثلة، بإطلاق سراح السائح الأمريكي سام غودوين، 30 عامًا، بعد شهرين من احتجازه في سوريا.
وسبق للنظام أن أعدم ليلى شويكاني وهي مهندسة معلوماتية، تحمل الجنسيتين السورية والأمريكية، كانت تبلغ من العمر 26 عامًا في 28 من كانون الأول 2016، إذ أُبلغت عائلتها بخبر وفاتها في تشرين الثاني 2018، بعد محاكمة استغرقت “30 ثانية” بتهمة التخطيط لاغتيال شخصيات من الحكومة السورية.
بحسب تقريرها السنوي الثاني الذي نشرته، في 25 من آذار الماضي، مؤسسة “جيمس دبليو فولي” وهي مؤسسة تحمل اسم صحفي قُتل في سوريا في 2014، تنشط في مساعي الإفراج عن الرهائن، قُتل في سوريا أربعة أمريكيين في 2011 و2012، بينهم صحفيون.