شهدت عدة مناطق في لبنان، ولا سيما الضاحية الجنوبية في بيروت، موجة تفجيرات، الأربعاء 18 من أيلول، طالت أجهزة اتصال لاسلكية من نوع “آيكوم” اليابانية، ما أثار التساؤلات حول طبيعة تلك الأجهزة.
وأظهرت صور لأجهزة الاتصال التي انفجرت لوحة داخلية كُتب عليها “آيكوم” و”صنع في اليابان”، وتسببت التفجيرات التي طالت تلك الأجهزة بمقتل 20 شخصًا واصابة 450 آخرين في لبنان، بينهم 12 من عناصر “حزب الله”.
جاء ذلك بعد يوم واحد من مقتل 14 شخصًا، بينهم تسعة من عناصر “حزب الله”، وإصابة أكثر من 3000 آخرين بانفجارات أجهزة “بيجر” التي يستخدمها عناصر “حزب الله” في عدة مناطق في لبنان وسوريا.
يابانية الأصل
تأسست شركة “آيكوم” عام 1954 ومقرها مدينة أوساكا اليابانية، وهي شركة مصنعة لمنتجات الاتصالات اللاسلكية، تنتج أجهزة استقبال الاتصالات بما في ذلك أجهزة الراديو للهواة، وأجهزة الراديو البحرية والجوية، ومنتجات الملاحة، وفق ما ذكرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.
الشركة تبيع منتجاتها في أكثر من 80 دولة حول العالم، ولها فروع في الولايات المتحدة وأستراليا وألمانيا وإسبانيا والصين.
وهيمنت شركة “آيكوم” على سوق أجهزة الراديو المحمولة للاتصالات الجوية، إذ تتيح للطيارين البقاء على اتصال مع برج المراقبة وتنفيذ مهامهم من دون الحاجة لتشغيل المحرك.
كذلك، تعد أجهزة الراديو المثبتة داخل الطائرات من تخصصات “آيكوم”، حيث تتميز أحدث إصداراتها بسهولة الاستخدام والتكنولوجيا المتقدمة.
الجهاز الذي انفجر بيد عناصر “حزب الله” يسمى “ووكي توكي” وهو من طراز “V82” ويعد من أفضل إصدارات “آيكوم” من حيث الدقة وقوة الإرسال
يحتوي كل هاتف على جهاز إرسال واستقبال مزود ببطارية وهوائي، حيث يرسل الجهاز الرسائل الصوتية بشكل فوري عبر موجات الراديو طويلة المدى.
بطارية هاتف “آيكوم” كبيرة الحجم ما ساعد على وضع متفجرات داخلها، وفق صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.
أجهزة مزيفة
عقب الجدل الذي حدث جراء انفجار أجهزة “آيكوم” بيد عناصر من “حزب الله”، قالت شركة “آيكوم” اليابانية في بيان رسمي عبر موقعها اليوم، الخميس 19 من أيلول، إن إنتاج أجهزة الاتصالات اللاسلكية من الطراز الذي يحمل اسمها متوقف منذ عشر سنوات.
وأضافت الشركة اليابانية، “آيكوم هو جهاز لاسلكي محمول تم إنتاجه وتصديره إلى الشرق الأوسط من عام 2004 إلى 2014، وتوقف إنتاجه منذ حوالي عشر سنوات، ومنذ ذلك الحين لم يتم شحنه من مصنعنا في في واكاياما باليابان”.
وتابعت “آيكوم”، “تم أيضًا إيقاف إنتاج البطاريات اللازمة لتشغيل الوحدة الرئيسة، لذلك ليس من الممكن تأكيد ما إذا كان المنتج قد تم شحنه من شركتنا”.
وأكدت أنها تبيع المنتج إلى الأسواق الخارجية من خلال موزعين معتمدين، ولا تصنع منتجاتها في الخارج.
بدوره، أكد المسؤول التنفيذي للمبيعات في فرع شركة “آيكوم” بالولايات المتحدة، راي نوفاك، لوكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية”، أن الأجهزة المنفجرة تبدو وكأنها منتج مقلد وليست من صنع شركة “آيكوم”.
وقال نوفاك، “أستطيع أن أؤكد لكم أن هذه الأجهزة ليست من منتجاتنا”.
كما أوضح نوفاك أن “آيكوم” قدمت نموذج “V82” من أجهزة الراديو ذات الاتجاهين منذ أكثر من عقدين، وتم إيقاف إنتاجها منذ فترة طويلة.
تفخيخ الأجهزة
ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن إسرائيل زرعت كميات صغيرة من المتفجرات داخل الأجهزة التي اشتراها “حزب الله”.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين وآخرين مطلعين على العملية، أن المتفجرات أخفيت بجوار البطارية في كل جهاز، وضُمنت مفاتيح يمكن تفعيلها من أجل التفجير عن بعد.
وأضافت أن وزن المتفجرات تراوح بين أونصة واثنتين (حوالي 28 إلى 57 غرامًا)، وبدأت الانفجارات بعد إرسال رسالة إلى الأجهزة بدت وكأنها من قيادة الحزب، وهو ما فعّل الشحنة المتفجرة.
وقال ميكو هيبونين، وهو متخصص في الأبحاث بشركة البرمجيات “WithSecure” ومستشار الجرائم الإلكترونية في “اليوروبول”، إنه “من المرجح أن تكون هذه الأجهزة قد تم تعديلها بطريقة ما للتسبب في هذا النوع من الانفجارات”، في إشارة إلى أن حجم وقوة الانفجار لم يكن بسبب البطارية فقط، وفق “نيويورك تايمز”
ولم تعلن إسرائيل، التي نادرًا ما تعلق على عملياتها الاستخباراتية في الخارج، مسؤوليتها عن الهجمات أو تنفها.