قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إن بعض المناطق التي تعاني من مشكلات في سوريا تحتاج إلى إدارة قبل تطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا.
وتساءل الوزير التركي، “لماذا يوجد ملايين اللاجئين السوريين في الخارج؟ إن الحكومة التي لديها مشكلات مع شعبها ومع المعارضة أنتجت ملايين اللاجئين، وجاء إلى تركيا أكثر من ثلاثة ملايين، ويعيش خمسة ملايين في مناطق تنشط فيها تركيا وأصدقاء تركيا في سوريا”.
وبيّن فيدان خلال مقابلة مع وكالة “الأناضول” التركية اليوم، الأربعاء 19 من أيلول، أنه لو لم تتم إقامة النظام في شمال غربي سوريا لجاء خمسة ملايين شخص إصافي إلى تركيا، معللًا بقاء القوات التركية في شمال غربي سوريا بوجود خمسة ملايين شخص في المنطقة، لافتًا إلى أن “هناك من لا يشعر بالأمان في علاقاته مع النظام”.
كما شدد على أنه لا يمكن عزل مخاوف تركيا بشأن المزيد من الهجرة ما لم تؤسس هذه الكتلة علاقة سلام وثقة مع النظام، “لا يوجد نظام يمنع المزيد من اللاجئين من القدوم إلى تركيا طوعًا، ناهيك بالوضع الحالي”.
وتابع موجهًا الحديث للنظام السوري، “نقول دائمًا ما نوع النظام الذي ستنشئه مع المعارضة؟ وكيف ستصنع السلام مع شعبك؟ مع الملايين؟ هذا هو المكان الذي يجب التركيز عليه”.
في السياق نفسه، بيّن فيدان أن تركيا تستطيع الحديث عن قضية اللاجئين ومكافحة الإرهاب بسهولة بالغة، وهي متأكدة مما تريد، وأشار إلى أن تركيا تحاول منع المشكلة من التفاقم والتأكد من أنه لن تكون هناك صراعات، وأن المزيد من الناس لن يموتوا ولن يتحولوا إلى لاجئين، مع مواصلة الحرب على “الإرهاب”.
حل بالطريقة التركية
في سياق آخر، أوضح وزير الخارجية التركي أن ثلث سوريا “تحتله وحدات حماية الشعب الكردية” (YPG) التي ترى فيها أنقرة امتدادًا لـ”حزب العمال الكردستاني” (PKK) المدعوم أمريكيًا، مع الإشارة إلى غنى المنطقة بالثروات الطبيعية التي ستكون ذات فائدة كبيرة لسوريا.
وقال فيدان، “أعتقد أنه إذا كان هناك حل بالطريقة التي تريدها تركيا، فإن سوريا ستكون قادرة على حل جميع المشكلات الأخرى بسهولة أكبر”.
ووفق ما ذكرته شكبة “BBC TURKCE”، فإن فيدان عقد لقاء مع السفير الأمريكي السابق في أنقرة، جون باس، وتبادلا وجهات النظر حول عملية التطبيع التركية المحتملة مع النظام السوري، وحول حل يأخذ المخاوف الأمنية التركية في سوريا بعين الاعتبار.
وتتوقع تركيا من الولايات المتحدة إنهاء دعمها لـ”وحدات حماية الشعب” التي ترى فيها واشنطن منذ 2015 شريكًا محليًا يقدّم الدعم في القتال ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، بينما تصنف تركيا هذه “الوحدات” كـ”منظمة إرهابية”.