دير الزور.. هدوء بعد توتر عشائري بالشحيل

  • 2024/09/19
  • 2:29 م
مدخل بلدة الشحيل بريف دير الزور الشرقي (نورث برس)

مدخل بلدة الشحيل بريف دير الزور الشرقي (نورث برس)

عاد الهدوء إلى بلدة الشحيل بدير الزور تدريجيًا مساء الأربعاء 18 من أيلول، بعد مرور يومين على اندلاع اقتتال عشائري في البلدة أسفر عن قتلى وجرحى.

وأفاد مراسل عنب بلدي في دير الزور أن السوق التجاري والطرقات الرئيسة في البلدة فتحت اليوم، الخميس 19 من أيلول، بعد مرور ساعات على نهاية المواجهات.

واندلع الاقتتال بين أفراد من عشيرة  “البوجامل” من قبيلة “العكيدات” إثر خلاف بين عائلتين ينتمون للعشرة نفسها.

وأسفرت المواجهات المسلحة بين الجانبين عن مقتل شاب برصاص طائش، ما زاد الخلاف تعقيدًا، في حين لم تتدخل أي قوة عسكرية لفض النزاع، في المنطقة التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).

ومنذ اندلاع المواجهات، صباح الثلاثاء 17 من أيلول، ناشد أهالٍ من المنطقة شيوخ ووجهاء القبائل الآخرى مثل “القرعان، البكير، الشعيطات، البو عزالدين، المشاهدة” للتدخل وإيقاف المواجهت بعد استخدام الأسلحة الثقيلة والصاروخية بين الأحياء السكنية.

ولم تتدخل “قسد” لإيقاف الاقتتال، في حين تدخل وجهاء عشائر من محافظة دير الزور، ما أوقف المواجهات، وفق تسجيلات مصورة تداولتها حسابات إخبارية محلية عبر “فيس بوك”، وما أكده مراسل عنب بلدي في المنطقة.

ماذا حدث

جهاد سلمان من أبناء بلدة الشحيل قال لعنب بلدي، إن خلافًا لم تتضح أسبابه نشب بين أبناء العمومة من عائلة الحمد، انتهى بمقتل ابن مختار البلدة، ما حول المشكلة لقصية ثأر بين العائلتين.

ومع اشتداد المواجهات، أخلت عائلة حبيب الحمد منازل أفرادها، وغادر معظم أبنائها خوفًا من هجوم انتقامي على منازلهم.

وبعد دفن جثة القتيل، هاجمت عائلته منازل عائلة الحمد، وأحرق أفرادها 12 منزلًا فارغًا، مشيرًا إلى أن القوات العسكرية التابعة لـ”قسد” والمنتشرة في المنطقة لم تتدخل.

ووفق جهاد، حاول العديد من شيوخ العشائر والوجهاء التدخل لوقف الاقتتال على مدار اليومين الماضيين، دون جدوى.

ومع نهاية أمس الأربعاء، دخل وجهاء المنطقة كقوات فصل بين الأطراف، وتمكنوا من إيقاف الاشتباكات المسلحة التي استخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة الخفيفية والمتوسطة.

“قسد” لا تتدخل

منذ سيطرتها على ريف دير الزور على حساب تنظيم “الدولة الإسلامية” عام 2019، تكررت الخلافات العشائرية في المنطقة، ولم تسجل قسد أي حضور لفض النزاعات بالرغم من وجود مكتب “الصلح” التابع بها، والمتخصص بفض النزاعات.

وكان اقتتال عشائري نشب، في تموز الماضي، غربي دير الزور في بلدة حوايج بو مصعة، أسفر عن مقتل شخص وإصابة خمسة آخرين، ولم تتدخل أي قوات عسكرية لإيقاف الاقتتال، إذ نأت “قسد” بنفسها.

وفي 23 من أيار 2020، وقع اقتتال في دير الزور بين أبناء عشيرتي “البوفريو” و”البكير”، أدى إلى مقتل 10 أشخاص من العشيرتين، على خلفية ثأر قديم بين الطرفين، دون أي دور لسلطات المنطقة في إنهائه.

وتشكل القبائل العربية أغلبية التعداد السكاني شرقي سوريا، وتنتشر على طول نهر “الفرات”، وفي الجزيرة السورية ومدن ومناطق أخرى من سوريا، لكن على الرغم من هذا الانتشار، فإنهم لا ينضوون تحت تنظيم عسكري أو زعامة واحدة، إذ تفرق رأيهم خلال السنوات الماضية.

وتُعتبر الخلافات وقضايا الثأر وغيرها مقومات تؤدي إلى الاقتتال العشائري الذي تكرر في مناطق وجود القبائل العربية وخاصة في المنطقة الشرقية بسوريا.

تتبع “قسد” في أغلب الاقتتالات العشائرية سياسة النأي بالنفس، إذ تمثل هذه العشائر مراكز قوة قد تكون منافسًا مستقبليًا لـ”قسد” على المنطقة، وفق ما قاله الباحث المتخصص بشؤون شمال شرقي سوريا في مركز “جسور للدراسات” أنس شواخ، في حديث سابق لعنب بلدي.

مقالات متعلقة

  1. اشتباكات تخلف قتلى إثر خلاف عشائري شرقي دير الزور
  2. مناشدات لإيقافه.. اقتتال عشائري في دير الزور يوقع قتلى وجرحى
  3. منظمات تطلق مشروعًا لفض النزاعات العشائرية في دير الزور
  4. دير الزور.. المعارك تستمر على أطراف بلدة ذيبان

سوريا

المزيد من سوريا