قال السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، ديمتري بيسكوف، إن “الكرملين” ليست لديه معلومات تفيد بأن أوكرانيا تدرب مقاتلين في شمال غربي سوريا لفتح جبهة ثانية ضد روسيا.
ونقلت وكالة “إنترفاكس” الروسية، الأربعاء 18 من أيلول، عن بيسكوف قوله، “ليس لدي معلومات محددة ولا أستطيع أن أقول أي شيء”.
وجاء تصريح بيسكوف بعد نشر وسائل إعلام روسية خلال الأيام الماضية أخبارًا عن تلقي “هيئة تحرير الشام” العاملة في إدلب عرضًا أوكرانيًا بمنحها 250 طائرة مسيرة مقابل إفراج “تحرير الشام” عن مقاتلين أجانب (من الشيشان وجورجيا) من سجونها، والسماح لهم ولمقاتلين آخرين بالانتقال إلى أوكرانيا للمشاركة بقتال الروس.
“تحرير الشام” نفت لعنب بلدي عبر مراسلة إلكترونية ما نشرته وسائل الإعلام الروسية.
وجاء في رد “تحرير الشام”، “نؤكد أن المعلومات الواردة في التقارير المذكورة ليس لها أي صحة وتحتوي عدة مغالطات، حيث إن هيئة تحرير الشام لا يوجد لها سجون خاصة، والسجون في المنطقة تتبع للمؤسسات الحكومية حصرًا (حكومة الإنقاذ)”، كما نفت وجود معتقلين لديها من الشيشان وجورجيا.
ما أصل المعلومات
ركزت وسائل الإعلام الروسية خلال الأيام الماضية على وجود تواصل بين أوكرانيا و “تحرير الشام” لإطلاق سراح مقاتلين شيشان وجورجيين، مقابل منح “تحرير الشام” طائرات مسيّرة.
وكانت “تحرير الشام” اعتقلت خلال السنوات الماضية عددًا من المقاتلين الأجانب، منهم شيشانيون.
أصل معلومات وسائل الإعلام الروسية هي صحيفة “أيدنليك” التركية، التي نشرت تقريرين حول الموضوع، الأول في 10 من أيلول الحالي والثاني في 14 من الشهر نفسه.
الصحيفة ترفع شعار “العمل، الشرف، الوطن”، وهي مقربة من حزب “الوطن”، المعروف بمواقفه القريبة من روسيا، واعتراضه على السياسات التركية القريبة من “الناتو”، وكان له دور في إصلاح العلاقات بين تركيا وروسيا عندما أسقطت تركيا طائرة روسية في سوريا عام 2015.
التقرير الأول، جاء فيه أن أوكرانيا تواصلت مع “تحرير الشام”، بهدف إطلاق سراح المقاتلين الشيشان والجورجيين المحتجزين لدى “الهيئة”، مقابل منح “تحرير الشام” 75 طائرة مسيرة.
الطلب الأوكراني كان مرتبطًا على وجه الخصوص بإطلاق سراح القيادي الشهير عمر الشيشاني والملقب بـ”مسلم الشيشاني” إلى جانب مقاتلين آخرين.
التقرير الثاني، نشرت فيه الصحيفة صورة ادعت أنها التقطت في إدلب في 18 من حزيران الماضي، للقاء أحد قياديي “تحرير الشام” يدعى هيثم عمري مع وفد أوكراني.
الصورة أظهرت شخصين مجهولين يتحدثان وهما واقفان على رصيف، دون وجود أي إشارة تدل على مكان وجودهما، ودون حراسة.
“تحرير الشام” معروفة باتخاذها إجراءات أمنية متعددة في اجتماعات قيادتها خاصة فيما يتعلق بمكان الاجتماع، ما يعني صعوبة الوصول إلى صور أو فيديوهات لاجتماعات على مستوى استخباراتي كهذا.
الصحيفة التركية أشارت في تقريرها الثاني إلى أن تقريرها الأول أحدث أثرًا في روسيا، بعد تعليق المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، ووزير الخارجية، سيرغي لافروف، حول وجود علاقة بين كييف بـ”تحرير الشام”.
روسيا تعلق
بعد ساعات من التقرير الأول، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن أوكرانيا اجتذبت منذ فترة طويلة “مسلحين” لتنفيذ هجمات ضد الروس، مشيرة إلى أنها نسّقت أيضًا مع “تحرير الشام” للغرض نفسه.
وأضافت زاخاروفا، عبر حسابها الرسمي في تطبيق “تلجرام”، أن أوكرانيا حافظت لفترة طويلة على اتصالاتها مع “الإرهابيين” لتنسيق هجمات ضد مواطنين روس، وتبادل المعلومات والتكنولوجيا، واستخدام تكتيكات “العلم الزائف”.
وقالت، “لقد حولت بانكوفايا (مكتب زيلينسكي) نفسها إلى جماعة إرهابية دولية جديدة، تقف وراءها، وفقًا للتقاليد الراسخة، واشنطن ولندن”.
وزير الخارجية سيرغي لافروف، قال، في 12 من أيلول الحالي، خلال اجتماع مع رؤساء البعثات الدبلوماسية حول القضايا الأوكرانية، إن “مبعوثي المخابرات الأوكرانية ينشطون في تجنيد مقاتلين إسلاميين في سوريا وإفريقيا لتنفيذ عمليات إرهابية”.