ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن إسرائيل زرعت كميات صغيرة من المتفجرات داخل أجهزة طلبها “حزب الله” اللبناني من شركة تايوانية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين وآخرين مطلعين على العملية، الثلاثاء 17 من أيلول، أن المتفجرات أخفيت بجوار البطارية في كل جهاز، وضُمنت مفاتيح يمكن تفعيلها من أجل التفجير عن بعد.
وأضافت أن وزن المتفجرات تراوح بين أونصة واثنتين (حوالي 28 إلى 57 غرامًا)، وبدأت الانفجارات بعد إرسال رسالة إلى الأجهزة بدت وكأنها من قيادة الحزب، وهو ما فعّل الشحنة المتفجرة.
وقال ميكو هيبونين، وهو متخصص في الأبحاث بشركة البرمجيات “WithSecure” ومستشار الجرائم الإلكترونية في “اليوروبول”، إن “من المرجح أن تكون هذه الأجهزة قد تم تعديلها بطريقة ما للتسبب في هذا النوع من الانفجارات”، في إشارة إلى أن حجم وقوة الانفجار لم يكن بسبب البطارية فقط، وفق “نيويورك تايمز”.
ولم يتضح حتى الآن متى تم طلب أجهزة الاتصال ومتى وصلت إلى لبنان.
كما تحدث موقع “المونيتور” الأمريكي عن أن إسرائيل غيرت خطتها بتفجير أجهزة اتصال عناصر “حزب الله” اللبناني خوفًا على فشلها.
ونقل الموقع عن مصادر قال إنها “استخباراتية إقليمية”، الثلاثاء 17 من أيلول، أن شكوكًا أثارها عنصران من “حزب الله” حول اكتشافهما اختراق إسرائيل لأجهزة اتصال “Pager”، دفع المؤسسة الأمنية والعسكرية في إسرائيل لتفجير الأجهزة قبل الموعد المخطط له.
الخطة الأصلية كانت تفجير أجهزة الاتصال في حال اندلاع حرب شاملة بين “حزب الله” وإسرائيل، وفق “المونيتور”.
وذكرت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية أن “الحزب” حصل على أجهزة الاتصال فيما يبدو بشهر شباط الماضي، بعد أن أمر زعيم “حزب الله”، حسن نصر الله، بالتوقف عن استخدام الهواتف المحمولة، تخوفًا من إمكانية تعقب أفراد “الحزب” من قبل الاستخبارات الإسرائيلية.
وقال مسؤول في “حزب الله” لـ”أسوشيتد برس”، إن الأجهزة كانت من نوع جديد، لكنه رفض الكشف عن المدة التي كانت قيد الاستخدام.
الأجهزة تحمل علامة شركة “جولدن أبولو” التايوانية، إلا أن الشركة نفت أن تكون الأجهزة من صنعها، وأوضحت أنها سمحت بوضع علامتها التجارية على الأجهزة وبيعها من قبل شركة “BAC” (شركة هنغارية)، بحسب “أسوشيتد برس“.
12 قتيلًا
شهدت عدة مناطق لبنانية تعتبر معاقل رئيسة لانتشار “حزب الله”، خاصة الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب والبقاع، انفجارات متزامنة لأجهزة “Pager” التي يحملها عناصر “حزب الله”.
وزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض، قال في مؤتمر صحفي اليوم، الأربعاء 18 من أيلول، إن عدد قتلى التفجير بلغ 12 شخصًا بينهم طفلان، مضيفًا أنه خلال نصف ساعة توافد إلى المستشفيات حوالي 2800 جريح.
وأشار الأبيض إلى أن عددًا من الجرحى نقلوا إلى سوريا وإيران.
ونعى “الحزب” 14 من عناصره، الثلاثاء، أحدهم في سوريا وآخر موظف في مستشفى، ولم يوضح سوى طريقة مقتل العامل في القطاع الصحي (بتفجير الأجهزة)، أما الباقون قال إنهم قتلوا “على طريق القدس”، وهو الأسلوب المعهود له في نعي عناصره.
انفجار متزامن
نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول أمني في “حزب الله” (طلب عدم الكشف عن هويته) أن تفجير أجهزة الاتصال كان “أكبر خرق أمني” تعرض له “الحزب” خلال ما يقرب من عام على بدء الاشتباكات بين “الحزب” وإسرائيل.
وقال جوناثان بانيكوف، نائب ضابط الاستخبارات الوطنية السابق للشرق الأدنى في مجلس الاستخبارات الوطني التابع للحكومة الأمريكية لـ”رويترز”، إنه “كان من الممكن أن يستغرق هذا الأمر أشهرًا وحتى سنوات للتخطيط والتنفيذ”.
وأضاف بانيكوف أن العملية التي تستهدف “الحزب” كانت ستشمل التسلل إلى سلسلة إمدادات الجماعة المسلحة لأجهزة الاستدعاء، وإسرائيل كانت على الأرجح وراء ذلك، وهذا هو نوع العملية التي تملك إسرائيل القدرة على تنفيذها والتي ترغب في تنفيذها.
بالمقابل، لم تعلق إسرائيل على العملية، كما نفت الولايات المتحدة ارتباطها بالحادث، وقالت إنها “لا تعرف من المسؤول عن الهجوم”.
“حزب الله” فتح تحقيقًا في الحادث، وتوعد بالرد على إسرائيل التي حملها الحزب مسؤولية العملية.
“Pager” يُعرف أيضًا باسم جهاز التنبيه، وهو عبارة عن جهاز استقبال لاسلكي صغير يعمل بالبطارية، وعند تلقيه إشارة مناسبة مبرمجًا عليها مسبقًا، يطلق تنبيهًا مسموعًا أو اهتزازيًا، ويعرض إما رسالة رقمية مثل رقم الهاتف أو رسالة نصية إذا كان نموذج الجهاز قادرًا على التعامل مع الحروف الأبجدية الرقمية.
وفي حالة الاستخدام الداخلي مثل المطعم، توفر أجهزة النداء في الموقع طريقة سريعة للتواصل مع الضيوف والخوادم والزملاء عندما يكونون مستعدين للجلوس أو عندما تكون هناك حاجة إليهم، وفق ما جاء عبر الموقع الرسمي للشركة المصنعة.