في 5 من أيلول الحالي، أعلنت حكومة النظام السوري حملة أمنية بريف حمص ضد “الخارجين عن القانون من تجار المخدرات وعصابات الخطف والسلب”، بعد عمليات “تسوية” شملت جميع المطلوبين بمن فيهم الفارون والمتخلفون والاحتياط لقوات النظام استمرت قرابة الشهر ونصف.
وأفاد مراسل عنب بلدي في المنطقة أن الحملة الأمنية كانت مغايرة لسابقاتها، ولم تشهد عمليات اعتقال أو أي استفزاز للأهالي، لكن لم تطبق مؤسسات النظام جزءًا كبيرًا من البنود التي تم الاتفاق عليها، فملف المعتقلين تم تغييبه تمامًا رغم أن الاتفاق نص على إنشاء نافذة لتسجيل جميع المعتقلين والمغيبين للكشف عن مصيرهم.
وأضاف أن من راجع القضاء، طُلب منه تسليم نفسه للجهات الأمنية وبعدها تبدأ إجراءات محاكمته، رغم أن الاتفاق يقضي بأن يراجع القضاء خلال مهلة ستة أشهر لتصحيح وضعه.
أما المتخلفون فقد وعدوا أن يعطوا إذن سفر لاستخراج جواز السفر لمن يرغب بمغادرة البلاد فواجهوا رفضًا من شعب التجنيد، لكن من يمتلك المال يستطيع تنفيذ البنود التي تم الاتفاق عليها، وفق المراسل.
خطف بين سوريا ولبنان
المشكلة التي ظهرت بعد انتهاء الحملة الأمنية على مدينة تلبيسة وما حولها هي أن عمليات الخطف لم تنته.
وأعلنت عائلة لبنانية تقطن في وادي خالد أن عصابة من المنطقة اختطفت أحد أبنائهم، ويدعى أسامة العبيد، وعلى إثر ذلك قاموا بتوقيف عدة أشخاص خلال عبورهم من بلدتهم وينتمون لمنطقة ريف حمص الشمالي.
وبعد عمليات تفاوض استمرت حوالي أسبوع طلب فيها الخاطفون مبلغ 400 ألف دولار أمريكي (الدولار يعادل 15000 ليرة سورية)، أعلن أهل المختطف استعدادهم لدفع مبلغ 200 ألف دولار لكن الخاطفين أصروا على المبلغ الذي طلبوه، وفق المراسل.
على الطرف المقابل، استنفر شباب في تلبيسة وأعلنوا نيتهم اقتحام منزل أي شخص يثبت تورطه بالأمر، وسط دعوات من الأهالي ووجهاء عبر صوتيات تأكدت من صحتها عنب بلدي، تدعو لتخفيف التوتر.
وتنشط في المنطقة العديد من جماعات الخطف منها ميليشيا شجاع العلي المقربة من “حزب الله” اللبناني، والتي تقوم بتهريب الأشخاص من سوريا إلى لبنان وتقوم باختطاف بعضهم عند الحاجة.
أهالي تلبيسة يدينون الخطف
صدر بيان عن أهالي البيسة، حصلت عنب بلدي على نسخة منه، جاء فيه أن الأهالي يدينون أي عملة خطف تحدث إن كان في تلبيسة أو غيرها، وأن الأهالي بحثوا وفتّشوا عن الشاب اللبناني أسامة العبيد وتأكدوا أنه ليس في المدينة.
وذكر البيان أن المدعو مدين البرجس من تلبيسة والمتهم بخطف الشاب مستعد لأي حكم شرعي إذا ثبت أنه الخاطف.
واعتبر البيان أن ما يفعله أبناء وادي خالد في حق أبناء تلبيسة هو “ظلم وعدوان”، وأعطى البيان مهلة مدتها 24 ساعة لتحرير جميع المخطوفين في وادي خالد دون قيد أو شرط.
مهلة اقتحام ووعود لوقا
سيطرت قوات النظام على تلبيسة في أيار 2018، بعدما كانت بيد المعارضة السورية، وأجرت بعدها عدة “تسويات” لأبناء المدينة، ولا تزال تشهد توترات أمنية من عمليات خطف أو سرقة أو محاولات قتل.
في 22 من آب الماضي، اجتمع رئيس “إدارة المخابرات العامة” في سوريا، اللواء حسام لوقا، مع ممثلين من أهالي مدينة تلبيسة للمرة الثالثة خلال شهرين، بالتزامن مع حشود عسكرية لقوات النظام، أغلبيتها من المخابرات الجوية، تجمعت بشكل رئيس بالقرب من حاجز “ملوك” سابقًا عند المدخل الجنوبي لمدينة تلبيسة.
السبب الرئيس للحشود العسكرية وللاجتماع، حسب حديث لوقا، أن المدينة ورغم “التسويات” التي تجري لا تزال تحوي الكثير ممن بحقهم جرم حيازة أسلحة، ولم يسلموا سلاحًا ليتم بعدها استكمال “تسوياتهم”.