سيطرت فرق الإطفاء على معظم مساحة حريق اندلع بريف اللاذقية الشمالي، بعد نحو 17 ساعة من محاولات إخماده.
مدير الزراعة في اللاذقية باسم دوبا، قال اليوم، الأحد 15 من أيلول، إن الفرق سيطرت على 95% من مساحة الحريق، فيما لا يزال هناك بعض البؤر يجري العمل على إخمادها، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
شملت عمليات الإطفاء الاعتماد بشكل أساسي على الفرق الحقلية وشق الطرق بين خطوط النار عبر الآليات الثقيلة، واستخدام سيارات الإطفاء في بعض القطاعات، وشاركت المروحيات العسكرية منذ صباح اليوم في العمليات خاصة بالقطاع الغربي بسبب التضاريس القاسية والانحدارات الشديدة.
الحريق اندلع في أراضٍ حراجية بريف اللاذقية الشمالي منذ عصر أمس السبت، في الأحراج الواقعة بين قرية بيت زريقة والشقراء بريف اللاذقية الشمالي.
وأظهرت صور انتشرت على مواقع التواصل انتشار الحريق على مساحات واسعة.
حريق كبير في ريف #اللاذقية الشمالي، بدأ منذ عصر اليوم من قرية الشقراء، قرب مزار الشيخ حسن الغريب، و مازال يلتهم الأخضر و اليابس حتى الساعة ، و يتجه باتجاه قرية السرسكية – مزرعتي بيت زريقة و بيت حماد . رغم محاولة كوادر الإطفاء في محافظة اللاذقية إيقافه و العمل على إخماده .… pic.twitter.com/JMAKUUMWwp
— إدلب Online (@idleb_online) September 14, 2024
ولم يوضح المسؤولون السوريون أسباب اندلاع الحريق إن كانت لأسباب مناخية أو بتدخل من عامل بشري.
وتشهد عدة مناطق في سوريا حرائق متكررة خاصة في فصل الصيف.
وسبق أن أعدت عنب بلدي ملفات معمقة وتقارير سابقة تناولت خلالها أسباب اشتعال الحرائق في الغابات، ومن المستفيد منها، وما آثارها على الغطاء الأخضر في سوريا.
وبين عامي 2010 و2018، التهمت حرائق الغابات أكثر من ربع مساحة غابات سوريا، حيث سُجلت أكثر من 2000 حادثة حريق، طالت مساحة تزيد على 100 ألف هكتار في الساحل السوري، بحسب تقرير لمرصد الصراع والبيئة (CEOBS).
دكتور الاقتصاد الزراعي ووزير الزراعة السوري الأسبق، نور الدين منى، قال في حديث سابق لعنب بلدي، إنه عندما تحدث الحرائق وتختفي الأشجار “هناك مستفيد”، ليس بالضرورة أن يكون الشخص الذي تسبب بحرقها.
وأوضح الوزير أنه يمكن بعد الحرائق الاعتداء على حرم الغابة، وزيادة المساحات الزراعية التي تمنع زراعتها، على الرغم من “قانون الحراج” السوري “رقم 6” لعام 2018.
وتعزو أرقام الأمم المتحدة 95% من الحرائق حول العالم للعامل البشري (إما لهدف مقصود مفتعل، ويكون لغايات خاصة اقتصادية، وإما لخطأ بشري غير مقصود: رمي أعقاب السجائر، عدم إطفاء مخلفات الشواء وتركها، إهمال…) بينما تمثل الحوادث الطبيعية (البرق، ارتفاع حرارة مع إمكانية وجود مخلفات زجاجية أو صخور ذات طبيعة معينة، أو تماس كهربائي إذا كان التوتر العالي يمر من الغابة) 5% فقط.
لكن الدكتور نور الدين منى يرجح أن تصل نسبة الحرائق التي وراءها عامل بشري في سوريا إلى 98% سواء كانت مفتعلة أم سببها الإهمال.