تفاؤل حذر بمستقبل المنتخب السوري مع الإسباني لانا
عنب بلدي – يامن مغربي
رفع المدرب الجديد للمنتخب السوري، الإسباني خوسيه لانا، سقف طموحات مشجعي المنتخب السوري لكرة القدم، بعد أن حاز بطولة “الهند الدولية” (ودية)، واستكمل الاستعدادات لخوض بطولة “ملك تايلند” (ودية أيضًا)، في تشرين الأول المقبل.
لانا الذي أعلن اتحاد كرة القدم السوري عن التعاقد معه في آب الماضي، خاض مباراتين فقط برفقة المنتخب حقق فيهما الفوز، الأولى أمام جزر موريشيوس وفاز بنتيجة هدفين لصفر، والثانية أمام الهند مستضيف البطولة، وانتهت بثلاثة أهداف للمنتخب السوري، دون أن يتلقى أي هدف.
ومن المقرر أن يواجه المنتخب خلال بطولة “ملك تايلند” منتخبات طاجكستان وتايوان والفلبين، دون أن يحدد نظام البطولة إن كانت بنظام الدوري أو بخروج المغلوب حتى اللحظة.
رغم أن البطولة ودية، فإن الآمال ارتفعت خلال الأيام الماضية بتقديم المنتخب مستوى مختلفًا عن الذي قدمه في عهد المدرب السابق، الأرجنتيني هيكتور كوبر، وخروجه من تصفيات بطولة كأس العالم 2026، التي تستضيفها أمريكا وكندا والمكسيك.
ويأتي هذا التفاؤل الذي ساد في أوساط صحفيين رياضيين، رغم أن لانا لا خبرة له في تدريب منتخبات الرجال، فيما رأى آخرون أن وصوله لن يغير من واقع المنتخب السيئ، بسبب عمليات الفساد والمحسوبية وأخطاء اتحاد كرة القدم السوري.
وفي تصريحات صحفية سبقت المباراة أمام الهند، قال لانا، إن الفوز في هذه المباريات ليس الشيء الأكثر أهمية، بل العمل على تطوير الأداء.
ولم يعلن اتحاد كرة القدم عن مدة التعاقد مع لانا أو قيمة التعاقد المالية.
بين التفاؤل الحذر وغياب إمكانية التغيير
مع تحقيق المنتخب السوري الفوز في مباراتين تحت قيادة لانا، بدأت الصحف الرياضية والمواقع الإلكترونية المحلية بالحديث عن إمكانية التغيير تحت قيادة المدرب الشاب، وكذلك هو الأمر عبر المؤثرين الرياضيين في وسائل التواصل الاجتماعي، لكن الآراء بالمجمل دارت حول تفاؤل حذر بالمستقبل، خاصة أن الحالة نفسها تكررت مع وصول هيكتور كوبر، وانتهت دون تحقيق أي أهداف مرسومة للمنتخب السوري.
ولا يبدو أن المستقبل واضح للمنتخب تحت قيادة لانا، إذ يرى الصحفي إبراهيم النمر في مقال نشره في صحيفة “تشرين” الحكومية، في 9 من أيلول الحالي، أن النتائج برفقة لانا لا تعني شيئًا.
وأوضح أن الفوز على منتخبي الهند وجزر موريشيوس هو اختبار ليس على المستوى المقبول، وأن التطوير يجب أن يبدأ من القواعد، وبناء منتخب جديد، خاصة أن لانا هو مدرب فئات عمرية بالأساس ولا خبرة له بتدريب منتخبات الرجال، مطالبًا بعدم الاعتماد على اللاعبين المحترفين الجاهزين من دوريات عالمية، وتكرار فشل التجربة.
في حين هاجم الصحفي الرياضي عروة قنواتي في مقال نشرته عنب بلدي، في 25 من آب الماضي، التعاقد مع لانا باعتبار أنه يأتي في ظل صورة التخبط والتصرفات العشوائية وزيادة المسكنات فوق الجروح.
وأضاف أن اتحاد كرة القدم أنزل تسعيرة المنتخب من مواجهات ودية على مستوى بلاد الشام وبعض الأندية الأوروبية إلى منتخبات موريشيوس والهند، وهو الذي تعادل مع ميانمار وجلس يتفرج على سيوف الساموراي الياباني وهي تمزق جاهزية وشعارات وأحلام المنتخب وجماهيره وعشاقه.
هذا الهجوم على تصرفات اتحاد كرة القدم، قابله احتفاء بنتائج المنتخب، إذ كتب الصحفي ناصر النجار في صحفية “الوطن” المقربة من النظام السوري، أن أداء المنتخب كان جيدًا من جميع النواحي مع “لمس للروح المعنوية العالية واللمسات الهجومية التي افتقدها المنتخب سابقًا”.
وأضاف أن هذا الأمر لا يعني أن المنتخب كان كامل الأوصاف، وهناك الكثير من الملاحظات التي دوّنها لانا في أجندته.
وفي حين تحدث البعض عن غياب المستقبل دون تخطيط، ذهبت أقلام للحديث عن تفاؤل يحيط بالمنتخب الذي يستعد لعدة بطولات مقبلة، منها “كأس العرب” 2025 في قطر، وملحق التصفيات المؤهلة لكأس آسيا 2027 في السعودية.
ومن المقرر أن تنطلق التصفيات في 25 من آذار 2025.
وفي مقال حمل عنوان “نقطة البداية“، قال الكاتب هشام اللحام في مقال نشره ضمن صحيفة “الثورة” الحكومية، في 10 من أيلول الحالي، إن الفوز ببطولة “الهند الدولية” يعد قاعدة سينطلق منها لانا في مهمته خلال تصفيات كأس آسيا 2027.
واعتبر أن التفاؤل بالنتائج برفقة لانا موجود لعدة أسباب ليس منها الفوز بالبطولة، بقدر الفوز على المنتخب الهندي بثلاثية بعد الفوز عليه خلال كأس آسيا الأخيرة 2023 في قطر “بشق الأنفس” في عهد هيكتور كوبر، لكنه طالب كذلك بأن تكون منتخبات الفئات العمرية محل اهتمام.
المديح بأداء المنتخب بدا واضحًا في عناوين أخرى، منها ما كتبه موقع “هاشتاغ سوريا” المحلي، الذي اعتبر الفوز ببطولة “الهند الدولية” يومًا “كرويًا سوريًا مميزًا”، خاصة أنه ترافق مع فوز منتخب الناشئين على الأردن وتأهله لنهائي بطولة غرب آسيا المقامة في السعودية.
ويعد الفوز ببطولة “الهند الدولية” الأول للمنتخب السوري منذ فوزه ببطولة غرب آسيا على المنتخب العراقي بهدف وحيد في المباراة النهائية تحت قيادة المدرب حسام السيد، وأقيمت حينها في الكويت.
ما تاريخ خوسيه لانا
انحصر عمل لانا في تدريب منتخبات الفئات السنية منذ عام 2016.
ودرّب لانا جميع فئات المنتخب الإسباني، من فئة تحت 15 عامًا وحتى تحت 21 عامًا.
ونجح بالفوز ببطولة كأس الأمم الأوروبية 2023-2024 برفقة المنتخب الإسباني تحت 19 عامًا.
ولم يسبق للمدرب أن مارس كرة القدم، إذ توضح تصريحات صحفية له أنه حصل على تعليم أكاديمي يخص كرة القدم.
ويملك لانا شهادة تدريب “UEFA Pro Licence” من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.
وخلف لانا المدرب الإسباني لويس دي لافونتي في تدريب المنتخب الإسباني، بعد تولي الأخير لقيادة المنتخب الأول.
وحصل المدرب الشاب على شهادة التربية البدنية من المعهد الوطني للنشاط البدني وعلوم الرياضة، التابع لجامعة “ليون”.
ثم عمل في كاودال ديبورتيفو عام 1999، قبل أن يخوض تجربة كمدرب بدني في نادي “باجارا بلاياس دي جانديا” بجزر الكناري.
وقال خلال لقاء مع موقع “ريليفو” الإسباني في آذار 2023، إنه غادر لاحقًا إلى نادي “راسينغ دي سانتاندير” عام 2013، قبل التوجه إلى كندا.
لاحقًا انضم لانا للاتحاد الإسباني لكرة القدم كمدرب بدني ومحلل أداء، ثم تولى تدريب المنتخبات السنية.
وكان أحد أعضاء الجهاز الفني للمنتخب الإسباني المتوج بكأس الأمم الأوروبية تحت سن 21، في عام 2019.
وفي كانون الثاني 2023، أعلن الاتحاد الإسباني عن تعيينه مدربًا لمنتخب تحت 21 عامًا.
وفي مجمل المباريات، خاضت المنتخبات تحت قيادته 64 مباراة، حقق الفوز في 46 منها، وتعادل في 10 مباريات وخسر 8 فقط.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :