إدلب – محمد مصطو
منذ مطلع آب الماضي، بدأ في ريف إدلب الشمالي موسم جمع الفلفل الأحمر، وهو محصول ذو أهمية في المنطقة، خاصة في مدينتي سلقين وحارم، حيث يزرع بكثرة فيهما.
وشهد العام الحالي انخفاضًا في أسعار المحصول مقارنة بالأعوام الماضية، إذ تفاوتت الإنتاجية بين حقل وآخر تبعًا لتقلبات الجو وطرق الرعاية، بينما ارتفعت التكاليف واقتصر التسويق على الأسواق المحلية فقط، ما قلّص هامش الربح للمزارعين.
إنتاج ضعيف وسعر منخفض
قال المزارع سليمان درمش، إن انخفاض سعر الفلفل هذا العام يعود إلى انحسار بيع المحصول في الأسواق المحلية وعدم تصديره إلى خارج البلاد، مضيفًا أن تقلبات الليرة التركية مقابل الدولار الأمريكي أثرت بدورها على المردود المالي للمزارعين.
وأوضح أن سعر الكيلو الواحد من الفلفل يتراوح بين 6 و7 ليرات تركية، لافتًا إلى عدم تحقيق أرباح هذا العام.
سليمان الذي يملك هكتارًا واحدًا من الفلفل الأحمر في ريف إدلب الشمالي، تحدث عن انخفاض في الإنتاج مقارنة بعام 2023، حيث تراوحت كمية المحصول هذا العام بين 35 و40 كيلوغرامًا في الدونم الواحد، وهي نصف كمية الإنتاج عام 2023، وعزا الأسباب إلى الظروف الجوية وكثرة الأمراض التي لحقت بالمحصول، وفق المزارع.
من جهته، عبد مصطفى، مزارع في ريف إدلب، قال لعنب بلدي، إنه يمتلك ثلاثة دونمات مزروعة بالفلفل الأحمر، وإن إنتاج كل دونم يصل إلى 100 كيلوغرام في القطاف الواحد، وتستغرق المدة ما بين القطاف والآخر 10 أيام.
تكلفة مرتفعة
شهد العام الحالي انخفاضًا في سعر الفلفل الأحمر، وذكر المزارع سليمان درمش لعنب بلدي أن تكلفة زراعة الهكتار الواحد تصل إلى 3000 دولار أمريكي (نحو 100 ألف ليرة تركية)، متضمنة أجور العمال والمياه والأسمدة، وأن تكلفة رش المحصول لمرة واحدة بالأدوية وصلت إلى 40 دولارًا أمريكيًا، فيما يتراوح سعر كيس السماد من نوع “46” بين 20 و25 دولارًا.
المزارع عبد مصطفى قال إن تكلفة زراعة الفلفل تشمل أيضًا إيجار الأرض، إذ يصل إيجار الدونم الواحد إلى 115 دولارًا سنويًا، مع اختلاف المبلغ من منطقة إلى أخرى، لافتًا إلى أن أجرة العامل تبلغ 15 ليرة تركية في الساعة.
ويشتكي مزارعو الفاكهة في إدلب من قلة الدعم وغياب أسواق التصريف، ودخول المنتجات التركية إلى الأسواق ما يعرضهم لخسائر مالية.
في موسم 2023، شهد موسم قطاف التين ظروفًا مضطربة، منها دخول التين التركي إلى الأسواق، وسوء تصريف المنتج المحلي، وطالته أمراض الحلزون، ما أدى إلى تراجع أسعاره وكساد المحصول.
وفي حزيران الماضي، تعرضت بساتين العنب في إدلب شمالي غربي سوريا لأضرار بالغة أطاحت بـ95% من الموسم الزراعي، وتراجع إنتاجها بنسبة 50%، إثر تقلبات الطقس.