محطات تدفعهم لبيع البطاقات

دير الزور.. “الفساد” يحرم أهالي البصيرة من مخصصات المازوت

مركبات محملة ببراميل المازوت أمام إحدى الكازيات في ريف دير الزور الشرقي- 5 من آيلول 2024 (عنب بلدي)

camera iconمركبات محملة ببراميل المازوت أمام إحدى الكازيات في ريف دير الزور الشرقي- 5 من آيلول 2024 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

دير الزور – عبادة الشيخ

حُرم أهالي مدينة البصيرة، وهي إحدى أكبر مدن شرقي دير الزور، من مخصصات محروقات التدفئة للعام الحالي، بسبب ما وصفه بعضهم بـ”الفساد” المنتشر بين العاملين في لجنة المحروقات التابعة لـ”الإدارة الذاتية” وأصحاب محطات الوقود في المنطقة.

وتعتبر لجنة المحروقات هي المسؤولة عن إحصاء هذه المخصصات وتوزيعها على السكان، في وقت تعتبر فيه محطات الوقود هي مصدر الإمداد، وتتبع كلتاهما لسلطة “مجلس دير الزور المدني” التابع لـ”الإدارة الذاتية”.

وقال مدنيون من أبناء مدينة البصيرة لعنب بلدي، إن أصحاب محطات الوقود (الكازيات) رفضوا تعبئة البطاقات التي يحملها أبناء المنطقة لتسلم مستحقاتهم، والممنوحة لهم من لجنة المحروقات.

الإدارة العامة للنفط والمحروقات في “الإدارة الذاتية” أعلنت عن توزيع مازوت التدفئة للسكان بدءًا من 15 من أيار الماضي، وحددت سعر الليتر بسبعة سنتات أمريكية، بكمية 300 ليتر لكل أسرة.

ويبلغ سعر صرف الليرة السورية 14750 ليرة أمام كل دولار واحد، وفق موقع “الليرة اليوم” المتخصص برصد حركة العملات الأجنبية.

الأهالي يشتكون

العديد من أهالي مدينة البصيرة في شارع العشرين وحي ختيلة وحارة العفيف، قدموا شكاوى للجنة المحروقات التي لم تستجب ولم تتابع القضية، وفق ما قاله مدنيون من أبناء المنطقة لعنب بلدي.

علي الشيخ، وهو من سكان البصيرة، قال لعنب بلدي، إن صاحب محطة “الكسار الفوقاني” للوقود رفض تعبئة البطاقات له ولإخوته البالغ عددها سبع بطاقات، بحجة عدم وجود مازوت.

وأضاف أن العامل في المحطة أبلغه بأن المحروقات قد تتأخر بالوصول إلى محطة الوقود، وقد تنتهي صلاحية البطاقة قبل أن تصل إمدادات المازوت، على الرغم من أن صلاحية البطاقة تبلغ عامًا كاملًا.

علي قال أيضًا إن البطاقة تخوله الحصول على 300 ليتر من المازوت، بسعر 105 آلاف ليرة سورية، في حين يبلغ سعر ليتر المازوت الواحد خارج البطاقة 5000 ليرة سورية.

وقال أحمد المشعان، وهو نازح يقيم في مدينة البصيرة، لعنب بلدي، إنه بعد تسلم البطاقة ذهب لتسلم مخصصات المازوت من محطة “الرحيل”، لكن العمال في المحطة رفضوا التعبئة، وعرضوا عليه بيعها.

وأضاف أن لا نية له لبيع بطاقته، وفي نفس الوقت لا يحق له تعبئتها إلا من المحطة المحددة، مشيرًا إلى أن أغلب المحطات في البصيرة تحاول إجبار الأهالي على بيع بطاقاتهم أمام أعين لجنة الرقابة المعينة من قبل لجنة المحروقات في المجلس المدني، دون أن تحرك ساكنًا.

أيضًا ماجدة، وهي نازحة تقيم في البصيرة، ذكرت أن محطة الوقود المحددة لها رفضت منحها مخصصات البطاقة التي تحملها اعتراضًا على أن زوجها كان منخرطًا في صفوف تنظيم “الدولة الإسلامية”.

وتباع بطاقات المحروقات في مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” بسعر 450 ألف ليرة سورية، في حال كانت مخصصاتها المتاحة كاملة (300 ليتر)، أي لم يسحب منها أي كمية من المحروقات.

200  ألف ليتر اختفت

تعتبر المحروقات بشتى أنواعها من أبرز احتياجات المواطنين شرقي دير الزور، الذي يشتهر بأنه خزان النفط السوري.

ويعاني أبناء المنطقة من نقص في المحروقات، وفي حال توفرها، تقدم بجودة رديئة للاستخدام المحلي، في حين تباع المحروقات ذات الجودة المقبولة لمناطق سيطرة النظام السوري أو المعارضة، عبر القنوات التجارية لـ”الإدارة الذاتية”.

موظفة في بلدية مدينة البصيرة شرقي دير الزور، تحفظت على ذكر اسمها كونها غير مخولة بالحديث لوسائل الإعلام، قالت لعنب بلدي، إن خمسة صهاريج محملة بمحروقات التدفئة وزعت على محطات وقود “الرحيل” و”الكسار” و”البصيرة” بسعة 200 ألف ليتر، لكن أيًا منها لم يوزع على السكان.

ورغم عدم امتلاكها معلومات دقيقة حول مصير هذه المخصصات، رجحت أن تكون قد بيعت للنظام السوري عبر تجار من أبناء المنطقة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة