قالت وزارة الخارجية الأمريكية، إنها لا تدعم إقامة انتخابات البلديات في مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” بشمال شرقي سوريا، بعد أيام على إعلان استئناف التحضيرات لها.
وأضافت عبر موقعها الرسمي اليوم، الجمعة 13 من أيلول، أنها تعتقد أن الشروط اللازمة لعقد انتخابات “حرة ونزيهة وشفافة وشاملة” في عموم سوريا، بما في ذلك الشمال الشرقي من البلاد، لم تتحقق.
وقالت الخارجية إنها لا تدعم الإعلان الصادر عن “الإدارة الذاتية” لشمال شرقي سوريا الذي دعا اللجنة العليا للانتخابات لبدء الاستعدادات للانتخابات البلدية.
واشترطت قبولها بأي انتخابات أن تتماشى مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة “رقم 2254”.
ونوّهت واشنطن أنه لم تتم تلبية الشروط اللازمة لمثل هذه الانتخابات حاليًا في سوريا، بما في ذلك في الشمال الشرقي حيث تسيطر “الإدارة الذاتية”.
بيان الخارجية الأمريكية جاء بعد إعلان “الإدارة الذاتية” عن استئناف التحضيرات لإجراء انتخابات البلديات بمناطق سيطرتها في 5 من أيلول الحالي.
وأصدرت “الإدارة” حينها القرار “رقم 7″، قالت فيه إنها فوّضت الهيئة العليا للانتخابات التابعة لها لبدء العمل على إجراء انتخابات البلديات، لكن لم يحدد القرار موعد الانتخابات، في حين أشار إلى أن الانتخابات ستجري في وقت تراه الهيئة العليا مناسبًا، بحسب وضع كل “مقاطعة” على حدة.
وتقسّم “الإدارة الذاتية” مناطق سيطرتها إداريًا إلى “مقاطعات” متجاهلة التقسيم الإداري الأصلي للمحافظات السورية في المنطقة.
وفي 25 من تموز الماضي، نقلت وكالة “نورث برس” عن سكرتير حزب “الديمقراطي الكردي في سوريا” (البارتي)، نصر الدين إبراهيم، قوله إن أحزابًا سياسية ستتقدم بطلب لتأجيل الانتخابات “لحين تهيئة ظروف مناسبة”.
وفي 20 من آب الماضي، قال سكرتير أحد الأحزاب الكردية التي شاركت في اجتماع مع “الإدارة الذاتية” لشبكة “رووداو” الكردية (مقرها أربيل)، “ناقشنا الأمر مع (الإدارة الذاتية). نعتقد أنه لا ينبغي إجراء هذه الانتخابات في الوقت الراهن. لا توجد حاجة لتحديد أي موعد للانتخابات على الإطلاق”.
وكان لأنقرة موقف حاد تجاه إعلان إجراء الانتخابات، إذ دعا زعيم حزب “الحركة القومية” (MHP) التركي، دولت بهشلي، لعملية عسكرية مشتركة تجمع تركيا والنظام السوري للقضاء على “العمال الكردستاني” في سوريا، وفق ما نقلته صحيفة “Cumhuriyet” التركية.
وانتقد بهشلي انتخابات البلديات، معتبرًا أنها مرحلة جديدة قادمة لـ”تقسيم تركيا”، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة ترى في الحوار مع “الإرهابيين” أمرًا ذا أهمية استراتيجية في المكان، في إشارة لـ”الإدارة الذاتية”.
وكان للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تعليق مشابه، إذ اعتبر أن الانتخابات تهدف لترسيخ “أمر واقع جديد” شمالي سوريا، بالقرب من حدود بلاده الجنوبية.